تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يحيى بن يحيى الليثي أخبرنا الإمام نجم السنن مالك بن أنس قال في أوله "الموطأ "بسم الله الرحمن الرحيم باب وقوت الصلاة: عن ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ? ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ? ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ? ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ? ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ? ثُمَّ قَالَ بِهَذَا أُمِرْتُ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا عُرْوَةُ أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ الَّذِي أَقَامَ لِرَسُولِ اللَّهِ ? وَقْتَ الصَّلَاةِ قَالَ عُرْوَةُ كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ عُرْوَةُ وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ ? أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ.

وهذا أصح إسناد سماعي لموطأ الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى في عصرنا، متصل بالسماع في غالب طبقاته.

وفاته:

توفي شيخنا بعد معاناة للكبر والمرض، مع حرصه على العبادة والصلاة مع الجماعة، وكانت آخر صلاة يشهدها مع الجماعة صلاة المغرب ثم توفي بعدها، وقد صلّى عليه خلق كثير في جامع فضيلته بعد صلاة الظهر يوم الثلاثاء 14 من ذي الحجة 1430هـ، وسعدت بالنزول مع فضيلته في قبره، وإدراجه في لحده برفقة بعض أبناء الشيخ وأقاربه وطلابه، فأسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجزل له الأجر والثواب.

أولاده:

قد خلف شيخنا أجلّة فضلاء من الأبناء منهم: عبدالله (وكيل محافظ محافظة رنية) وإسماعيل (رجل أعمال وعضو في جهات عدة) وأحمد (رجل أعمال) وإبراهيم (ضابط برتبة رائد في الحرس الوطني) وسعيد (عسكري)، حفظهم الله ورعاهم، وسدد على الهدى خطاهم.

وأقول منشداً بعبارات تعبر عن العبرات:

رَعَى اللهُ أهْدَابَ العِيُوْنِ السَّوَاجِمِ فَكَمْ نَالَهَا مِنْ دَمْعِهَا في المَآتمِ

وَكَمْ كَابَدَتْ هَمَّاً وحُزْنَاً وَحَسْرَةً إذَا الموْتُ نَادَى مِنْ خِيَارِ العَوَالمِ

كأمْثَالِ شَيْخِ العِلْمِ والدَّينِ والهُدَى حَلِيفِ التُّقَى بَدْرِ الهُدَاةِ الخضارمِ

عَنَيْتُ بِهِ (بِنْ مُسْلِمِ) الحَاذِقِ الذِي سَمَى ذِكْرُهُ بَينَ السُّهَا والنَّعَائِمِ

بِنَشْرِ بِسَاطِ العِلْمِ والزُّهْدِ والتُّقَى وتَلْكَ لعَمْرِي مِنْ جَزِيْلِ الوَلائِمِ

وفَصْلٍ بِسَيفِ الحَقِّ في مَجْلِسِ القَضَا ونَصْرٍ لمَظْلُوْمٍ وَقَمْعٍ لظَالِمِ

ونَصْرٍ لِتَوْحِيدِ الإلِهِ وشَرْعِهِ وَصَدٍّ لمبْتَدِعٍ جَهُولٍ وغَاشِمِ

وأمْرٍ بمعْرُوفٍ وإنْكَارِ مُنْكَرٍ وَلَمْ يَرْتَقِب في ذَاكَ لَوْمةَ لائِمِ

وإكْرَامِ مُحْتَاجٍ وإرشادِ تَائهٍ وَيَسْعَى لَهُمْ فِيْ كَلّ أمْرٍ وَلازِمِ

وزُهْدٍ عَنِ الدُّنيا بعفةِ قانعٍ ولم يَكُ مَشْغولاً بَجَمْعِ الدَّرَاهِمِ

ودَمْعٍ لَهُ في ظُلْمَةِ اللَّيلِ لَمْ يَزَلْ يُخَضِّبُ أطْرَافَ الخُدُودِ النَّوَاعِمِ

وإنْ أمَّ بِالقُرَآنِ يَا أُنْسَ وَحْشَتِي بَتَرْتِيلِهِ تُجْلَى الهُمُومِ الجَوَاثِمِ

