4 - أبو بكر جابر الجزائري حفظه الله تعالى المدرس بالمسجد النبوي، فقد تتلمذ عليه مدة ست سنوات أو أكثر في العاصمة وقال في شريط «هم عظماء الرجال»: «دروس الشيخ الطيب العقبي ما عرفت الدنيا نظيرها، ولا اكتحلت عين في الوجود بعالم كالعقبي».
ثانيا: من ثناء أقرانه عليه
1 - قال الشيخ ابن باديس: «يعرف الناس العقبي واعظا مرشدا يلين القلوب القاسية، ويهد البدع والضلالات العاتية بقوة بيانه وشده عارضته، ولكن العقبي الشاعر لا يعرفه كثير من الناس، فلما ترنحت السفينة على الأمواج وهب النسيم العليل هب العقبي الشاعر من رقدته وأخذ يشنف أسماعنا بأشعاره ويطربنا بنغمته الحجازية مرة والنجدية أخرى ويرتجل البيتين والثلاثة والأربعة في المناسبات، وهاج بالرجل شوقه إلى الحجاز فلو ملك قيادة الباخرة لما سار بها إلا إلى جدة دون أن يعرج إلى «مارساي»، وإن رجلا يحمل ذلك الشوق كله للحجاز ثم يكبته ويصبر على بلاء الجزائر وويلاتها ومظالمها لرجل ضحى في سبيل الجزائر تضحية أي تضحية».
2 - وقال الشيخ الإبراهيمي [(1/ 167)]: «هو من أكبر الممثلين لهديها – أي الجمعية – وسيرتها والقائمين بدعوتها، بل هو أبعد رجالها صيتا في عالم الإصلاح الديني وأعلاهم صوتا في الدعوة إليه…وإنما خلق قوالا للحق أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر وقافا عند حدود دينه، وإن شدته في الحق لا تعدو بيان الحق وعدم المداراة فيه وعدم المبالاة بمن يقف في سبيله».
3 - قال الشيخ المبارك الميلي: «ولكن أتي الوادي فطم على القرى، إذ حمل العدد الثامن في نحره المشرق قصيدة «إلى الدين الخالص» للأخ في الله داعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ الطيب العقبي أمد الله في أنفاسه، فكانت تلك القصيدة أول المعول مؤثرة في هيكل المقدسات الطرقية، ولا يعلم مبلغ ما تحمله هذه القصيدة من الجراءة ومبلغ ما حدث عنها من انفعال الطرقية، إلا من عرف العصر الذي نشرت فيه وحالته في الجمود والتقديس لكل خرافة في الوجود».
4 - وقال أحمد توفيق المدني: «كان خطيبا مصقعا من خطباء الجماهير، عالي الصوت سريع الكلام، حاد العبارة يطلق القول على عواهنه كجواد جامح دون ترتيب أو مقدمة أو تبويب أو خاتمة، وموضوعه المفضل هو الدين الصافي النقي، ومحاربة الطرقية ونسف خرافاتها والدعوة السافرة لمحاربتها ومحقها».
5 - وقال الشيخ أبو يعلى الزواوي: «العلامة السلفي الصالح داعية الإصلاح الديني».
6 - وقال شكيب أرسلان «… فالميلي وابن باديس والعقبي والزاهري حملة عرش الأدب الجزائري الأربعة».
7 - وقال عنه الشيخ محمد تقي الدين الهلالي: «الأستاذ السلفي الداعية النبيل الشيخ الطيب العقبي».
ثالثا: وفاته
وقد أوصى الشيخ قبل وفاته وصية اشتد في الإلحاح عليها، فأوصى بأن تشيع جنازته في مقبرة «ميرامار» بالرايس حميدو، تشييعا سنيا دون ذكر جهري ولا قراءة البردة، ولا حتى قراءة القرآن حال التجهيز أو حين الدفن، وأن لا يؤذن لأي واحد من الحاضرين أن يقوم بتأبينه قبل الدفن أو بعده. وتوفي الشيخ الطيب العقبي رحمه الله تعالى في 21مايو 1961م، وشيعت جنازته تشييعا سنيا فكان له ما أراد. هذا آخر ما أردت تسطيره وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وأستغفرك وأتوب إليك.
مصادر الترجمة:
صراع بين السنة والبدعة لأحمد حماني، من أعلام الإصلاح لمحمد الحسن فضلاء، مجلة الثقافة العدد 66 (مقال من أعلام النهضة الوطنية لمحمد الطاهر فضلاء)، جمعية العلماء المسلمين وأثرها الإصلاحي لأحمد الخطيب، جريدة البصائر السنة الأولى، رسالة الشرك ومظاهره، آثار البشير الإبراهيمي