تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن سار على طريق الرسول عليه الصلاة والسلام ومنهجه،"فالذين لايؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون" وإن اقتصد فإنه يسبق من سار على غير طريقه وإن اجتهد، كما قال الإمام ابن رجب في بعض كلامه، وانظر إلى نبي الله يوسف عليه السلام إذ قال:" توفني مسلماً وألحقني بالصالحين"، وقال إبراهيم بن أدهم: كيف نأمن وإبراهيم الخليل عليه السلام يقول:" واجنبني وبني أن نعبد الأصنام".

وأحسب أن حديث أبي هريرة رضي الله عنه المروي في الصحيحين مرفوعاً بلفظ "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" قد أحاط بهذا القصيمي المخذول إحاطة السوار بالمعصم والطوق بالعنق، ولا أدل على صحة زعمي من تأليفه لكتابه القيم المشحون بالأدلة الشرعية المسمى بـ"البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية " ينقض فيه حجج ومقالات الشيخ يوسف الدجوي - رحمه الله - المسمى بـ"التوسل وجهلة الوهابيين" الذي انتصر فيه للخزعبلات من التوسل بالأرواح والاستغاثة بالذوات على عادة جهلة الطرقيين المحْدَثِين، وكذا كتابه الشهير بـ" الصراع بين الإسلام والوثنية" وإن استمده من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وبخاصة كتاب منهاج السنة، حيث فند شبه الرافضي الضال محسن الأمين العاملي صاحب كتاب "كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبدالوهاب"، وهذان الكتابان لايشك عالم أنهما من تأييد الدين بهذا الرجل الفاجر، ويذكرنا هذا التأييد من القصيمي للدين الصحيح، بتأييد الدين غير المحرف من قبل رئيس نصراني لأحد دول إفريقيا قبل أقل من نصف قرن، عندما وقع نزاع في دولته بين بعض من درس على العلماء السنيين السلفيين في مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، مع بعض الطرقيين المبتدعين الذين يحاولون صدهم عن دعوتهم السلفية وإيقافها، حيث ترافع الفريقان إلي هذا الرئيس النصراني فقال: هات حججكم؟، ثم قال: أنتم تزعمون أن الإسلام جاء من هناك، وهؤلاء درسوا على من كان ببلاده، فهم أدرى بالدين الإسلامي منكم، وحكم للسنيين، وعلى كل فيجب على طالب العلم مراجعة نفسه ومراقبة الله في كل ما يأتي ويذر، والتخوف على نفسه فهذا هو دأب الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن سار على نهجهم وطريقتهم في جميع شؤون الحياة،"إن في ذلك لأية لمن خاف عذاب الآخرة" فهل ندري ما العاقبة وما الذي سبق لنا في علم الله، فلا نغتر بصفاء الأوقات، فإن تحتها غوامض الآفات.

ثبتنا الله وإياكم على الحق، ورزقنا إياه قولا وعملا واعتقادا ومنهاجا، ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح، في خير وعافية، وختم بالصالحات غدونا وآصالنا، وبارك في أبنائنا وأعمارنا وأعمالنا، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، والحمد لله رب العالمين وصلى الله علي سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين.

كتبه الشيخ عبد الله الأحمري

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير