الشؤون الإسلامية. وكان اقتراحاً رائعاً صائباً فأجريت مكالمات هاتفية مع الأحباب بمكة فقاموا بكتابة خطاب إلى الإمارة يطلبون فيه الموافقة على ذلك. وجاء الرد بالموافقة فعلاً على إقامة الدورة.
# كيف كانت طبيعة البرنامج أول الأمر؟
كانت الدورة في انطلاقتها الأولى على قسمين: قسم في المسجد الحرام، وقسم في جامع الشيخ عبد العزيز بن باز. وأما برنامج الحفظ فقد كان برنامجاً جاداً صارماً، إذ تستمر الدورة سبعين يوماً يحفظ فيه الطالب فيها أجزاء الجمع بين الصحيحين الستة، في كل يوم (20) صفحة من الكتاب المقرر.حتى يختموا الصحيحين.
# هل واجهتك صعوبات في أثناء الانتقال وترسيم العمل؟
لا، لم أواجه أي صعوبات في ترسيم الدورة فقد كانت تحت عناية رب العالمين سبحانه وتعالى.
# على أي ضوء ووفق أي معايير يتم قبول الطلاب في الدورة؟
في أول تسجيل للطلاب في دورة مكة كنت أنا من يتولى تسجيل الطلاب، وكنت حريصاً على أن لا يدخل الدورة إلا من أظن فيه الأهلية للنجاح في برنامج الدورة، ولذلك ربما تشددت في الشروط فكنت لا أقبل إلا من أتم حفظ القرآن كاملاً عن ظهر قلب -بعد أن أختبره-، وكان متفوقاً متميزاً في دراسته في الجامعة أو غيرها إضافة إلى أسئلة فرعية أخرى.
التجربة الأولى لدورات الصحيحين
# شهد عام 1422هـ الانطلاقة الأولى لدورات الصحيحين في مكة المكرمة .. قبل ذلك: كيف كانت التوقعات حيال قيام هذه الدورة؟
لم يكن يدور في خَلَد أحد كلَّمتُه عن الدورة وغاياتها أو جاءه خبرها أنها ستنجح ولا بنسبة 10% حتى أني فوجئت بمن هم من خاصتي يستبعدون نجاحها أيما استبعاد. ولكني والحمد لله كنت واثقاً 100% أنها ستنجح نجاحاً يتحدث عنه القريب والبعيد، وكنت أقول لكل من يناقشني فيها: أنا متأكد بإذن الله أنها ناجحة كتأكدي أن الواحد مع الواحد اثنان. فكانوا لا يزيدون على الابتسامة أو السكون المبطن. فلما كان قبل سفري إلى مكة اجتمعت مع أزيد من عشرة مشايخ وقدمت لهم استبياناً عن الدورة لأرى وأسمع آخر مشورة ورأي يتعلق بالدورة قبل البدء بها، ولكنني لم أرَ فيه أي جديد بل ربما رأيت فيه ما يخَذِّلُني ويحطِّمُ آمالي. ولكني كنت أقول:"لا حول ولا قوة إلا بالله، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين " وكان هذا هو زادي الذي أتثبت به أمام العقبات.
# كون هذه الدورة هي الأسبق والأغرب في تاريخ الدورات وما يعني ذلك من أهمية وعظمة بالنسبة لك .. ماذا عن الاستعدادات والتجهيزات التي قمت بها لأجل الدورة؟
أولاً: كنت أعلم أن الدورة ستكون باهظة التكاليف لأنها ستقام بجانب الحرم إضافة إلى تكاليف الإعاشة والسكن طيلة فترة الدورة. فقمت بإجراء اتصالات مع كل من رأيت فيه خيراً لكي يساعدني على أعباء هذه الدورة، وكانت المواقف مشرِقة ومشرِّفَة، فقد هبَّ أهل الغنى لتلبية جميع متطلبات الدورة من المسكن والغذاء وغيرها -ولله الحمد-.
ثانياً: قمت بإعداد الجدول لمشايخ الدورة من البداية إلى النهاية، وكان قد أبدا ستة عشر شيخاً من الحفاظ استعدادهم معي للمشاركة في برنامج الدورة هم: الشيخ يوسف الغفيص، والشيخ خليل المديفر، والشيخ فهد بن عبد الرحمن اليحيى، والشيخ تركي الغميز، والشيخ عبد الله السلمي، والشيخ عبد الله الفوزان، والشيخ سليمان الدبيخي، والشيخ إبراهيم الحميضي، والشيخ صالح الصقعبي، والشيخ عبد الله التويجري، والشيخ محمد الراشد، والشيخ شافي العجمي، والشيخ عبد الرحمن العقيل، والشيخ فهد التركي، والشيخ أحمد الصقعوب، والشيخ عمر المقبل، والشيخ عبد الله السويلم. وكانوا نعم المعينين لي في هذه الدورة ابتداء وانتهاء فلم يألوا جهداً في إسداء الملاحظات وسد الثغرات ورفع المعنويات وتوجيه الطلاب حتى انتهت على خير ما يرام.
¥