الشيخ المقرئ محمود بن عمر سُكّر
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 09:17 م]ـ
الشيخ الفاضل المقرئ محمود بن عمر سكّر .. شرُفتُ بالتتلمذ عليه أيّام الدراسة الثانويّة فكان نعم المقرئ والأستاذ .. وهو شيخٌ وقورٌ كريم الخصال لطيف المعشَر .. وقد منحَه الله تعالى قدرة على تقويم قراءة التلميذ حتى يألف المخارج ويعتاد حسن الأداء .. إلى جانب كونِهِ صاحب عبادةٍ ملازما للقرآن .. وهو إلى ذلك شديدُ التواضعِ ليّن الجانب صاحب نُكتةٍ لا تخرم وقارَه .. وله في التعليم طريقة لطيفة .. ومن ذلك أنّ أحد زملائنا كان يقرأ قوله تعالى: " وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلّت أيديهم ولُعِنوا بما قالوا بل يَداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " .. فقرأها الطالب: (غُلت) غير مشدّدة .. فقال الشيخ: (لا يا ابني .. شدّ عَولادِ الكلب)!! .. وله في ذلك لطائف تعلق بالذهن فينفع الله بها ...
وقد زرت الشيخ حفظه الله منذ مدّة والتمستُ أن يتحفني بترجمةٍ له فأفادني بوجود لقاء معه منشورٍ في موقع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن ..
وأترككم مع ذلك اللقاء:
>> السيرة الذاتية والمؤهلات العلمية.
أخوكم في الله محمود بن عمر سكر، من مواليد قرية أبو غالب مركز إمبابة محافظة الجيزة بالقاهرة. ورزقني الله بأربع بنات وولدين نسال الله أن يبارك فيهم وفي أزواجهم وفي ذرياتهم. حفظت القرآن في القرية ثم التحقت بمعهد القراءات بجامع الأزهر الشريف وحصلت على إجازة التجويد برواية حفص عن عاصم ثم الشهادة العالية في القراءات العشر الصغرى وهي الشاطبية والدرة ثم حصلت أيضاً على شهادة في تخصص القراءات وهي في العشر الكبرى، ومعهد القراءات يدرس فيه النحو والصرف والبلاغة والتفسير وعلوم القرآن إضافة إلى الفواصل والرسم وبعد أن تخرجت التحقت بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر وحصلت بحمد الله على الليسانس، ثم قدمت على قسم أصول الفقه بكلية الشريعة في مصر للحصول على الماجستير في أصول الفقه ولكن سبحان الله جئت إلى المملكة فحالت الظروف بيني وبين الالتحاق والقسم وانشغلت بتدريس القرآن.
>> متى حفظت القرآن؟
حفظ القرآن كان في القرية فقد كنت أقرأ القرآن وأنا أقوم بالحرث والزراعة مع والدي في الأرض والمصحف كنت أضعه تحت إبطي وأنا أعمل لأنه لا تتوفر لدينا نسخ كثيرة مثل الآن فكنت أحرص عليه وكنت مع ذلك أعاني من الفئران حين تقضم أجزاءً من المصحف ليلاً بالمزرعة.
وقد منّ الله عليّ وأراد بي خيراً فقد حفظت من القرآن الكريم في الابتدائية حتى وصلت إلى سورة الصافات ثم حصلت لي ظروف عائلية فانقطعت عن الدراسة ولما فتحوا قسماً ليلياً للتعليم في القرية سجلت في ذلك القسم وقد كان عمري في تلك الأثناء 14 عاماً فدعاني ناظر المدرسة وقال لي لماذا لا تحفظ القرآن في قسم الحفاظ فاعتذرت عن المشاركة بكثرة أشغالي فأرسل للوالد رحمه الله فقال له باللفظ هكذا: (يا شيخ عمر: نسوقك إنك تحفظ ابنك القرآن) فأبِي قال بأني قد أصبحت كبيراً وعمري الآن 14 عاماً فأحد المدرسين في الكتّاب وهو الشيخ عبد الشهيد عبد العزيز طراد، - رحمه الله وهو من عائلة تحفظ القرآن بنين وبنات - قال أنا أضمن محمود يحفظ القرآن.
أنا أقول الكلام هذا حتى لا يظن المسلم أنه عندما يكبر لا يستطيع حفظ القرآن، فمن الله عليّّّ في ظرف سنة ختمت القرآن وأنا في الخامسة عشر من عمري، وفتح الله عليّ بعد ذلك والشيخ عبد الشهيد، أحبني جداً وكان يطلب مني كل يوم أن أذهب إليه لكي أقرأ عنده، قد استفدت من الشيخ عبد الشهيد، استفادة كبيرة عندما التحقت بمعهد القراءات وعندما عيّنت إماماً في مسجد كان شيخي الشيخ عامر السيد عثمان، يقيم كل سبت مقرأة في مسجدي فاستفدت منها استفادة كبيرة، ولذلك ينبغي على طالب العلم والقرآن ألا يتكبر مهما بلغ في السن.
>> المشايخ الذين درست عليهم.
شيخي الشيخ عامر السيد عثمان، هذا استفدت منه استفادة كبيرة غير المشايخ الآخرين مثل الشيخ علي بدوي، والشيخ سيد البنّا، وغيرهم من المشايخ الذين درست عليهم من المشايخ في المعهد.
>> الإجازات الحاصل عليها.
¥