تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفرائض والنحو والحديث، والشيخان عبد الكريم اسكندر وعبد الكريم الهنداوي شيخاي في اللغة والنحو والصرف، والشيخ محمد صديق البورنو في أصول الفقه والقواعد الفقهية.

# في مجالس التعلم ومن خلال ملازمتك للمشايخ .. هل من موقف لك مع مشايخك كان لها تأثير عليك .. ؟

إي والله، إني لازلت أذكر كلمات قالوها لي ما كنت لأنساها، وتحتفظ ذاكرتي بلحظات جميلة جليلة تنبئ عن عظمة هذا الشيخ الذي علَّمني، وأكثر من كان له تأثير عليَّ هو سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز. ومما أذكره: أني كنت ذات مرة في مجلس الدرس فأخذتني نومة فما أيقظني إلا بكاؤه. وقال لي مرة - وقد أجرى لأبنائي اختباراً لهم في الحديث -: أوصيك بأبنائك، فإنه سيكون لهم شأن. وكثيراً ما كان يسألني عن كتابي (الجمع بين الكتب الستة) ويقول: متى سيخرج كتابك لأطَّلع عليه .. عجِّل في إخراجه - إشارة إلى وضع مقدمة له والإشادة به -. كانت لي حظوة عند الشيخ؛ فمرة قلت له كلمة أثارته وأغضبته، فقام من عندي وولاني ظهره، فتبعته لأعتذر له - وكان ذلك بعد صلاة الفجر في بيته - فلم أدركه لكنه قال لي: الغداء عندي، فلما جئت الظهر وجدت عنده وزير الشؤون الإسلامية بماليزيا، فلما دخلت عنده أقامني وأجلسني عن يمينه وجلس يسألني عن التأليف والطلاب.

تعلمت من الشيخ ابن باز الكثير والكثير، وعلى رأس ما أخذت عنه مبدأ السماحة والبراءة .. براءة الشيخ مع طلابه الخالية عن الحواجز وكأنهم أصدقاء له.

ممن استفدت منهم: الشيخ محمد بن صالح العثيمين. كم وكم استفدت من هذا الرجل لاسيما في حب التعليم وكيفية التعامل مع الطلاب، وأيضاً في علمه وفقهه في معالجة النصوص المشكلة والجمع بين المسائل المتشابهة، فرحمه الله كم له علي من الفضل. رأبته في المنام كثيراً .. منها: أني رأيته وقد تقدم ليؤم المصلين، فقام ليعدل الصفوف فالتفت عن يمينه وقال (استووا اعتدلوا) ثم التفت عن يساره وقال مثله، فوقع نظره عليَّ فما كان منه حين رآني إلا أن تأخر في الصف وقدَّمني للإمامة. كان مُعجباً بفكرة كتابي (الجمع بين الصحيحين) ويقول: هذا الكتاب سأطبع على نفقتي الخاصة. أحببتُ الشيخ ابن عثيمين وأحبني حتى كان يقول: يا يحيى لا تغب عن الدرس، فإني إذا جلست في الدرس فلم أرك ضاق صدري، وإذا رأيتك استأنست واتسع صدري، وقلما رآني الشيخ إلا تبسم في وجهي.

مما استفدته من الشيخ: مبدأ الصرامة في التعامل والذكاء في التفقه والحفظ.

{هذان الشيخان كانت لهما الحظوة في نفسي والذكرى في حياتي التي لا أنساها}.

ومن مشايخي الذين تأثرت بهم: الشيخ صالح الخريصي، وأخذت عنه مبدأ الخلوة بالنفس والتَّنَسُّك. والشيخ عبد الله الدويش وأخذت منه خلق الصبر والجَلَد على الحفظ ..

ولكل من مشايخي وقفات وعبر يطول المقام بسردها. أسأل الله أن يجزيهم عني خير الجزاء، ويرفع درجاتهم في عليين، ويجمعنا بهم في جنات النعيم، وأن لا يحرمنا بركة علومهم، ويجعلنا خير خلف لهم.

الكل:-

مجالسهم مثل الرياض أنيقة ... لقد طاب منها الريح وانتشر العطر

# من كانوا أقرانك في الطلب؟

ممن زاملتهم في فترة الطلب: الشيخ / عبد العزيز الراجحي، والشيخ / عبد المحسن الزامل، وخِلَّي وصديقي الشيخ / خليل المديفر -وهو من حفاظ الوحيين المتقنين-، وهؤلاء اجتمعنا بهم في حلقات الشيخ ابن باز، وأما الذين زاملتهم في دروس الشيخ ابن عثيمين فأذكر منهم: الشيخ / سلمان بن فهد العودة والشيخ / إبراهيم بن محمد الدبيان.

# لا بد وأن تحتفظ ذاكرة كل إنسان بمواقف مرَّ بها أولحظات عاشها كان لها تأثيراً عليه إيجابياًً أو سلبياً .. ماذا كان نصيب الشيخ يحيى من ذلك؟

في الحقيقة أعظم ما مرَّ عليَّ في حياتي وخاصة زمن الطلب مَوجة التعويق والتحطيم والتثبيط التي واجهتني حين سلكت مسلك حفظ كتب السنة، كان منشؤ كثير من ذلك البغي والحسد. لقد عشت أول زمن الطلب في مواجهة صعوبات حسية أو معنوية تنوء منها الجبال فكنت أقول لنفسي:

فذرهُمُ عَنكَ واعلَم أنهم هَمَجٌ ... قَد بدَّلوا بِعُلُوِّ الهِمَّةِ الحُمُقا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير