تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التعرض لمشاكل الغير "، فأصرَّ على رأيه.

يقول أسامة شاكر: (ولكنْ نظرًا لأننا قد تربينا على أن يكون المرء صُلب الرأي – طالما هو مقتنع به – لا يحني رأسه لأحد، فقد رفضت إعداد الرسالة التي حددتها الكلية لي في موضوع لا أرغب أن أكتب فيه، وكثرت مكاتبات الكلية لي، وآخرها أنهم سيلغون موضوع الرسالة، فلم أرد عليهم وأهملت الموضوع).

كما يؤكد أن صراحته ومواقف جده الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر الأسبق من القصر الملكي كانت سببا في استبعاده وعدم تعيينه بوزارة الخارجية، في الدفعة التي عين فيها باقي الزملاء، أشرف عبد اللطيف غربال وإسماعيل فهمي، ومحمد رياض محمود رياض، وذلك حين سئل عن رأيه في مشكلة فلسطين؟ فأجاب بمنتهى الصراحة: إنه طالما أن هناك فُرقة بين العرب فسينتهي الأمر إلى أن تقسم فلسطين إلى دولتين؛ دولة صهيونية ودولة فلسطينية (إن أنشئت!) وقد صدقت توقعاته!

* * *

- وهو معجب جدًّا بجده الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر الأسبق وشيخ علماء الإسكندرية وقاضي قضاة السودان، ودوره الكبير في إصلاح المحاكم الشرعية، وفي وضع خُطَط التعليم بالأزهر. ودائما ما يحكي لنا قصة هو أحد الشهود عليها، وأنه كان حاضرا وقائعها سنة 1933، وهي قصة رفض الشيخ محمد شاكر – رحمه الله - التعيين شيخا للأزهر في أعقاب أزمة الشيخ الظواهري، وعلل رفضه لأسامة بأنه تعيين أصطدم فيه مع الأزهريين بعد تنفيذ رغبات الملك ثم يتم إقالتي من منصبي وذكر له أسبابا أخر.

- وأشد أبحاث والده الشيخ أحمد شاكر إعجابا عنده هو بحث الشيخ أحمد شاكر في إثبات أوائل الشهور العربية وهل يجوز شرعًا إثباتها بالحساب الفلكي؟ فيستعرض معك الأدلة التي ساقها والده ويزيد لك عليها.

- كان - رحمه الله - الساعد الأيمن لأبيه في حياته، يكتب له أبحاثه على الآلة الكاتبة في ذلك الوقت. وقد أعطاني قائمة مهمة بمؤلفات والده كان قد كتبها عام 1956م (قبل وفات والده بعامين) وعليها توقيع الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -. كا كان يترجم له بعض الأشياء من الكتب التي تفيده مثل طبعات المستشرقين وغيرهم. فهو رجل مثقف جدًّا يتحدث في كثير من المجالات بعلم وخبرة.

ومع عنايته بأبيه حيًّا فقد كان نعم الابن البار لمراعاة تراث أبيه بعد وفاته فقد تعرفتُ عليه منذ 25 عاما تقريبا عن طريق أخيه الفاضل محمود الفرناس - رحمه الله - (توفي عام 2001م)، والذي كان يعمل بهيئة قناة السويس ويسكن بالإسماعيلية معنا. فوجدتُ منه حماسًا منقطع النظير، فعرفته بصديقي الشيخ شرف حجازي - رحمه الله - صاحب دار الكتب السلفية (السنة حاليا) والشيخ عبد الفتاح الزيني، فأثمر الأمر عن طبع الكثير من مطبوعات الشيخ آنذاك. وفي الوقت نفسه إشرافه المستمر على طبع بعض كتب الشيخ في دار التراث بشارع الجمهورية لصاحبها الحاج إسماعيل عبيد - رحمه الله -. كما صنف كتابا سماه (من أعلام العصر) طبعه على نفقته الخاصة، وأهداني منه نسخة عليها توقيعُه، ترجم فيه لأبيه وجدِّه الشيخ محمد شاكر وعمّه العلامة الأديب الكبير الأستاذ محمود شاكر - رحمهم الله جميعا -.

* * *

لقد استفدت كثيرا منه - رحمه الله - في دراستي عن الشيخ أحمد شاكر ومعرفة جوانب كثيرة من حياته وأعماله، بما قدم لي من أوراق وكتب خاصة أفادتني جدًّا.وحين كنت أزوره أرى فيه جدية كبار السن في الزمن الماضي من الالتزام بالمواعيد بدقة، والحرص على إعطاء كل ذي حق حقه، ولكثير من الأمور المهمة التي فرّط فيها للأسف الكثير من الناس اليوم.

- زرته آخر مرة في العام فبل الماضي بمنزله بروكسي بمصر الجديدة، وكان بصحبتي ولدي الصغير أسامة أشرف، ولما وصلنا للبيت وجدتُه بانتظاري ولمحتُ في عينيه شيئا مهمًّا، وكان كعادته بجواره الكثير من الجرائد اليومية التي يحرص على مطالعتها فرحَّبَ بنا ولاطَفَ أسامة الصغير لما عرف أنه سَمِيُّه، ودار حديثه عن سن التسعين، وأنه سيكمل هذ العام التسعين. ولم يبق في العمر بقية. ويومها أحسست بأنه يودعني حيث أعطاني الكثير من النُّسَخ الشخصية لبعض مؤلفات الشيخ أحمد شاكر، وعليها استدراكاتٌ له وأوراقًا خاصة لأستعين بها في دراستي عنه وفي طباعتي لبعض أعماله التي اتفقنا معه على طبعها، كان منها تقرير مهم كتبه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير