تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثقافته الأولى وأهم المؤثرات التي أثرت في حياته، وأظهر البحث في خلال ذلك دور شيخه المرصفي، ورأينا أن للشيخ المرصفي يدا لا تنسى عند صاحبنا بل كان هو المؤثر الأكبر والأول في حياته وهو الذي وجهه إلى الغاية التي انتهى إلىها بعد ذلك، من قراءة كاملة وواعية للشعر العربي، وجل تراث العربية ثم أيضا وجهته هذه القراءة إلى إعادة النظر في القضية المحيرة وهي قضية «إعجاز القرآن»، وربط هذه القضية بقضية التذوق والشعر الجاهلي، فكانت هذه الثلاثة هي مدار حياة أبي فهر الأدبية، وشغله الشاغل. ومن ثم فإن الباحث حاول أن يرصد هذه القضية رصداً دقيقا ويتتبع أثرها في منهجه وكتابته. فألقى الضوء على منهجه في التعامل مع الشعر العربي خاصة الجاهلي منه، وأظهر أهم النقاط التي يرتكز علىها هذا المنهج سواء في مجال تحقيق النص الشعري أو في مجال التعامل مع النص نفسه، واتضح من خلال ذلك اهتمام أبي فهر بقضية نسبة الشعر إلى صاحبه، فوضع بعض الأصول التي يمكن أن يتبعها الباحث في تحقيق مثل هذه النسبة والفصل في أمرها وطبق لنا هذه الأصول من خلال مدارسته لنص ابن أخت تأبط شرا ثم أراد أن يثبت لنا صحة هذا الشعر من وجه آخر غير التحقيق التاريخي، أعني بذلك مطالبته لدارسي الشعر أن يعايشوه معايشة كاملة ويدارسوا ألفاظه وصوره ومعانيه مدارسة تامة مع الاعتماد على المقارنة بين أساليب الشعراء حتى يتم العثور على الفرق بين الشعر الجاهلي وغيره. والذي أثار هذه القضية لدى شاكر هو ما حدث لهذا الشعر في أوائل هذا القرن من الشك في صحته على يد الدكتور طه حسين. ومن ثم فقد وضح البحث صلة أبي فهر بأستاذه الدكتور طه حسين. أيضا كشف عن تصور أبي فهر النظري لقضية التذوق، وكيفية تحليله لهذا المصطلح وتاريخه عنده، ومن خلال ذلك وضح البحث صلة التذوق عند أبي فهر بقضية الشعر الجاهلي وإعجاز القرآن، وبين أنهما متلازمان عنده لا ينفك أحدهما عن الآخر، فمعرفة إعجاز القرآن معرفة صحيحة يجب أن يقوم على تذوق هذا الشعر تذوقا دقيقا سليما. وعمود عملية التذوق عنده هو التدبر والتأمل وإدمان القراءة للبيان الإنساني قراءة تتوقف عند أحرفه وألفاظه وتراكيبه واكتشاف الفروق الدقيقة بين الدلالات المختلفة، حتى يصل التذوق بهذه القراءة إلى مرحلة فن تمييز الأساليب. ووسع أبو فهر مجال التذوق فلم يقصره على الأدب والشعر بل تجاوزه إلى جميع أنواع البيان الإنساني، وعامل كل بيان معاملة الشعر في التذوق وهذا مفهوم خصب للتذوق كشف عنه البحث. أيضا كشف البحث عن معالم السيرة الفنية في كتاب «المتنبي» وأشار البحث إلى إهمال النقاد لهذا الكتاب في دراستهم للسيرة الفنية، مع أنه توافرت فيه شروط كتابة السيرة الفنية بطريقة جيدة وفي وقت مبكر من حياتنا الأدبية، مما يؤهله لأن يحتل مكانة مهمة بين كتب السيرة. أيضا حاول البحث أن يوضح منهج أبي فهر في بعض قضايا اللغة والأدب فكانت وقفة البحث مع كتاب «المتنبي» ودراسته من وجه آخر غير وجه السيرة الفنية، فكشف عن أهم القضايا التي دار حولها الكتاب والمنهج الذي سلكه أديبنا لإثبات قضايا تتصل بالمتنبي أو تزييفها، وظهر لنا اهتمام أبي فهر بمجال التحقيق التاريخي للأخبار وعدم ثقته في الرواية دون تمحيص لها من كل وجه وظهر توظيفه لمنهج المحدثين في مجال الدراسة الأدبية. أيضا ظهر تطبيق التذوق على شعر المتنبي تطبيقا جيداً، حيث حاول محاولة فريدة في مجال الدراسة الأدبية وهي ترتيب القسم الأول من «ديوان أبي الطيب» ترتيبا تاريخيا بالاعتماد على وجدان الشاعر وحركته الداخلية، وهذا العمل أظهر براعة أبي فهر في مجال التذوق. ونظرا لأهمية التذوق عند أديبنا حاول البحث أن يتتبع بعض آثار التذوق في كتاباته الأدبية فتعرض لبعض القضايا التي ظهر فيها التذوق في كتاب أباطيل وأسمار. ومن خلال النظر في قضايا هذا الكتاب تتضح لنا أهميته، وأهمية القضايا التي تناولها أبو فهر في فهم نتاجه الأدبي حيث كان أهم ما ظهر للبحث بالمدارسة أهمية التحقيق التاريخي في المنهج عنده، أيضا قيمة ضبط دلالة الكلمة ومعرفة درجتها من الحقيقة والمجاز وعدم قبول ألفاظ أو مصطلحات دونما تمحيص أو مراجعة وكان أساس أبي فهر النقدي مبنياً على فهمه لعربية النص، ومدى قرب الكلمة أو بعدها عن الحقيقة والمجاز وانطلاقا من هذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير