تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عبدالله القصيمي ومروياته وسماعاته]

ـ[أحمد الفقيه الزهراني]ــــــــ[27 - 02 - 10, 08:56 م]ـ

[عبدالله القصيمي ومروياته وسماعاته]

"مولده 1325 هـ، 1907م " " وفاته 1417هـ،1996م"

هو عبدالله بن علي القصيمي تتلمذ وأخذ عن الإمام سعد بن حمد بن عتيق وغيره من أئمة الهدى – رحمهم الله وغفر لهم – ولا يمنع أن يكون قد أجيز بالرواية عن بعض شيوخه هؤلاء.

اندفع هذا الرجل في الدفاع عن الإسلام والعقيدة السلفية الحقة الأولى فنُصر به الدين وأُيِّد، ذاع صيته وانتشر أمره، فطاف به طائف من الشيطان، وتمكنت منه علل النفوس مابين كبر وعجب، وبطر للحق وغمط للخلق، داخله الغرور والخيلاء، فافتتن بذاته، وأكثر من الطواف حولها وقدسها، حتى نسي أن ما كان فيه من خير إنما هو بمحض توفيق الله سبحانه وإرادته، وليس بحوله وقوته فإنه لاحول ولا قوة إلا بالله سبحانه وتعالى - ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب -

والعقلاء يعلمون أن مدح النفس وتزكيتها دليل على اشتغالها بالظاهر لزينة الناس، وغفلتها عن إصلاح الباطن، الذي هو موضع نظر الرب عز وجل "إن الله كان عليكم رقيباً "، وهذا الداء من فتن الدنيا وشهوات النفس، مما يحول بين الرجل وبين الحق والعياذ بالله، ويجعله ممن يتبع هواه فيعرض عن الحق مع علمه به فيبقى في ظلمة الأفكار والبعد عن طلب الصواب قال جلا جلاله وتقدست أسماؤه " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق " وهو مع ذلك ليس بمتروك مُخَلَّى، فإنه لن يزال في أودية الأفكار والأوهام، التي تصور له نفسه على غير حقيقتها، ولا تنكشف للإنسان هذه الحال إلا عند رجوعه للحق كما قال مشايخنا العاملون: إما بالإنابة في الدنيا لله بطلب الهداية للمختلف فيه، أو الشاك فيه، وإما عند المنقلب للآخرة فيرى سوء الحال التي كان عليها والعياذ بالله، فطالب العلم لابد أن يكون فيه زيادة على العلم عقل راجح، يتدبر به الشريعة على نهج المصطفى عليه الصلاة والسلام عقيدة وسلوكاً ليعصم من الشيطان "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" والعقل هذا يحجزك عن التدني والانحطاط للكذب ومخادعة النفس لرفعتها، فبعُقْلان المتعلم لهذه الأشياء يثبته في قلبه فيطابق ظاهره باطنه، وهو الذي أوتي العلم النافع والحكمة "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً" ومن تأمل هذه المواقع الإسلامية – للأسف – علم تفاوت الناس وتباينهم في معقوليتهم للأشياء بين كامل وناقص، ومن هنا خذل من خذل ووفق من وفق فحجب المخذول عن حقيقته ونسي نفسه، فعمي عن حاجته وفقره لربه، فطغى وعتا ونسي أصله ومصيره، بأنه راحل لا محالة إلى دار القرار الجنة أو النار، ولكن طول الأمل بحق هو خداع وغرور، يمضي بالإنسان لطلب العلم والرواية فيه، ليتصدر على غيره، ويفتخر به، ويباهي به أبناء جنسه فكان مقصوده استمالة قلوب الناس، وحصول الجاه وحطام الدنيا، لا لتحصيل ثواب الآخرة والعقبى، فهذا قد انعدمت عليه رؤية منة الله عليه في أن جعله وعاء لأحكامه.

فانظر رعاك الله لهذا المثال المحسوس لطلبة العلم وتأمل في حاله - أعني القصيمي – حيث أخلد إلى الأرض ووكله الباري جل جلاله وتقدست أسماؤه إلى نفسه فخر صريعاً، يتخبط في أوحال الكفر والإلحاد، ينتقل من جنان التوفيق والهداية إلى كهوف الشرك الغواية، فكان كالشمعة يضيء للآخرين ويحرق نفسه، وصدق الله إذ يقول:"واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه" محقت بركة أعمال هذا المخذول ولزمته وحشة بينه وبين ربه، حرم لذة العلم ولبسه لباس الذل وضيق الصدر، فتوسد قرناء السوء، وتأبط كتب الفلاسفة، فلزمه طول الهم والغم وضنك المعيشة وكسف البال،"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" والله جل وعلا "لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، قال جل وعز "وتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب"، وقد استوحش علماء نجد وأئمته وتوجسوا من زخرفة هذا القصيمي لنفسه ومدحها، وكان ذلك مع جهوده وأعماله الظاهرة، فعاتبه بعضهم، ووبخه آخرون لعدم سيره في باب التواضع على سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير