وقد تأخَّرَ كثيراً لكثْرَةِ مَشَاغِلي، وما يَعْرِضُ مِنَ النِّسْيَان عن إتمام القراءة؛ فأرْجُو المعذرةَ، وهو إليكم بِرَفْقِهِ، سائلاً المولى عز وجل أنْ يجْعَلَنا وإيَّاكم من الهُداة المهتدين، وأنْ يُعِيذَنا وإيَّاكُم، وسائِرَ إخوانِنَا من مُضِلَّاِت الفتن؛ إنَّه سميعٌ قريبٌ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
5/ 10/1406ه
- الرسالة الرابعة:
كتاب من الشيخ الألباني إلى الشيخ ابن باز يتضمن شكراً ودعاءً على جهود بذلها الشيخ ابن باز في سبيل تيسير زيارة الشيخ الألباني وعلاجه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
إلى سماحة الأخ الشيخ أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز الموقَّر قوَّاكُم الله، وثبَّتَكُم، وأحْسَنَ إليْكُم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد؛
فإنِّي أتقدَّمُ إلى سماحتكم بالشُّكرِ الأخويِّ الجزيل، على ما بذلتموه من جُهودٍ حَثِيثَةٍ في سبيل تيْسِيرِ شَأْن زيارتي للملكة العربية السعودية، وتسهيلِ ظروف معالجتي في مستشفياتها.
وإني أسأل الله ـ سبحانه وتعالى أن يختار لي الصَّالِحَ مِنْ أمْرِي، وأنْ يُهَيِّئَ لي في هذا الشَّأْنِ خَيْرَ ما يَنْفَعُني في ديني ودنياي.
وعملاً بقوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ: لَا يَشْكُرُ اللَّهَ»؛ أقولُ لسَمَاحَتِكُم: جَزَاكُمُ اللهُ خيْراً على ما تبْذُلُونَه لإخوانِكُم وأبنائِكُم، وسدَّدَكُم بالحقِّ إلى الحقِّ، وثبَّتَ خُطَاكُم إلى مَزِيدٍ مِنْ الحَقِّ.
أقول ذلك ـ أيضاً ـ من باب قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَنَعَ إلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوه، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا أنْ تُكَافِئُوهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أنْ قَدْ كافَأْتُمُوهُ»، وخَيْرُ الدُّعاءِ في هذه المناسبة، أنْ أقُولَ ـ كما في الحديثِ الآخَرِ ـ: جَزَاكُمُ اللهُ خيْراً؛ لقَوْلِه: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ, فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اَللهُ خَيْراً؛ فَقَدْ أَبْلَغَ فِي اَلثَّنَاءِ».
وكذلك أقَدِّمُ شُكْرِي إلى كُلِّ أخٍ في الله ـ مهْمَا كان موْقِعُه ـ ممَّنْ بَذَلُوا، ويَبْذُلون مِنْ جُهْدٍ في تسهيل ما أشَرْتُ إليه سابقاً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمان 28 شوال 1418هـ
أخوكم/محمد ناصر الدين الألباني
-الرسالة الخامسة:
كتاب من الشيخ ابن باز إلى الشيخ الألباني ردًّا على الكتاب السابق.
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرَّم صاحبِ الفضيلةِ الشيخِ محمدٍ ناصرِ الدِّينِ الألباني وفَّقَهُ اللهُ لكُلِّ خيْرٍ، ونَصَرَ به دينَهُ، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته،
أمَّا بعد؛
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ في 28/ 10/1418هـ ـ وصَلَكُمُ الله بحَبْلِ الهُدى والتوفيق ـ، وجميعُ ما ذكَرْتُم كان معلوماً، وسرَّنِي منه عِلْمُ صِحَّتِكُم؛ فالحمد لله على كُلِّ حالٍ، وأسألُه سبحانه أنْ يُسْبِغَ عليْكُم لباسَ العافيةِ في الدِّين والبَدَنِ، وأنْ يُحْسِنَ لي ولكم الختامَ.
وإنِّي أشْكُرُ فضيلتَكُم على دعواتِكُم الطيِّبَةِ، وأسْأَلُ اللهَ ـ عز وجل ـ أنْ يتَقَبَّلَها، ويُضَاعِفَ أجْرَكُم عليْهَا، وأرْجُو إبْلاغَ سلامي الأبناءَ، وخواصَّ المشائخِ والإخوان، كما هو لَكُمْ مِنَ الأبْنَاءِ، وكاتِبِ الأحْرُفِ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
17/ 11/1418ه
الخاتمة
وبهذا تَنْتَهِي هذه المكاتَبَاتُ، واللهَ تعالى نسْألُ أنْ يَنْفَعَ بها، وأنْ يُثِيبَ صَاحِبَيْها، وجَامِعَهَا، وقارِئَها؛ إنَّه جَوَادٌ كريمٌ.
وآخِرُ دعْوَانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
(1) انظر: «جامع بيان العلم وفضله» للإمام ابن عبد البر، (1/ 251)، و «ترتيب المدارك وتقريب المسالك» للقاضي عياض (1/ 6).
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً،
ورحم الله الإمامين وأسكنهما فسيح جناته،
بارك الله فيك،
لو تصلح الكلمات المدموجة ببعضها في مقالك.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:23 م]ـ
شيءٌ يستنزِلُ الدَّمعَ.
جزاكَ الله خيراً، وهذهِ الرسائلُ وأزيَد تجدها في (الرسائل المتبادلة بين ابن باز وغيره من العلماء) للأستاذينِ محمّد الحمد، ومحمد الموسى.
وإن كانتْ فاتتهما أشياء ورسائلُ.
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[22 - 11 - 09, 12:56 ص]ـ
شيءٌ يستنزِلُ الدَّمعَ.
جزاكَ الله خيراً، وهذهِ الرسائلُ وأزيَد تجدها في (الرسائل المتبادلة بين ابن باز وغيره من العلماء) للأستاذينِ محمّد الحمد، ومحمد الموسى.
وإن كانتْ فاتتهما أشياء ورسائلُ.
هذا الكتاب لايمثل منهج شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله فالكتاب يظهر الشيخ ومنهجه بأنه الشيخ الوديع الساكت المحب للناس عامة دون تفريق بينهم وقد غيب في الكتاب نصر الشيخ للسنة وأهلها وذمه للبدعة وأهلها والتحذير من الجماعات الحزبية ومن دعاة الباطل والأهواء.
ومصيبة وثائق بعض علمائنا أنها تسند لغير أهلها. لتزداد غربة الدين!!!
¥