وقد صنّف الشيخ العديد من المصنفات اللطيفة في التوحيد والفقه والتاريخ وغيرها، وقد طبع قديماً منها الكثير ككتاب "ترك المندوبة إذا أقيمت الصلاة المفروضة" و" تحقيق المسألة في عدم الجهر بالبسملة" و" تحفة المتدين عن موقع مدين" و" حسن المسير في بيان التعزير" و" بيان المراد من خلق الإنس والجان وتحقيق فرض صلاة الجماعة على الأعيان" و" البيان المبين بالمراد من أمر الدين" وغيرها من المؤلفات.
صفاته:
وخلال تلك المدة كان للشيخ الجهد المتواصل في تعليم الناس الخير، والجلوس إليهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتميز شيخنا رحمه الله تعالى بمزايا جليلة في العلم الشرعي، منها شموليته في أبواب العلم، فقد استفدت منه كثيراً في علم التوحيد والسنة، وكذلك أبهرني في الفقه وأصوله واستحضاره للخلاف، وكذا علم الحديث وعنايته بالأثر، وكذلك التفسير وبراعته فيه، وكذلك الفرائض وقسمتها، ودرايته الفائقة بقواعد اللغة العربية، وفقه اللغة، وإتقانه للشعر حفظاً ونقداً، وعلمه بالسيرة والتاريخ، وغير ذلك من جوانب براعة شيخنا، مع سرعة البديهة، وقوة الذاكرة، ورحابة الصدر، ومحبة الطلاب، ولين الجانب معهم، والصبر على ملازمتهم له، بل ويشاركهم في رحلاتهم وزياراتهم.
طلابه:
أخذ عن الشيخ العديد من طلاب العلم من داخل رنية ومن خارجها، ومن أكثر من أخذ عنه من داخل رنية: الشيخ خليل أحمد بهي المصري، والشيخ دسم بن منير السبيعي، وسعد بن طماح السبيعي، وقاسي بن شبيب السبيعي، وناصر بن عبدالله السبيعي، وذيب بن شبيب السبيعي، وفليان بن شبيب السبيعي، ومترك بن شريم السبيعي، ومحمد بن خثيل السبيعي.
ومن خارج رنية: الشيخ سلطان بن سعد بن لؤي الشريف، والشيخ ناصر بن عبدالله الدرعاني، ومحمد بن علي الشهري، ومفرج بن قاعد السبيعي، ومحمد بن سعد بن لؤي الشريف، ومنصور بن فيحان الشريف، وغيرهم كثير.
وقد سعدت بزيارته عام 1424هـ والقراءة على يده حتى ختمت "الموطأ" للإمام مالك بن أنس كاملاً، وقرأت "نخبة الفكر" و"ثلاثة الأصول" و"الحيدة" للكناني وطرفاً من "رد عثمان الدارمي على المريسي"، وبرفقتي الشيخ الأديب النسيب الشريف سلطان بن سعد بن لؤي حفظه الله تعالى.
فقد كنت أرحل إليه بين أسبوع وآخر من الطائف إلى رنية قرابة (350كلم) للقراءة عليه والاستفادة منه، ويذهب تعب السفر، وعناء الرحلة رحابة صدر الشيخ، وكريم حفاوته.
وكان يقول: (بدر يشرح الصدر) ويقول: (سلطان ملأ الله قلبه بالإيمان)، ولما أطلت المكث عنده ذات مرة وأردت الارتحال، مسك الشيخ بيدي، وقال بصوت الحزين: (والله كأنكم تقطعون من قلبي يوم تروحون من عندي).
ثم امتد التواصل بيني وبين شيخنا إلى أن توفي، وكان آخر ما سمعت منه في آخر زياراتي له مع جموعٍ من طلاب العلم وهو يمسك يدي فأنشد قول الشاعر:
يا طالب العلم لا تبغي به بدلا الناس موتى وأهل العلم أحياء
تتمة:
سمعت الموطأ كاملاً على الشيخ المحدث الفقيه محمد بن مسلم بن عثيمين قاضي رنية وهو قرأه كاملاً على شيخه العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية في وقته وهو يرويه عن سعد بن عتيق.
ويرويه شيخنا محمد بن مسلم بن عثيمين عن الشيخ عبدالقيوم الرحماني عن الشيخ أحمد الله الدهلوي.
والشيخ ابن عتيق وأحمد الله الدهلوي يرويانه عن نذير حسين الدهلوي، قال: أخبرنا محمد إسحاق الدهلوي أخبرنا الشاه عبدالعزيز بن ولي الله الدهلوي عن العلامة أحمد شاه الدهلوي صاحب "الإرشاد " قال أخبرنا محمد وفد الله المكي بقراءتي عليه لجميعه أخبرنا عبد الله بن سالم البصري المكي الحافظ وغيره سماعا لجميعه أخبرنا أبو مهدي عيسى الثعالبي لجميعه أخبرنا سلطان بن أحمد المزاحي لجميعه اخبرنا أحمد بن خليل السبكي لجميعه أخبرنا النجم الغيطي لجميعه أخبرنا الشرف عبد الحق السنباطي لجميعه أخبرنا البدر أبو محمد الحسن بن محمد بن أيوب سماعا لجميعه اخبرنا محمد بن جابر الوادي آشي سماعا لجميعه أخبرنا ابن هارون القرطبي سماعا لجميعه أخبرنا أحمد بن يزيد بن احمد بن بقي سماعا لجميعه أخبرنا أبو عبد الله الخزرجي سماعاً لجميعه أخبرنا أبو عبد الله بن الطلاع أخبرنا يونس الصفار أخبرنا أبو عيسى يحيي بن عبد الله بن يحيى بن يحيى الليثي أخبرنا عم أبي عبيد الله بن يحيى بن يحيى أخبرنا أبو
¥