صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ
وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " أخرجه البخاري ومسلم.
سادسًا: التدرب على الصبر والسماحة فهي من الإيمان.
إن هذه العضلة التي في صدرك قابلة للتدريب والتمرين، فمرّن عضلات القلب
على كثرة التسامح، والتنازل عن الحقوق، وعدم الإمساك بحظ النفس،
وجرّب أن تملأ قلبك بالمحبة!
فلو استطعت أن تحب المسلمين جميعًا فلن تشعر أن قلبك ضاق بهم، بل سوف
تشعر بأنه يتسع كلما وفد عليه ضيف جديد، وأنه يسع الناس كلهم لو استحقوا
هذه المحبة.
فمرّن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم، وتسلم
عينيك لنومة هادئة لذيذة.
سامح كل الذين أخطؤوا في حقك، وكل الذين ظلموك، وكل الذين حاربوك،
وكل الذين قصروا في حقك، وكل الذين نسوا جميلك، بل وأكثر من ذلك .. انهمك
في دعاء صادق لله -سبحانه وتعالى- بأن يغفر الله لهم، وأن يصلح شأنهم،
وأن يوفقهم .. ؛ ستجد أنك أنت الرابح الأكبر.
وكما تغسل وجهك ويدك بالماء في اليوم بضع مرات أو أكثر من عشر مرات؛
لأنك تواجه بهما الناس؛ فعليك بغسل هذا القلب الذي هو محل نظر ا لله
-سبحانه وتعالى-!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)
أخرجه مسلم.
فقلبك الذي ينظر إليه الرب سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات احرص
ألا يرى فيه إلا المعاني الشريفة والنوايا الطيبة.
اغسل هذا القلب، وتعاهده يوميًّا؛ لئلا تتراكم فيه الأحقاد، والكراهية، والبغضاء،
والذكريات المريرة التي تكون أغلالاً وقيودًا تمنعك من الانطلاق والمسير والعمل
، ومن أن تتمتع بحياتك.
سابعًا: قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم، وهذا لا شك أنه من الحزم.
حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت وَاحِدَةً؛ لَسَمِعْت عَشْرًا!
فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً!
وَفِي الْحِلْمِ رَدْعٌ لِلسَّفِيهِ عَنْ الأَذَى
وَفِي الْخَرْقِ إغْرَاءٌ فَلَا تَكُ أَخْرَقَا
فَتَنْدَمَ إذْ لَا تَنْفَعَنكَ نَدَامَةٌ
كَمَا نَدِمَ الْمَغْبُونُ لَمَّا تَفَرَّقَا
وقال آخر:
قُلْ مَا بَدَا لَك مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبِ
حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ
وبالخبرة وبالمشاهدة فإن الجهد الذي تبذله في الرد على من يسبك لن يعطي
نتيجة مثل النتيجة التي يعطيها الصمت، فبالصمت حفظت لسانك, ووقتك, وقلبك
؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لمريم عليها السلام: "فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ
أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا" [مريم: من الآية26].
والكلام والأخذ والعطاء، والرد والمجادلة تنعكس أحيانًا على قلبك، وتضر أكثر
مما تنفع.
ثامنًا: رعاية المصلحة، ولهذا أثنى النبي -صلى الله عليه وسلم- على الحسن
رضي الله عنه بقوله: (ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
أخرجه البخاري.
فدل ذلك على أن رعاية المصلحة التي تحمل الإنسان على الحرص على الاجتماع
, وتجنب المخالفة هي السيادة.
تاسعًا: حفظ المعروف السابق, والجميل السالف.
ولهذا كان الشافعي - رحمه الله- يقول: إِنَّ الْحُرَّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ وَانْتَمَى
لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَةً.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ) وأمثلة ذلك كثيرة.
وتِلكُم هيَ يا أحبتي تسعة مخارجٍ نصِل من خلالها ..
إلى أشرف السجايا .. وأسمى الخصال .. !
إقتبستها لكم من أحد محاضرات فضيلة الشيخ الدكتور .. سلمان العودة ..
باركهُ الله .. وجزاه عنّا خير الجزاء ..
منقول
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 10:51 م]ـ
جزاك الله خير ونفع بك .. كلام جميل جدا ..
لكن يحتاج إلى صبر صادق .. وليس كما يفعله البعض يجرب مرة ثم يترك ...
فقد تأملت المسألة " كظم الغيظ " جيدا ووجدت أن الصبر هو من أهم ركائزها التي تقوم عليه فبدون صبر فلن تكظم غيظك بل ستفعل ما تمليه عليك نفسك الأمارة بالسوء إلا مارحم ربي ..
والله أعلم ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:05 م]ـ
جّزاكم ُ الله خيرا وبَارك فيكُم ...
والله لي إخوَان وأخوَات لا يحصون - لله الحمد - ... أكبر وأصغر مني .. ويمرّ علي ّ كثيرٌ من الأشياء التي يفعلونها فتغضبني .. حتى يأتي لي هم ّ أن لا أرحم ولا أعفوا .. لكن أكتم الغيط وأصبر .. فأجد بعد ذلك راحة ً نفسية ً ولله الحمد ..
¥