الأخدود وموسى والخضر وقاتل المائة نفس.
إستمتعت بكلامه عن سورة مريم وكيف أن خواتيم الآيات فى أول السورة جاءت رقيقه لتناسب دعاء رجل يتمنى الولد بينما جاءت خواتيم الآيات فى آخر السورة كالزلزال لتناسب الجريمة الكبرى ألا وهى الإدعاء أن لله ولداً، وقصة أكل قشر البرتقال فى المعتقل وقصته حين كاد أن يصبح ضابط شرطة وعمله فى التليفزيون وتعرفت على صيد الخاطر ودخلت مدرسة الحياة.
سمعت معانى جديدة صرت أسيراً لها كحرس الحدود وشرطة الموت وأرتبطت بأسماء الأشرطة التى تختلف عن أسماء أشرطة أى عالم آخر لدرجة أنك من إسم الشريط تستطيع أن تحدد هل هو للشيخ أم لا فغالباً لن تجد للشيخ شريطاً بعنوان التوبه أو أهوال القيامة أو سكرات الموت أو عذاب القبر أو وفاة الرسول أوغض البصر بل (كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة) أو (من هنا نبدأ) أو (الوصايا قبل المنايا) أو (أولئك أبائى) أو (علموا أولادكم حب الصحابة)
ومن أهم ما تعلمت من الشيخ كيفية توظيف المذاكرة فأنت حين تذاكر فى كتاب من الكتب كفتح البارى مثلاً والحافظ يشرح حديث من أحاديث البخارى فيأتى بأحاديث أخرى فى ثنايا الشرح ويحكم على هذه الأحاديث فأنا آخذ هذا الحكم وأذهب إلى الكتاب الذى رُوى فيه هذا الحديث وأكتب بجانبه حكم الحافظ ابن حجر ثم يقابلنى هذا الحديث مرة أخرى فى كتاب لإبن تيمية فيحكم عليه ابن تيمية فآخذ التعليق وأضعه بجوار التعليق السابق وهكذا كلما وجدت تعليقاً لواحد من الأئمة النقاد وضعته فى موضعه الصحيح حتى إذا عدت إلى هذا الحديث يوما إذا لديك كنز من التعليقات لجهابذة أهل العلم لو كنت حاولت أن تجمعها ابتداءاً ما أحسبك كنت تستطيع أن تحصلها.
كذلك قال الشيخ أن معظم الأمثلة التى ترد فى كتب أصول الفقه لشرح القاعده الأصولية معظم هذه الأمثلة واحدة ومكررة فإذا كان الطالب مجتهداً وواعياً فإنه يستطيع وهو يقرأ فى كتاب كفتح البارى مثلاً أن يستخرج عشرات الأمثلة على قواعد فقهية وأصولية ويضعها فى كتاب الأصول بجوار هذه القاعده.
أذكر وأنا جالس مع الشيخ يوما فى مكتبته فى منزله أنه أمسك بكتاب من الكتب وقال هذه النسخة لا تقدر عندى بثمن فقلت له هل هى مخطوط أصلى نادر؟ قال لا، قلت له فلماذا لا تقدر بثمن إذا؟ قال لأنها نسختى الخاصة التى دونت عليها تعليقاتى إنها عمرى ثم فتح أول ورقة فى الكتاب وقال فى أول ورقة من الكتاب أنا ألخص الكتاب كله حتى إذا احتجت أن أبحث عن مسأله لا أدرى إن كانت فى الكتاب أم لا يكفينى نظرة واحدة فى الورقة الأولى.
كان الشيخ دائما يعاتبنى على شدة الطبع ويأمرنى بالتحلم لأن الحلم طبع وجبلة وحيث أننى لم أطبع حليماً فينبغى أن أتحلم كما قال النبى صلى الله عليه وسلم، وقال لى أن الحلم هو رأس الفضائل وهو سلاح الداعية الأول به يملك قلوب الخلق، والداعية عديم الحلم محكوم على دعوته بالفشل ولابد، ولذلك رعى كل الأنبياء الغنم لأن ذلك يدرب على الحلم فلو لم يصبر راعى الغنم على الشارده والقاصية لعاد آخر النهار بلا شاة واحدة وليس من وظيفة الداعية أن يصل إلى النتائج وليس لازماً أن يرى ثمار دعوته بعينيه.
وأخيرا: شيخى الحبيب جزاك الله عنى وعن الملايين غيرى خير الجزاء ولوأنى أقدر أن أزيد من عمرى فى عمرك لفعلت فإن موتى موت رجل واحد وموتك ذهاب لعلم وخير كثير، لو أقدر أن أعطيك من عافيتى لفعلت، أسأل الله أن يعافيك من كل سوء وأن يجعلك ممن طال عمره وحسن عمله.
وأخيراً أختم بما يختم به الشيخ: أسأل الله أن يجعل هذا العمل زاداَ إلى حسن المصير إليه , وعتاداَ إلى يمن القدوم عليه , إنه بكل جميل كفيل , وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[أبو ريا]ــــــــ[23 - 12 - 09, 07:43 ص]ـ
يا الله كما أحزنتنا هذه الكلمات، والله لهو من أحب أهل الأرض إلى قلبي وما أحببت رجلا في الله بعد الشيخ الألباني والشيخ ابن باز رحمهما الله إلا الشيخ الحويني أمد الله في عمره ومتعة بالصحة والعافية.
لي مع أشرطته ذكريات جميلة جدا - في بلاد الغربة - ويعلم الله أنني ما احتجت لأخ حال غربتي كاحتياجي لسماع دروسه وخطبه، فقد كانت أشرطته أنيسي وسلوتي في أغلب الأوقات حتى في استراحة الغداء أثناء الدوام كنت أستمع لمحاضراته.
اللهم متعة بالصحة والعافية
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[23 - 12 - 09, 07:56 ص]ـ
نسأل الله العظيم أن يحفظه بحفظه الجميل.
اللهم أمد في عمره.
وبارك لنا في علمه.
آمين
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[23 - 12 - 09, 08:20 ص]ـ
والله إن كلماتك لامست القلوب
وأقسم بالله إني لأحب الشيخ في الله أشد ما يكون
فهو الذي ربانا بكلماته ومواعظة
وأسال الله أن يبارك في علمه وينفعنا به
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[23 - 12 - 09, 08:35 ص]ـ
لله الحمد والمنه
منذ ان التزمت و اكاد اكون سمعت جل او كل دروس الشيخ
فأنا عادة لا انام الا والكمبيوتر يعمل ويكون درس او عدة دروس للشيخ الحبيب الحويني
¥