تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يحدثنا الأستاذ ألحسن فضلاء يقول: (كانت مدينة (وادي ارهيو) ردحا من الزمن مسرحا للطرقية بجميع أنماطها (العلوية والهبرية وزاوية بن عابد المعسكرية) ووكرا للدروشة والخرافات و الوثنية تجاوزها (مزارة سيدي عابد) التي هي على مقربة منها ببضعة أميال شرق المدينة وكانت غير معروفة الا بشكلها وقبتها أما الآن فهي معروفة بلافتة وضعت على حافتي الطريق تحدد معالمها وحرمها وقد كتب عليها (مرجة سيدي عابد) تلك هي المزارة التي دمرناها في عهد الاصلاح وكشفنا فضائحها وأبطالنا الرحال التي تشد اليها بما كتب عنها من مقالات متتابعة في جرائد جمعية العلماء وكانت هذه الطرق المشار اليها تجتمع وتتفق لتقيم في كل عام (زردة) أو مهرجانا بلغة اليوم وفي هذه المرجة - ان صح التعبير - أو البلقعة تذبح الذبائح لغير الله وتشد اليها الرحال وتقام فيها الأفراح والخزعبلات والأباطيل في بلقعتها وما جاورها من هضاب وتلول جرداء وشعاب ينتشر فيها الفسق وتغدق فيها الخمور بمختلف أصنافها ويتجلى في رحابها الرقص المتعدد الأنماط والانحلال الأخلاقي بأبشع مظاهره يدوم المهرجان ثمانية أيام ثلاثة أيام منها تباع فيها كل المحرمات ببركة سيدي عابد وفي تلك البقعة يجتمع الرجال والنساء والشباب والشابات فتضرب الخيام وأشباه الخيام بحيث ترى ملاءات النساء أحيانا وقد ضمت لبعضها لتقيم ستارا شفافا على جماعات من الرجال والنساء وهم على موائد الخمور أو على فراش الفسق والدعارة وهمذا كانت مرجة سيدي عابد تزخر بالباطل والمجون واختفى أثر ذلك حينا من الدهر بفضل دعوة الاصلاح وعادت اليومالى الظهور ... 33 ولعلها بطريقة عصرية متطورة أما حكومة الاستعمار فقد كانت مشجعة لهذه المآثم بالحضور والمال والتدعيم والأمن والتأييد المطلق) وبعد أن أشاد بدور شعبة جمعية العلماء في (واد ارهيو) واخوانهم من العلماء والوعاظذكر ثمرة ذلكمالجهاد بتأسيس مسجد ومدرسة: (كان اليوم المقرر للتدشين هو يوم الأحد الفاتح من نوفمبر 1953م ولكن وجود الناس في المسجد أجبر الشيخ السعيد الزموشي ممثل جمعية العلماء في عمالة وهران على القاء درس في تفسير قوله تعالى: (انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) الآية (التوبة: 18) مساء السبت بعد صلاة المغرب ثم صلى الناس العشاء وألقى الشيخ عمر البسكري درسا آخر في تفسير سورة العصر وفي صبيحة الأحد على التاسعة خرج الناس في رحاب المسجد وساحته قاصدين نقطة التجمع للسير صفوفا متراصة وبعد اكتمال الجمع تحرك الحشد وفي مقدمته الأستاذ توفيق المدني والشيخ السعيد الزموشي وتحفهم جماعة المعلمين بمدارس المدن الوهرانية ومدينة الأصنام كان الجميع يسبحون ويهللون ويكبرون حتى وصلوا باب المسجد) ... 34

(وكان من المفروض أن تلقى قصيدك الشيخ عمر البسكري التي أعدها لهذا اليوم لكن الوقت قد ضاق عنها) وقد نشرتها جريدة البصائر العدد 248 ص 6 قالت: (القصيد الذي ألقاه؟ الشيخ عمر البسكري السلفي في حفل مسجد وادي ارهيو) ومن أبياتها:

بين داعي الهدى وداع الهوان

بان لي الرشد ماثلا للعيان

أيها المسلم الغريب تقدم

وتعزز بعصبة الايمان

واصدع اليوم بالذي كنت في أم

سك تخفيه خيفة الشنآن

ذهبت تلكم الزرود وولت وبكا

ها الشيطان للشيطان .... 35

ان لله ذلك المسجد المعمور

لا للضرار والبهتان

قد بنيناه بل بنينا قلاعا

وهدمنا معابد الأوثان

.....

سارعوا للشفا بالعلم والدين

واني أعيذكم من تواني

اشتغاله بالتجارة:

وكان الشيخ عمر قد انقطع عن الميدان العلمي –فيما يبدوا- وافتقدتهالأوساط الدعوية أو انحسر نشاطه المعهود عنه قديما

ويبدو أنه خف من تلكم العزلة –نوعا ما وعاد يلقي القصائد والمواعظ (المناسباتية) فقد أثار أحد رجال الجمعية من الجيل الجديد الذين أظهروا حاجتهم للاستفادة من علم وتجارب الجيل الأول من المصلحين هذه القضية قال .. 36 عن احتفال أكبر مدرسة في وهران (15 جانفي سنة 1950 م): (أخذت الأريحية شاعرنا العبقري وخطيبنا المصقع وواعظنا الكبير الشيخ عمر البسكري الذي طالما حرمت الجزائر من قلمه السيال وقصائده الرنانة واستةلت عليه وعلى جماعة من أمثاله العزلة عن المجتمع ألا وهو المجتمع العلمي ال\ي هو جدير بأن يسمى مجتمعهم لأنهم هم السابقون الأولون في هذه الحركة التي هم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير