تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عبد العظيم الديب في رحاب الله .... جمال سلطان]

ـ[شتا العربي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:24 م]ـ

عبد العظيم الديب في رحاب الله

جمال سلطان

06 - 01 - 2010 23:44

عندما زرته في بيته في العاصمة القطرية الدوحة قبل سنوات، بدعوة كريمة منه، فوجئت بي أمام شخص بسيط للغاية وبالغ الرقة والوداعة وشديد التواضع، ثم عندما جرى الحديث في المجلس في بعض قضايا العلم والمعرفة والفكر وجدتني أمام بحر من الثقافة الواسعة واكتمال الوعي بالتاريخ وأصالة علمية جلية في استحضار الأدلة خلال الكلام بسهولة، وتعجبت أن يكون هذا العالم الجليل هو ابن من أبناء مصر البررة، دون أن يعرفه معظم الأجيال المصرية الجديدة حتى تلك المشتغلة بالثقافة والفكر والمعرفة، إنه العلامة والمحقق الكبير الدكتور عبد العظيم الديب، الذي أفضى إلى ربه ورحابه، رحاب العدل والرحمة، أمس الأربعاء حيث فاضت روحه الطاهرة وصلى عليه رفاقه وتلاميذه ثم دفن هناك في الدوحة، غريبا عن بلاده عاش وغريبا مات وغريبا يدفن، عبد العظيم الديب واحد من رموز علمية ودينية مصرية كبيرة اضطرها ضيق الأفق السياسي والأمني في بلادها إلى الهجرة إلى دول الخليج، بحثا عن الأمن وعن الرزق وعن الكرامة أيضا، وكثيرون منهم ماتوا ودفنوا هناك، ولو كنا في دولة تحترم مكانتها وسمعتها وتحفظ لمواطنيها كرامتهم أو على الأقل النابغين الأفذاذ من أبنائها، لما كان هذا الحال الكئيب لمقابر "المصريين" في الدوحة والكويت غيرها من عواصم الخليج، لم تضق قرى طنطا التي ولد ونشأ وتعلم فيها عبد العظيم الديب حتى يضطر ابنها للبحث له عن قبر في عاصمة قطر، ولكن في عصر إهدار كرامة الوطن كله بمؤسساته وناسه وتوسيد الأمور إلى غير أهلها، يصعب أن تتذكر هموما مثل هذه، عبد العظيم الديب لم يرتكب جريمة ولم ينهب أموال البنوك حتى ولم يزاحم أهل التجبر والاستبداد على برلمان ولا حزب، لأنه كان متفرغا للعلم مهموما بتراث المسلمين الكبير، يجوب الأرض ويبعث رسائله وينفق ماله من أجل أن يحصل على مخطوطات من عواصم الدنيا حتى يهدي الأجيال الجديد دررا لم يكونوا ليحصلوا عليها بدون هذا الجهد الرهيب، هل يتصور أحد أن يعكف رجل واحد على جمع وتحقيق موسوعة علمية ضخمة تبعثرت أجزاؤها ومجلداتها في بلاد كثيرة من القاهرة إلى دمشق إلى اسطنبول إلى فاس إلى غيرها، لكي يضم شتاتها، ثم يعكف على سبرها وتحقيقها ثم ضبطها ثم إخراجها خلقا آخر، ليس كتابا من مائة أو مائتي صفحة، ولكنها موسوعة من أربعة وأربعين مجلدا، بلغت عدد صفحاتها قرابة أحد عشر ألف صفحة من القطع الكبير، هذا إنجاز وحيد من إنجازات العلامة الكبير عبد العظيم الديب، مع موسوعة "نهاية المطلب في دراية المذهب" لإمام الحرمين الجويني، ولم يقف أمام هذا العمل أحد من أهل العلم والراسخين في التحقيق إلا أذهله الجهد المبذول فيه، ولتقريب حجم هذا الجهد الذي استغرق عشرين عاما من عمره وسهره وجهده، فإن ما قدمه في الموسوعة كان يكفيه لتأليف ضعف عدد مجلداتها كتبا في قضايا العلم والفكر والتاريخ والمعرفة، ناهيك عن تحقيقه لكتب أخرى للإمام الجويني مثل "غياث الأمم" أهم وأخطر ما ألفه السابقون في الفكر السياسي الإسلامي، وكتب أخرى ألفها هو في الفقه وأصوله حيث كان تخصصه، وكذلك في التاريخ حيث كان راسخ القدم في الإحاطة به والوعي بسننه، ولقد استغرقه العلم فلم يشغل باله بالشهرة أو النفوذ أو المناصب، رغم أنه أكثر رسوخا وعمقا في العلم والدين من معظم من يتبوأون صدارة المشهد الآن، ولكن الراحل الكريم كان عفيف النفس، مدركا لقدسية رسالته، فرفض أن يكون قلمه أو علمه مداسا للمستكبرين، يرحمه الله.

[email protected]

ـ[شتا العربي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:25 م]ـ

رابط الموضوع

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=23076

ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:17 م]ـ

أستاذي وأبي عبد العظيم الديب ... للأستاذ عبدالسلام بسيونى

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200201

ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:31 م]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199958

ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 02:35 م]ـ

فى وداع صديق حبيب

محمد يوسف عدس

11 - 01 - 2010 01:24

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير