تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أسامة أحمد شاكر .. نموذج رائع لأبناء العلماء ـ أشرف عبد المقصود]

ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 07:50 ص]ـ

أسامة أحمد شاكر .. نموذج رائع لأبناء العلماء

أشرف عبد المقصود

03 - 04 - 2010 00:27

قلَّ أن تجد في عصرنا هذا من يموت من العلماء فيحرص أبناؤه على تبليغ رسالته والعناية بما خلَّفه من علم نافع، فالكثير من أبناء العلماء لا يأبهون لما ورثوه فيتركونه عرضة للإهمال والضياع. ويقابل هذا العقوق عقوقًا آخر أشد وأنكى هو أشد إيلامًا ويدل على ضياع قيمة الوفاء حين يكون صادرا من من أصحابه وتلاميذه، ورحم الله الإمامَ الشافعيَّ حين قال عن الإمام الليث بن سعد " الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به ". وإذا كنا نتحدث عن العلماء ومن يقوم بعدهم بنشر تراثهم من الأبناء والأصحاب والتلاميذ فنحن اليوم أمام رجل من طراز رفيع، أخذ من البر بحظ وافر، وبارك الله في عمره فعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه) متفق عليه. فلم يكن بارًّا بوالده فحسب بل وبجدِّه وأعمامه في الحياة وبعد الممات، فحرص على نشر ما تركوه ورعاه أتم رعاية، وحق له ذلك؛ فهو سليل أسرة علمية قلَّ أن تجد لها نظيرًا في عصرنا الحاضر، هو الأستاذ أسامة أحمد شاكر الذي رحل عن دنيانا الخميس الماضي 25/ 3 / 2010م.

والذي دعاني للحديث عنه أولا: الوفاء والعرفان له ولأبيه العلامة المحدِّث أحمد محمد شاكر الذي أحبه كثيرا فهو صاحب أشهر مدرسة علمية في نشر التراث في العصر الحديث، يكفينا أن نذكر من ثمراتها علمين من أشهر شوامخ المحققين الكبار هما: شقيقه الأصغر الأستاذ الأديب الكبير محمود شاكر، وابن خاله العلامة الكبير عبد السلام هارون، رحمهم الله.

وثانيا: لنشر قيم البر الأصيلة التي رأيتها في معاملاته وسلوكه تجاه أبيه وجده وأعمامه في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لتعريف أبنائنا بهذه النماذج الرائعة. من هنا كانت هذه اللمحات السريعة من حياته؛ لعلها تساهم في التعرُّف على جوانب مهمة من حياة هذه الأسرة العلمية الطيبة.

* * *

- ولد الأستاذ أسامة شاكر - رحمه الله - في 18 يناير سنة 1919م، وسمَّاه والده باسم ثلاثي مرَّكب هو: محمد أسامة المعتز. ويعدُّ - رحمه الله - الحفيد الأكبر لجده العلامة محمد شاكر من أكبر أولاده الشيخ أحمد شاكر. وهو يشبه في صورته وصوته الأستاذ عبد الوهاب المسيري رحمه الله كما أن أخاه محمود الفرناس – رحمه الله - إذا رأيته فكأنك رأيت الشيخ أحمد شاكر فهو يشبهه تماما.

- تخرج أسامة شاكر من كلية التجارة (قسم العلوم السياسية) عام 1945م، وواصل دراسته العليا للماجستير ولم يكملها لتغيير موضوعه فيها الذي أراده لنفسه عن القضية الفلسطينية ولم يوافق عليه، كما سيأتي.

- كان مديرًا عامًّا للمصروفات (الشؤون المالية) بديوان عام محافظة القاهرة.

- بعد أن نُقل الشيخ أحمد شاكر قاضيًا بمحكمة الإسماعيلية سنة 1928م ألحق أسامة شاكر بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية (حيث كان بالسنة الثالثة الابتدائية) وكان مدرسه للغة العربية ذلك الوقت الشيخ حسن البنا رحمه الله. يقول أسامة شاكر: (ولمَّا علم الشيخ حسن البنا أنني ابن الشيخ أحمد شاكر طلب مني استئذان الوالد في زيارته فأجابه إلى طلبه، وتناقش معه في الدعوة إلى الأخذ بالكتاب والسنة، فشجعه الوالد على ذلك، على أن تكون الدعوة عن طريق مقارعة الحجة بالحجة، واستمر اتصالهما بعد انتقالنا إلى القاهرة سنة 1932م للإقامة مع جدي الشيخ محمد شاكر، وبعد ذلك حينما لمس والدي انحراف فئة من الإخوان المسلمين إلى الالتجاء إلى العنف انقطعت صلته بالشيخ حسن البنا ونصحه مرارا بإبعاد هذه الفئة من الجماعة، فلم يعر ذلك أي اهتمام واضطر أخيرا إلى كتابة مقاله سنة 1948 – 1949 بعنوان " الإيمان قيد الفتك "، وهو من أجرأ ما كتبه الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في أعقاب مقتل محمود فهمي النقراشي باشا – تعرض فيه للقتل السياسي، وذكر فيه أن الله - سبحانه - توعد أشد الوعيد على قتل النفس الحرام .. ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير