[رائد صلاح .. شيخ الأقصى]
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - 02 - 10, 10:54 م]ـ
رائد صلاح .. شيخ الأقصى الذي "دوخ" المحتل
سليمان بشارات
ثمانية وخمسون عاما من تجربة الحياة خطت على وجهه علامات الهدوء والحكمة .. إلا أنه ما أن يذكر المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة حتى تتشكل حروفه تهديدا ووعيدا للاحتلال الإسرائيلي ولجماعاته اليهودية المتطرفة.
إنه الشيخ رائد صلاح المُلقب بـ"شيخ الأقصى"، إذ لا يدخرا وقتا ولا جهدا للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، حتى وهو خلف القضبان في سجون الاحتلال الإسرائيلي مرة تلو الأخرى.
مع رجل كهذا احتارت المؤسسة الإسرائيلية بشأن أي الطرق يمكن أن تسلكها لإيقافه عن نشاطه في حماية الأقصى، فمارست الاعتقال بحقه، وحاولت اغتياله بإصابة مباشرة، إلا أن مشيئة الله أبقته على قيد الحياة، ومنعته مرارا من دخول الأقصى، وصباح اليوم الأربعاء 7 - 10 - 2009 قضت محكمة إسرائيلية بإبعاده عن مدينة القدس المحتلة لمدة ثلاثين يوما.
المولد والنشأة
في مدينة أم الفحم، أو كما يسميها الفلسطينيون "أم النور"، ثالث أكبر مدن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 من حيث عدد السكان، ولد الشيخ صلاح في عام 1951 لأم وأب فلسطينيين رفضا أن يهجرا أرضهما للمحتل عقب نكبة 48، وفضلا أن يورثا أرضهما لأبنائهما وأحفادهما.
التحق الشيخ صلاح بمدارس المدينة، حيث أنهى تعليمه في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ثم حصل على الشهادة الجامعة من كلية الشريعة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وقد مهدت البيئة الدينية الملتزمة التي نشأ فيها طريقه إلى الانخرط في العمل الإسلامي خلال مراحل مبكرة من حياته، وبعد تخرجه في الجامعة زج به الاحتلال خلف القضبان عام 1981؛ بزعم الارتباط بمنظمة محظورة وهي "أسرة الجهاد".
وبعد خروجه من السجن فرض عليه الاحتلال الإقامة الجبرية لفترة طويلة كان خلالها ممنوعا من مغادرة القدس وممنوعا أيضا من مغادرة منزله خلال الليل، وكان عليه كذلك إثبات وجوده مرة أو مرتين يوميا في مركز الشرطة الإسرائيلي بمنطقة وادي عارة.
حاول صلاح الالتحاق بسلك التدريس كمعلم في مدارس أم الفحم، إلا أن وزارة المعارف الإسرائيلية رفضت طلبه، فعمل في المهن الحرة، ثم تزوج في عام 1985، وهو أب لسبعة أبناء.
وفي العام التالي بدأ العمل كمحرر في مجلة "الصراط" الشهرية الإسلامية، التي كانت تصدرها الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام 48) حتى نهاية عام 1988.
وفي مطلع العام التالي تفرغ لخوض انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عن الحركة الإسلامية، ليحقق نجاحا زادت نسبته عن 70%، وليصبح رئيسا للبلدية وهو ابن 31 عاما، ثم خاض الانتخابات للمرة الثانية عام 1993، وحقق فوزا موازيا للمرة الأولى، وبعدها بخمس سنوات خاض التجربة للمرة الثالثة، ونجح بنسبة مماثلة للمرتين السابقتين.
في عام 1996 انتخب رئيسا للحركة الإسلامية، ثم أعيد انتخابه عام 2001، وخلال هذه السنوات كان أيضا رئيسا لبلدية أم الفحم، إلى جانب تقلده مهمة رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية حتى عام 2002، ورئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية.
ومع إعادة انتخابه رئيسا للحركة الإسلامية قبل ثماني سنوات قدّم استقالته من رئاسة بلدية أم الفحم، ليصبح أول رئيس بلدية يقدم على مثل هذه الخطوة في الوقت الذي أشارت فيه جميع الاستطلاعات أن بإمكانه الفوز بهذا المنصب لعدة دورات قادمة.
كذلك شغل الشيخ صلاح منصب نائب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ونائب رئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب منذ انتخابه لرئاسة بلدية أم الفحم حتى استقالته.
وفي عام 1998 أعلن عن انطلاق "مشروع المجتمع العصامي" الهادف إلى بناء الذات لفلسطينيي الداخل من أجل "مواجهة خطر مسح الذاكرة الفلسطينية بين أجيال من الفلسطينيين".
الهيكل المزعوم
¥