ثم اصطحبني معه لزيارة بعض الإخوان المسجونين بقضية السيارة الجيب في السجون المصرية أمثال: أحمد حسنين، ومصطفى مشهور، وأحمد عادل كمال، ومحمود الصباغ، وحلمي الكاشف، وأحمد زكي، وأحمد حجازي، وجمال فوزي وغيرهم.
وكان، وهو طالب، له صفحة كاملة في مجلة الإخوان الأسبوعية، يكتب فيها مقالات مسلسلة عن إصلاح الأزهر وتطويره.
وحين غادر مصر إلى المملكة العربية السعودية سنة 1953م التقيته حين ذهابي إلى الحج مع مدرسي مدرسة النجاة سنة 1955م- 1375ه، حيث كان برفقة الشيخ عبدالرزاق عفيفي، وحضر مؤتمر الإخوان بفندق مصر بمكة المكرمة، وقد ظلت الصلة به من خلال اللقاءات بالكويت والرياض ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والدمام، وسورية، ولبنان، والأردن، وتركيا، وأوروبا.
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ مناع القطان غادر مصر دون أن يتزوج، وعندما راسل والدته أثناء إقامته في السعودية، رشحت له شريكة العمر التي قدمت وعاشت معه في السعودية، وكان قدومها من مصر عن طريق مطار البصرة الدولي جنوب العراق مروراً إلى مطار الظهران، وصادف أن كنتُ مع الشيخين: ناصر الأحمد، وجاسم الجامع، في نفس الطائرة المغادرة من البصرة إلى الظهران، متوجهين لمقابلة الملك سعود بن عبدالعزيز في الرياض لمساعدة مدرسة النجاة الأهلية في "الزبير"، ولقد سعدنا برؤية الشيخ مناع القطان بمطار الظهران، مستقبلاً زوجته القادمة من مصر، فكانت فرحته فرحتين: لقاء زوجته، ولقاء إخوانه في الله.
وحين غادرت الكويت سنة 1986م، واستقر بي المقام في الرياض، ازدادت الصلة، وكثرت اللقاءات معه في منزلي ومنزله، وفي مسجده الذي يخطب فيه بالمطار القديم، وفي جامعة الإمام، والمؤتمرات والندوات العامة.
وقد تميّز بالهدوء والاتزان في معالجة الأمور، كما كان واسع الثقافة، وبخاصة في الأمور الشرعية والقضايا الفقهية، لمعالجة المشكلات المعاصرة للأفراد والجماعات، وكان في خطبه ومحاضراته يجمع شتات الموضوع في عناصر ونقاط، ويعرضها بسلاسة ووضوح، معززة بالدليل والبرهان.
مؤلفاته
وله مؤلفات كثيرة في موضوعات شتَّى، وأهم مؤلفاته:
مباحث في علوم القرآن الكريم.
تفسير آيات الأحكام.
التشريع والفقه في الإسلام تاريخاً ومنهجاً.
الحديث والثقافة الإسلامية.
نظام الأسرة في الإسلام.
نزول القرآن على سبعة أحرف.
الدعوة إلى الإسلام.
معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية.
موقف الإسلام من الاشتراكية.
إقامة المسلم في بلد غير مسلم.
الإسلام رسالة الإصلاح.
رعاية الإسلام للمعاقين.
التكييف الفقهي للتبرع بالأعضاء وزراعتها.
رفع الحرج في الشريعة الإسلامية.
وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية.
الحاجة إلى الرسل في هداية البشرية.
مباحث في علوم الحديث.
تاريخ التفسير ومناهج المفسرين.
الفرق الإسلامية.
العقيدة والمجتمع.
القضاء في العهد النبوي والخلافة الراشدة.
الزواج بالأجنبية.
بالإضافة إلى بعض المخطوطات التي نأمل من أبناء الفقيد المبادرة إلى طباعتها.
من أقواله
"لكل مجتمع آلامه وآماله التي تنبعث من صميم بيئته، فهو يتطلع إلى مبضع يبرئ سقمه في لطف، ويعيد إليه عافيته، وما لم تلمس موعظة الداعية حقائق مشكلاته، يسبر أغوارها، ويشخص علاجها، صمّ آذانه عن الاستماع إليها، ولكل عصر مشكلاته التي تتجدد معه بتجدد الحياة وأفكارها، ونظرة العقل البشري إليها، فالذي يخاطب عصره بمشكلات عصر آبائه وأجداده، أو معضلات بيئته، كالذي يصيح في واد، أو ينفخ في رماد.
على كاهل العلماء يقع العبء الثقيل في مسيرة الجيل، والوقوف في وجه التيارات الغازية، واستئناف حياة إسلامية صحيحة.
إن الأمة قد ترزأ في اقتصادها، واحتلال أرضها، أو تخلف حياتها، ولكنها تظل أمة حية تنبض بمعاني القوة، ما دامت معتصمة بدينها، مؤمنة بعقيدتها، واثقة بنصر الله لها.
¥