وأختم هذه المواقف بذكر أول موقف شهدته منه، فقد أتيته في مجلسه فسلّمت عليه وقلت: عندي بعض الأسئلة في الحديث، فقال اكتبها وائتني بها، فجاء من غد وقال هذه أسئلة دقيقة تحتاج إلى بحث ولا أستطيع جوابها الآن ولكن اطرحها على الشيخ ربيع يجيبك عنها، فلما أتيت الشيخ ربيعا وقلت عندي أسئلة في الحديث، ضحك وقال: تجيبك عنها كتب الألباني.
فكان جواب كل منهما أحب إلي من أن يجيبني عن مسائلي التي قصدت بها إليه، فعلام يأنف أحدنا من يحيل على من هو أقوم منه بما سئل عنه إن كان هؤلاء الأكابر لا يأنفون من ذلك؟
وهذه بعض من درر لطائفه ونفائس فوائده أحببت أن أتحف بها إخواني:
1ـ كان يقول: العلماء الأكراد خمسة: ابن الصلاح والذهبي والعلائي والعراقي وابنه وليّ الدين.
2ـ ويعدد المتشددين في الصّور من العلماء ـ مثنيا عليهم بذلك ـ: ابن باز والألباني والفوزان والعبّاد والشيخ ربيع والشيخ مقبل، فكنّا نقول له: ستة، أنت سابعهم.
3ـ والمعتنين بنقل الإجماع: ابن المنذر والطحاوي وابن عبد البر وابن العربي والنووي وابن قدامة والقطان.
4ـ ويقول: المشتغلون بالحديث كثير ولكن الذين لهم ذوق فيه قليل منهم الشيخ ربيع.
5ـ وقال عن الشيخ محمد الأمين: إن مجالسه كانت تذكر بمجالس السلف الأولين والفرق بينهما أن الأول كان له من يسمّع كلامه وهذا له مكبر صوت.
6ـ وحدثنا عنه أنه كان يقول عن السبّورة: هذه الكلبة بنت الكلبة، يسبها لأنها بها تعلمت العلوم الفاسدة الكاسدة.
7ـ وذكر عن الشيخ حماد أنه فسّر لهم سورة الفاتحة تفسيرا عجيبا، وتحدى الطلبة: فقال ائتوني بأي آية في القرآن وأنا أدخلها لكم في سورة الفاتحة، قال شيخنا: فكنت أحاول بنفسي، آتي بآية وأحاول إدخالها تحت آية من آيات سورة الفاتحة فأجد الأمر كما قال وهذا لأنها شملت القرآن كله.
8ـ وعن شيخه رمضان أبو العز أنه أخبرهم أن إنشاء جماعة أنصار السنة تزامن مع إنشاء جماعة الإخوان المسلمين فكان الشيخ حامد الفقي ـرئيس جماعة أنصار السنةـ شديد الوقيعة فيهم حتى إنه كان يسمّيهم: جماعة الخوّان المسلمين.
9ـ وسمعته يقول: قلت للشيخ ربيع بمكة لما مات الشيخ مقبل: مات أسد اليمن، فقال: بل مات أسد الدنيا.
وبعد فقد تكلّفت كتابة هذا ليعرف الشيخ من لا يعرفه ويتذكره من يعرفه فيرفعوا أيديهم جميعا داعين الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ويعافيه ويرفع عنه الضر والبأس ويخلفه بما أخذ منه خير ما عنده.
آخره، والحمد لله رب العالمين.
- منقول من شبكة التصفية و التربية السلفية -
ـ بقلم الأخ: خالد حمودة الجزائري جزاه الله خيراً
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 11:51 ص]ـ
-04 - 02, 08:13 PM
أبو عمر أسامة العتيبي
مستخدم تاريخ التسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,248
جزاك الله خيرا على نقل هذا المقال، وجزى الله خيراً كاتبه على ما كتب ..
والشيخ يوسف الدخيل رحمه الله ممن تشرفت بالدراسة عليه في السنة الرابعة في كلية الحديث الشريف عام1416 - 1417هـ ..
وكانت لي به علاقة خاصة سنين طويلة رحمه الله وأسكنه الفردوس ..
وكان متواضعاً، حسن الخلق، مرهف الحس، مهتماً بالعلم والتعليم، يحترم العلماء ويجلهم، ويحترم طلبة العلم ويعرف لهم فضلهم ..
مررت مرة عليه قبل سنوات فرأيت معه بعض مذكراتي وأظنها "الرد على بعض دعاة الفتن والفساد" وكنت أتكلم معه وأنا خجلٌ، كيف يقرأ مذكرتي وأنا تلميذه وهو أستاذي ..
وهو رحمه الله حريص على السنة، منابذ للبدعة، يحب أهل السنة ويواليهم، ويبغض أهل البدعة ويعاديهم ..
رحمه الله وأسكنه الفردوس، وجمعنا به في عليين في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
- - - - - -
2010 - 04 - 03, 03:49 PM
محمد سمير بناي
مستخدم تاريخ التسجيل: Apr 2003
الدولة: الجزائر
المشاركات: 63
أنقل موضوعي إلى مشاركة وأعتذر.
رحم الله شيخنا الشيخ يوسف الدخيل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ,
أما بعد:
فإنا لله وإنا إليه راجعون!
لقد كدَّر الخاطر , وأدخل على النفس الحزن والألم , خبرُ وفاة شيخنا الشيخ يوسف الدخيل , رحمه الله وأدخله فسيح جناته ,
¥