[في رثاء الشيخ محمد سيد حاج]
ـ[ابو هبة]ــــــــ[30 - 04 - 10, 03:42 م]ـ
شعر: عبد الرحمن بن إبراهيم بن سالم الطقي
في رثاء فقيد العلم و الدعوة فضيلة الشيخ الدكتور / محمد سيد حاج الذي وافته المنية
بحادث سير في طريقه للقضارف لإلقاء محاضرة، و ذلك ليلة الأحد 10 من جمادى الأولى 1431هـ الموافق له 24/ 4/2010م
عن عمر لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين قضى أكثره في الدعوة إلى الله تعالى،
رحمه الله رحمة واسعة، و عوض الأمة الإسلامية عنه خيرا
أيا عينِ جودي بالدموعِ الذوارفِ ... لفقدِ ربيبِ العلمِ عندَ القضارفِ
أبعدَ نعِيِّ الشيخِ من بعدِ هجعةٍ ... نؤمِّلُ خيرًا في رنينِ الهواتفِ!
هتفْنَ بموتِ الحِبِّ موتِ محمّدٍ ... فضاعفْنَ تقريحَ الكُبودِ التّوالفِ
فكادت شغافُ القلبِ تنماعُ حسرةً ... و ينسدُّ بطناه بحزنٍ مضاعَفِ
فقد غاب من كنا نرجِّيه عالمًا ... يجودُ على محْلِ النفوسِ بواكفِ
يُقسّمُ ميراثَ النبيينَ بينها ... لكي يستظلَّ الناسُ من حرِّ صائفِ
أسيارةً بالبَرِّ، لا الجوِّ سعيُها ... أ حقًّا حملتِ البحرَ نحو المتالفِ!
نفرْتِ كمُهْرٍ لم يُروِّضْه سائسٌ ... و لم تسكني مثلَ البُراقِ لعارفِ
ألم تعلمي أن الذي عُفْتِ حملَه ... و ألقيتِه للموتِ بين التنائفِ
جوادٌ كريمُ النفسِ هَيْنٌ مهذّبٌ ... على خُلُقٍ كالنسْمِ أو ظلِّ وارفِ
تربّى على التوحيدِ مُذ كان يافعًا ... و شبَّ على التقوى و نشرِ المعارفِ
وفي خدمةِ الإخوانِ أفنى حياتَه ... بلى، كان مرتادًا لبادٍ و عاكفِ
لقد كان دُكّانًًا و مُشرعَ واردٍ ... و ملجأَ ملهوفٍ و بحرًا لغارفِ
أحاط بسورِ المجدِ من كلِّ جانبٍ ... و حاز علاه من تليدٍ و طارفِ
أبا جعفرٍ، حلّقتَ بالروحِ عاليًا ... و أبقيتنا للحزنِ بين الخوالفِ
سموتَ كنجمٍ لاح في الأفقِ غابرًا ... فنفسُك قد تاقت لأسنى الوظائفِ
وظيفةِ خيرِ المرسلينَ محمّدٍ ... لتِبيانِ منهاجٍ و كشفٍ لزائفِ
إهابُك غضٌّ فيه نفسٌ أبيةٌ ... و همّتُك الكبرى كشُمِّ السوالفِ
فلهْفي على زُغْبٍ صغارٍ تركتهم ... كأفراخِ مرْخٍ صابهم ودْقُ واكفِ
ولهفي على شيخينِ أوفيت برَّهم ... كيعقوبَ غشّى عينَه حُزنُ آسفِ
وزوجينِ كالأختينِ أُيِّمْنَ بعدكم ... و قد عدت محمولاً لها في اللفائفِ
وربُّك مخلافٌ على كلِّ فاقدٍ ... و في اللهِ خيرُ الخُلْفِ من كلِّ تالفِ
لقد كان فقدُ الشيخِ فاجعَ أمةٍ ... و ثُكلاً لرباتِ الخدورِ العفائفِ
فقد فتحت أخلاقُه غُلْفَ أنفسٍ ... بغيرِ رصاصٍ أو سيوفٍ رواعفِ
يُشيّعُ بالإجلالِ ما راح أو غدا ... و يُتبعُ محفودًا و لا كالخلائفِ
فهذي النفوسُ الكُمْدُ من حول نعشِه ... تناوَبُه قبلَ الأكُفِّ الرواجفِ
قضى داعيًا لله عمْرًا مباركًا ... بدعوةِ حُسنى للرضا و المخالفِ
بصوتٍ كترتيلِ المزاميرِ صادقٍ ... و رعدٍ بأذنِ الشركِ والظلمِ قاصفِ
ومِقوَلُه يسبي العقولَ حلاوةً ... و يُسْلِسُ قوْدَ النافراتِ العنائفِ
فمن بينِ منقولِ الأدلةِ ناصعٍ ... إلى منطقٍ جزلٍ و خيرِ الطرائفِ
سيبكيه طلابٌ، و تبكي منابرٌ ... و تبكيه إذ أودى جليلُ المواقفِ
تراه إلى العلياءِ دومًا مشمّرًا ... و يُحجمُ عن فعلِ الأمورِ السفاسفِ
يسارعُ للخيراتِ حتى كأنه ... يُطالعُ شخصَ الموتِ خلفَ السجائفِ
ويسعى لإصلاحٍ و يرأفُ بالعِدا ... و ليس على الخصمِ الألدِّ بحائفِ
حييّاً عفيفًا لا يُذمُّ بشائنٍ ... من الفعلِ أو هُجْرٍ من القولِ جائفِ
ويلهجُ بالإخلاصِ دومًا لسانُه ... و يُثني على المولى بإخباتِ واجفِ
ويدحضُ شُبْهاتٍ شتيتًا دروبُها ... بأنوارِ علمٍ ساطعاتٍ كواشفِ
يغوصُ بأعماقِ المحيطات ينتقي ... لآلئَ علمٍ من دقيقِ اللطائفِ
سيبكيه إخوانٌ و أنصارُ سنةٍ ... و طلابُ حقٍّ من جميعِ الطوائفِ
و تبكيه آثارٌ عظامٌ صوالحٌ ... عن اللهِ لم يقطعْه شغلُ الصوارفِ
على صائمٍ تالٍ مُصلٍّ مُمجِّدٍ ... و معتكفٍ بالبيتِ ساعٍ و طائفِ
فللهِ ماذا ضمّ قبرٌ مطيرةٌ ... رُباه ببحري من عظيمِ العوارفِ!
فحُييِّتَ من مثوًى و حُييِّتَ روضةً ... و سُقِّيتَ من صوبِ الحيا المترادفِ
وندعوك يا اللهُ يا خيرَ سامعٍ ... و خيرَ مجيبٍ للدعاءِ الموالفِ
وعبدُك لم نعهدْه للهِ عاصيًا ... و ليس بجافٍ عن هدًى متجانفِ
فرحماتُك اللهمّ تغشى محمدًا ... و عفوُك لا يحصيه وصفٌ لواصفِ
فكن جارَه، نعمَ الجوارُ ابنَ سيِّدٍ ... فقفْ طامعًا في الفضلِ يومَ المخاوفِ
فأجرُك عند اللهِ - إن شاء - ثابتٌ ... و ربُّك للموعودِ ليس بخالفِ
خرجتَ إلى أهلِ القضارفِ داعيًا ... فكان حِمامُ الموتِ أسرعَ خاطفِ
وإنا لنرجو أنْ ستغدو منعّمًا ... هنالك في الجناتِ بين الوصائفِ
وتأمنُ في قبرٍ و من هولِ موقفٍ ... و بشراك في الميزانِ بيضُ الصحائفِ
ـ[محمد بن أحمد الجبيلي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 06:16 م]ـ
اللهم اغفر له وارحمه و أسكنه الفردوس الأعلى
وإنا لنرجو أنْ ستغدو منعّمًا ... هنالك في الجناتِ بين الوصائفِ
وتأمنُ في قبرٍ و من هولِ موقفٍ ... و بشراك في الميزانِ بيضُ الصحائفِ