بناة أساسها المتين الذي لم تستطع أن تمسه يد الدساسين بسوء .... بفضل هؤلاء السادة الذين من جملتهم شاعرنا الملهم الذي جادت عبقريته بهاته القصيدة العصماء التي يظهر فيها تأييده لمبدئه القديم وحبه لحركته الأولى بعد أن أصبح اليوم كما وصفه رئيس جمعية العلماء المحترم الشيخ الابراهيمي في يوم هذا الحفل المشهود غارقا في أوساخ التجارة وكان الشيخ عمر من جملة العلماء الذين اعتلو منصة الخطابة مع رئيس جمعية العلماء لكن لضيق الوقت لم تسمح له الفرصة بالقاء قصيدته وبعد انتهاء الحفل اتصلنا بالشيخ وقرأ علينا القصيدة فرغبنا منه أن يسلمها لنا لتنشر في البصائر تعميما للفائدة ورغبة منا في عودة الشيخ لهذا الميدان ليفيدنا من فكرته الوقادة ونحن لا يسعنا الا أن نشكره على هذه الروح العظيمة (معسكر محمد المجاجي) ومطلع القصيدة:
يا آل وهران الصيد
فرحي بما أبديتموه شديد
..
وهران قد ذكرتنا فاسا وتو
نس وادكار الصالحات يفيد
يارب نشكو من جراءة معشر
ادناهم في الموبقات مريد
شنوا علينا غارة من غير ذن
ب غير أن ديننا التوحيد
نصبوا العداء لنا فيا رب اكفنا
من شرهم ان شرهم ليزيد)
ظهر اسمه في (قائمة الوعاظ لشهر رمضان/ عمالة (وهران) لسنتي (1374 ه/ ماي 1954 م) (البصائر) العدد (269) / 27 شعبان 1373 ه/ 30 أفريل 1954 م ص3 و (1374ه/15 أفريل 1955 م ص 7)
واعظا في (مدرسة الحمري) التي كان يديرها وقتها الأستاذ (العربي سعدوني)
آثاره الشعرية:
يحدثنا الأستاذ الحسن فضلاء يقول: (وأذكر أني كنت أزوره في متجره بوهران عندما كنت مدير مدرسة (الفلاح) فأطلعني في احدى المرات على كراس كبير الحجم يضم عددا من القصائد وقد قرأ علي بعضها ... ) ... 37
وبالاضافة الى دجيوان شعره المخطوط المعنون ب (العلويات) المتقدم ذكره جمع في آخر حياته ديوانا آخر بعنوان (الوهرانيات) وله شعر كثير منشور في الجرائد الوطنية ....... 38
نزعته السلفية:
-يقول ابن باديس وهو يعرف به: (لنا أخ في الله ببلدو الفاتح العظيم سيدي عقبة ابن نافع ممن يحفظون كتاب الله ويتدبرونه ويهتدون به ويعملون على نشر هدايته ويشاركون في العلوم الشرعية والأدبية والعقلية ويضربون في اللغة الفرنسية بسهم هو الشيخ عمر بن البسكري صاحب هذا المقال وقد كان الشيخ معلما للصبيان خاملا فهداه العلم ووفقه لمطالعة كتب السلف فأصبح من أهل العلم العاملين وعباد الله الصالحين وقد بين لي في كتاب خاص ما طالعه من الكتب وأنا أذكرها ها هنا متمنيا لكل منتم للعلم أن يكون طالعها أو عازما على مطالعتها قال:
(وأما توغلنا في العلم الصحيح السلفي فهو ضالتنا المنشودة التي ظفرنا بها وسعادتنا العظمى التي أرجو بها الفوز عند الله والزلفى والتي نفثت في روعنا-والحمد لله- توحيدا خالصا من شوائب الشرك وايمانا ناشئا عن نظر صحيح ومن الكتب التي طالعناها مطالعة تحصيل (الاحكام) للآمدي (بداية المجتهد) , (الاعتصام) للشاطبي (منهاج السنة) وغيره من كتب الامام ابن تيمية (اعلام الموقعين) و (اغاثة اللهفان) وغيرهما للامام ابن القيم (الدر النضيد) وغيره من كتب الشوكاني
وغير هذا من كتب العلم الصحيحة بعدما طالعنا (الموطأ) و (صحيح البخاري) وبعض التفاسير الصحيحة ولم يفتنا من مجلتكم الزاهرة بمجالس التذكير عدد واحد فكم أفادتنا من علوم –أدام الله حياة منشئهاللاسلام- وهذا هو الأخ الذي نقدمه اليوم للقراء والله يتولى الجميع بالهداية والتوفيق) ... 39
-ويعرف به الشيخ الابراهيمي فيقول:
(الشيخ عمر البسكري داعية جهير الصوت بالاصلاح كاتب متين القلم في الدينيات سديد الرأي فيها قوي الحجة في مباحثها أكسبه ذلك قيامه على كتب الفحول من فقهاء السنة أمثال ابن تيمية وابن القيم والشوكاني وهي كتب تربي ملكة البرهان .. والشيخ عمر أجلد دعاتنا وكتابنا على المطالعة والقراءة .. ) .... 40
غيرته على وطنه:
¥