تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? نعم كانت تلك النواة الأولى لدورات الحرمين، بل إن شئت قلت هي الانطلاقة الكبرى لمشروع تحفيظ السنة وما بعدها هو من نتاجها وعيال عليها.

# أين ومتى كانت البداية؟

? حين فرغت من حفظ الجمع بين الصحيحين على يد شيخي "عبد الله الدويش" و "عبد الكريم اسكندر" ولدت فكرة تحفيظ السنة وبدأت المسيرة، وكانت الانطلاقة من مسجد "السنيدي" بحي "السلام" ببريدة وقد كنت إمام المسجد وقتها. وكان ذلك في عام 1408 هـ

# من كانوا ركائز هذه الحلقة الحديثية من الحفاظ؟ وكيف تم انتقاؤهم؟

? قمت باستقراء وحصر نسبي لحفاظ القرآن الكريم من الشباب ممن هم في المرحلة الثانوية ممن يتحلون بسمت صالح وحب للعلم، فاجتمع لي بادئ الأمر ستة منهم: (فهد بن عبد الرحمن اليحيى، وتركي بن فهد الغميز، وأحمد، وصالح، وعبد الله، وعبد الرحمن) فرتبت معهم ليكون الاجتماع بهم ولأقوم بتوضيح الفكرة، وتجلية الخطة، ووضع الآلية. وفعلاً حصل الاجتماع وتحدثتُ فيه عن أهمية الحفظ وكيفيته، والسُّبُل المُفْضِية إليه والمعوِّقات التي قد تحول بين حافظ القرآن ومواصلة الطلب، وأشعلتُ فيهم الحماس ورفعتُ منهم الهمة، فحازت كلمتي ارتياح الجميع، وحددنا موعد البدء لتكون الحلقة الحديثية في مسجد حي "السلام"، وقد كان. فحضر الجميع ولم يتأخر واحد منهم والحمد لله.

# ماذا عن المادة المحفوظة؟ وبرنامج الحفظ؟

? كان الكتاب المقرر في الحلقة ابتداءً هو: "مختصر صحيح مسلم للمنذري"، نظراً لسهولته وخلو المكتبة من كتاب مبسط للحفاظ. وكان مقدار الحفظ: صفحة في كل يوم، يسمع الطلاب في أي وقت بعد الصلوات، وأنا أتولى التسميع. لكن كانت تواجهنا مشكلة في المختصر وهي أنه يحتاج إلى كثير من الاستدراكات، إضافةً إلى اختلاط المتفق عليه بالتي انفرد بها مسلم. حاولتُ جاهداً أن أبقي على المختصر وأضيف عليه بعض التعديلات، وقد فعلت ولكن كانت المشكلة باقية بشكل لا تستوعبه هذه الإضافات. مما اضطرني في نهاية المطاف أن أقوم بتأليف "الجمع بين الصحيحين" بعد الاستقراء التام للمتابعات والشواهد ثم أبني عليه ما زاده أهل السنن والمسانيد والصحاح والمعاجم والمصنفات لأستبدل بعد ذلك مختصر مسلم بالجمع بين الصحيحين الذي صنفتُه لأقدم للحفاظ مادة خالية من التكرار والمصاعب ونحو ذلك.

# حدثنا عن انطلاقة الحلقة وأيامها ومجريات الحفظ فيها.

? انطلقت الحلقة - بحمد الله - بكل جد وصدق واستمرت في تحقيق رسالتها ولم تنقطع أبداً حتى مع تخلف المتخلفين وتثبيط المخذلين بقيت جَذوتها مضيئة لم تنطفئ، فلقد بدأت الدورة بستة حفاظ، ثم ما لبثوا يزيدون مع مرور الأيام حتى صاروا يربون على الثلاثين حافظاً. استمرت الدورة في "بريدة القصيم" أكثر من أربع سنوات رأيت فيها أحسن الطلاب وعشت أيامها مع من أقول إنهم نخبة من كان في بريدة وقتئذ ..

قوم تراهم غيارى دون مجدهم حتى كأن المعالي عندهم حُرَم

ولا أدل على ذلك من المكانة التي وصل إليها أولئك القوم بفضل الله عليهم.

وأيضاً .. كانت تعرض على الحفاظ المثبطات والمهونات، وتتجاذبهم المشاغل، وينتابهم الملل بين الفينة والأخرى. ربما كان ذلك عائداً إلى عدة عوامل. منها:-

1 - غرابة المنهج، 2 - صعوبته النسبية، 3 - وجود معوقين وقطاع طرق يقولون لهم: ما سمعنا بهذا في علمائنا الأولين والمعاصرين.

سِعَاية رجال لا طَبَاخ بهم قالوا بما جهلوا فينا وما علموا

صَبَر من صَبَر في تلك المحنة .. ونكص من نكص .. وتباطأ من تباطأ .. وكانت العُقبى للصابرين، نعم فلقد أكرم الله الدورة بجمع كريم أصيل من خيرة الشباب لحقوا بالركب وانضموا للفئة الصابرة حتى كانوا وِحدة واحدة على قلب رجل واحد، كتب الله على أيديهم فيما بعد قيام الدورة بين العالمين

واستعذبوا الأحزان حتى إنهم يتحاسدون مَضَاضة الأحزان

كانت الأيام الأولى للحلقة أيامَ اختبار وتمحيص .. لي أولاً هل أثبت على التحفيظ حتى لو تخلى عني الأحباب؟ أم لا؟ وهي اختبار أيضاً للفئة التي بدأَت معي هل تصدُق في الطلب وتصبر على مر الحفظ والتحفظ وغرابة الطريق؟ أم تنكص على الأعقاب وترجع القهقرى؟ ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير