[سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز]
ـ[عبدالرحمن آل إسماعيل]ــــــــ[02 - 03 - 10, 09:37 ص]ـ
الحديث عن سماحة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز لا يمل.
فالشيخ- رحمه الله- من أبعد الناس عن العصبية والتشدد ففي وقته وبأمره وزعت مجاناً كتب هي عمدة في المذاهب الثلاثة مثل كتاب المجموع شرح المهذب للإمام النووي مع تتمته للشيخ محمد نجيب المطيعي وهو في الأصل شرح لكتاب هو عمدة لدى الشافعية، وكذلك وزع كتاب المدونة وهي أصل مذهب المالكية، وكذلك عمدة القاري للإمام العيني الحنفي وغيرها من الكتب وكذلك وزع كتاب المحلى لابن حزم وهذه مضافة إلى كتب التفاسير وكتب الصحاح والسنن وكتب السنة عامة وكتب الحنابلة.
وكنت إذا أعددت له موضوعاً سألني بلطف هل راجعت المحلى لابن حزم هل راجعت الكتاب الفلاني فكنت في سن الشباب آنذاك فأرد ربما بغير ما أرتضيه الآن فيعيد عليّ السؤال بلطف ليس له مثيل فكان لا يرضى بالبحث أو الموضوع أن يخرج إلا شاملاً وهذا من ورعه وإنصافه.
كنت أتحدث في مكة المكرمة عن كتابه دوران وثبوت الأرض والحوار الذي دار بينه وبين الشيخ محمد محمود الصواف وحيث تعلمنا الحرية في الحوار والحرية في التعبير فكنت أميل إلى قول من يقول بترك البحث في هذه القضايا لأن القرآن ليس كتاب فلك أو جغرافيا. فعلم الشيخ بحديثي رحمه الله فكتب لي خطاباً وطلب مني تلخيص كتابه المذكور في صفحات. وهذا من ذكاء الشيخ وحكمته ولطفه.
رأيت من بعض الدعاة الوافدين أو المواطنين حدة في الطبع وشدة ربما نفرت المقابل فكتبت لسماحته عن ذلك وبعدها ألف رسالة لطيفة في الصفات التي يجب أن تكون في الداعية هذا في حج عام 1397هـ.
كان رجل يظهر عليه سيما أهل العلم والصلاح ولكنه مشغول ليل نهار بجرح الرجال فلا يعجبه أحد وفي إحدى الليالي كنت ممسكاً بيد سماحته راجعين بعد صلاة المغرب من الجامع الكبير وإذا بهذا الرجل يشغل الشيخ أنت لا تصدقنا لا تثق فينا فرد الشيخ رحمه الله قائلاً: يا فلان إذا بلغ الرجل شيئاً من الكمال فلا يخلو من قادح ومادح.
رحم الله الشيخ ما أشد ورعه فلما دخلنا بيت سماحته ذهب ليجدد الوضوء وإذا بالشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله يأتي إلى هذا الرجل ويقول له: يا فلان اتق الله يا فلان اتق الله ولا تشغل سماحة الوالد بغيبتك للناس وقذفهم فما كان من هذا الرجل إلا أن خرج من بيت سماحته.
كان من عادة سماحة الوالد أنه إذا جاء من يسأل عن أمور دينه كان- رحمه الله- يسأل هل السائل له لحية أم أنه يحلقها وكان المصطلح عليه بين سماحته والإخوان عبارة (ليق) يعني حليق بعدها يقوم الشيخ بنصحه بلطف بألا يحلق لحيته. وكنت في مكة وكنت أنا الذي أمسكت بيده فجاء سائل له لحية تصل إلى سرته وكان سماحته يهز يدي فاحترت ماذا أقول: فقلت (قيق) فرد الشيخ فهز يدي ثانية فقلت (قيق) فقال لي وما معنى (قيق) قلت: أي له لحية طويلة فرد سماحته ما اتفقنا على هذا فقلت الآن نتفق (ليق) للحليق و (قيق) للملتحي فتبسم الشيخ ابتسامة عريضة.
في الحلقة الماضية يوم الجمعة 30 شعبان 1430هـ العدد 13476 ( http://www.alismaeil.com/wp/?p=262) لم أذكر أشهر طلاب الشيخ الذين لازموه في الدلم واستفادوا منه واستفاد منهم لأنهم يقرأون عليه فهم يتعلمون وهو- رحمه الله- يثبت حفظه فهم الشيخ عبداللطيف بن شديد عضو هيئة التمييز- رحمه الله-، والشيخ عبدالرحمن بن جلال- رحمه الله-، وشيخنا الفقيه راشد بن صالح بن خنين المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء فهو فقيه وشاعر وأديب أطال الله عمره فهو من أهل الدلم وهؤلاء الثلاثة من الخرج.
والشيخ سليمان بن عبدالله الحماد المفتش القضائي- رحمه الله- من أهل الرياض أما خامسهم فهو كاتب الشيخ في قضاء الخرج الشيخ صالح بن علي المنتفقي العراقي، وقد سكن هذا مكة ومات فيها وله فيها عقب- رحمه الله- وبارك في عقبه وهذا نسبة إلى لواء المنتفق في البصرة.
فهؤلاء هم أشهر طلابه وأقدمهم.
وكان الشيخ- رحمه الله- إذا ابتلي بجدال مجادل قال له: سبح سبح وبعدها يبدأ هو يسبح.
¥