وإنْ جَاءَنَا للدَّرْسِ جَاءَ بِهِمَّةٍ تُدَكُّ لَهَا صُمُّ الجِبَالِ العَظَائِمِ

فنَقْرأُ طَوَرَاً فِيْ الحَدِيثِ وتَارَةً نَجِيئ بِكُتْبِ الفِقْهِ عَنْ كَلّ عَالِمِ

فأذْهَلَنِي واللهِ في كُلِّ وِجْهَةٍ أرَىَ عِلْمَهُ بَحْرَاً غزيرَاً لرَائمِ

فإنْ جِئتَ في التَّفْسِير فَهْمَاً وَفِطْنَة تَجِدْهُ خَبِيَراً كَاشِفَاً للْعَتَائِمِ

وإنْ جِئْتَ في ذِكْرِ الرَّواةِ وشَأنِهَا تَجِدْ صَدْرَهُ كَنْزَاً بِكُتْبِ التَّرَاجِمِ

وإنْ جِئْتَ في عِلْمِ اللَّسَانِ ونَحْوِهِ يَمِيلِ بِهِ عَنِ مُحَدَثاتِ الأعَاجِمِ

وإنْ جِئْتَ في الآدَابَ يا طالب الهدى يَسَوق لَك الأبياتَ عَنْ كِلّ نَاظِمِ

فَوَا لَهَفِيْ لَمَّا نَعَوُهُ وأعْلَنُوا وَفاةَ إمَامِ العِلْمِ بَحْرِ المَكَارِمِ

فَأرْهَقَنِي هَمٌ وأزْعَجَ مُقْلَتِي وأيْقَنْتُ أنِّي لَستُ مِنْهُ بِنَائِمِ

فَهَيئتُ مَرْكُوبِيْ وجَهَزتُ عِدَّتي وَرَافَقَنِي قَرْمٌ سَلِيلُ الضَياغُمِ

وسِرْنَا بِحْفِظِ اللهِ في اللَّيلِ دُلْجَةً بِسيَّارةٍ تَطْوي طَويلَ الحَيَازِمِ

وحينَ زَوالَ الشَّمْسِ مِنْ بَعْدِ لَيْلِنَا بَلَغنَا دِيَارَ الشَّيخِ دَارَ الأكَارِم

فَشَاهدتُ أقْوَامَاً عَليهِ تَجَمَّعَوا فمَا بَينَ مُحْتَبيٍ ومَا بَينَ قَائِمِ

فَلَّمَا رأيتُ الشَّيخَ مِنْ فَوقِ نَعْشِهِ تَحَرَّكَ صَدْرِي بالرِّياحِ السَّمَائِمِ

فَأهوِيتُ للنعشِ المبَارَكِ جَالِساً ومَلْتُ كَمَيلِ الظَّامِئاتِ الحَوَائِم

فقبَّلتُ مَعْ حَرِّ الفِرَاقِ جَبِينَهُ وقَدْ ثَقُلَتْ مِنِّي جَميعُ القَوَائِمِ

فَصَلَّى عَلِيهِ المسْلِمُونَ وَيمَّمَوْا بجُثْمَانِهِ نَحْوَ القُبُورِ النَّوَائِمِ

فَسَابقْتُهُمْ حَتَى نَزَلْتُ بِقَبْرِهِ وأوْدَعْتُه في اللَّحْدِ إيْدَاعَ نَائمِ

فيَا رَبِّ يَا ذَا المنِّ والجودِ والعَطَا ويَا خَيرَ مَدْعوٍ وأرْحَم رَاحِمِ

بأدْهَمَ هَطَّالٍ مِنَ المزْنِ سَابُغٍ عَلى قَبْرِهِ بَينَ القُبورِ الرَّمَائم

وصَلِّ إلهَ العَرْشِ مَا لاحَ بَارِقٌ عَلَى المصْطَفَى المبْعُوثِ مِنْ نَسْل هَاشِمِ

كَذا الآل والأصحاب مع كلّ تابعٍ حُمَاةِ حِياضِ الدِّينِ أهلِ التّرَاحُمِ

كتبه

بدر بن علي بن طامي العتيبي

عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف

عضو اللجنة العلمية السعودية لخدمة السنة وعلومها

سَحَر الأربعاء 15 ذو الحجة 1430هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير