تعمد الاحتلال الإسرائيلي الاعتداء على المقابر والمساجد وبقية المقدسات الإسلامية في فلسطين 48 جعل الشيخ صلاح يضع حماية هذه المقدسات على قمة أولوياته، وهو ما مهد أمامه الطريق لينتخب في أغسطس 2000 رئيسا لجمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية التي ساهمت بشكل فاعل في الدفاع عن المساجد، ونجحت في فضح محاولات الاحتلال المتكررة لتنفيذ حفريات تحت المسجد الأقصى بدعوى البحث عن بقايا الهيكل الثالث المزعوم.
ومنذ عام 1996 بدأ نشاطه يتعاظم في إعمار المسجد الأقصى، وبقية المقدسات الإسلامية، واستطاع من خلال متابعاته الحثيثة أن يكشف عن حفر الاحتلال نفقا جديدا تحت الأقصى، ويقول عن هذه الحادثة: "يومها أيقنت أنه لا بد أن أبذل كل ما أملك لإعمار وإحياء المسجد الأقصى المبارك ودفع كل خطر قد يتهدده".
وبالفعل نجح الشيخ صلاح من خلال المؤسسات التي يرأسها في إعمار المصلى المرواني داخل الحرم القدسي الشريف وفتح بواباته العملاقة، وتنظيف ساحات المسجد الأقصى وإضاءتها، وإقامة وحدات مراحيض ووضوء في باب حطة والأسباط وفيصل والمجلس.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد عمد من خلال مؤسسة البيارق التابعة للحركة الإسلامية إلى مد المسجد الأقصى بآلاف الزوار والمصلين بشكل شبه يومي، وعمل أيضا على إحياء دروس المصاطب التاريخية، وأبرزها "درس الثلاثاء" الذي يحضره اليوم نحو خمسة آلاف مسلم أسبوعيا في الأقصى.
وفي سبيل ربط الأطفال داخل الأقصى ساهم الشيخ صلاح في إنشاء مشروع صندوق طفل الأقصى، الذي يهتم برعاية نحو 16 ألف طفل، وتنظيم المسابقة العالمية تحت عنوان "بيت المقدس في خطر"، وذلك في شهر رمضان، والتي عادة ما يشارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص من كل أرجاء العالم، إضافة إلى مسابقة الأقصى العلمية الثقافية.
ولم يغفل الشيخ صلاح من خلال المؤسسات التي يرأسها الدور الإعلامي في قضية القدس، فأنتج عدة أفلام وثائقية وكتب عن الأقصى، مثل شريط "المرابطون" و"الأقصى المبارك تحت الحصار" وكتاب "دليل أولى القبلتين"، بجانب التغطية الإعلامية اليومية المباشرة لكل الأحداث المتعلقة بالأقصى والقدس، وهو يقرض الشعر منذ أكثر من عشرين عاما، ويتمتع بحس فني مرهف، حيث يمارس هواية الرسم.
محاولة اغتيال
"الأقصى سيهدم إذا شاء الله ذلك .. لا نخاف إلا من الله .. لا نخشى أحدا إلا الله" .. تلك هي أشهر العبارات التي يرددها الشيخ صلاح في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق المسجد المبارك.
ولفضحه ورفضه للمخططات والاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى والقدس عامة جعلت سلطات الاحتلال من الشيخ صلاح "عدوها الأول" فيما يخص المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر.
وفي عام 1998 قاد صلاح مواجهات "الروحة" التي جاءت عقب محاولة قوات الاحتلال وضع يدها على مساحة واسعة من أراضي منطقة الروحة قرب مدينة أم الفحم لضمها لإدارة المؤسسة الإسرائيلية؛ مما أسفر عن إصابة حوالي 600 مقدسي بالرصاص والاختناق، وتم إفشال المخطط الإسرائيلي.
وفي عام 2000 تعرض الشيخ صلاح لمحاولة اغتيال في الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى، حيث أصيب بعيار ناري في رأسه أطلقه أحد جنود الاحتلال، ألا أنه تعافى وعاد لممارسة مهامه.
بعدها اشتدت الحملة الرسمية وغير رسمية الإسرائيلية على الشيخ صلاح، ولفق له الاحتلال تهمة "تهديد أمن الدولة"، وجرى التحقيق معه ومنعه من السفر إلى الخارج، وكذلك منعه من دخول المدارس الثانوية ثم الجامعات لإلقاء محاضرات.
وفي مايو 2003 اعتقلت الشرطة الشيخ صلاح و13 من قادة الحركة الإسلامية بزعم أنهم قاموا بتبييض أموال لحساب حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ثم جرى الإفراج عنه منتصف يوليو 2005 ضمن صفقة أبرمها محامو الدفاع عنه مع السلطات الإسرائيلية بعد فشل الأخيرة في إثبات التهمة الموجهة إليه.
الأقصى في خطر
وسنويا تقيم الحركة الإسلامية بزعامة الشيخ صلاح مهرجانا عالميا تغطيه عشرات القنوات الفضائية العربية والأجنبية في مدينة أم الفحم تحت عنوان "الأقصى في خطر"، ويحضره نحو ستين ألف فلسطيني.
¥