تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رحم الله الدكتور شيخ العربية في مصر عبده الراجحي بقلم الأستاذ رياض بن حسن الخوام , في أم القرى]

ـ[غير مسجل]ــــــــ[11 - 05 - 10, 02:36 م]ـ


رحم الله الدكتور شيخ العربية في مصر عبده الراجحي
بقلم الأستاذ رياض بن حسن الخوام , في أم القرى

اخبرني أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن العارف مساء يوم الاثنين نبأ وفاة أستاذنا العلامة عبده الراجحي ,فحزنت لفقده كثيراً وأسفت عليه أسفاً شديداً , ورحت أسترجع شريط ذكرياتي مع هذا العالم النبيل الأصيل , فبدا لى آخر الشريط وهو تلك الخاطرة التي مرت بي في اليوم نفسه عصراً بعد خروجي من المحاضرة في الجامعة عاتباً على نفسي أنني لم اتصل به هاتفياً منذ أكثر من شهرين تقريباً لأطمئن على صحته وأحواله , كما هي عادتي وفي آخر اتصال سمعت صوته الجهوري المألوف عندي الممزوج بالشوق إلينا والتلهف إلى سماع أخبارنا سائلا ومسلما عن جميع الأحباب والأصحاب والعائلة ,ولم أك أدري أن هذا الاتصال هو الأخير كما لم أك أدري أن تلك الخاطرة هي في يوم وفاته فلعلها وداع منه قبل صعود روحه إلى رب كريم رحيم.
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته ,وحين أمسكت القلم لأكتب عنه هذه المقالة السريعة الموجزة تزاحمت المعاني السامية التي اتصف بها لتسطيرها –وما أكثرها- وترافقت الشمائل النبيلة التي خلق بها– وما أغزرها –لإبرازها, ناهيكم عن علومه المتعددة التي تمكن منها وأصناف الفنون التي برز فيها, ومثل هذه العجالة لا تكفي لإبراز هذه الجوانب المتعددة ولكن مالا يدرك كله لا يترك جله فلعلي فيما سأكتب أبرز أهم معالم صورة شيخنا على نحو ما نراه:

1 - كان –رحمه الله – على دين وخلق واستقامة وأخلاق حسنة فبوأه الله المراتب العالبة والوظائف الرفيعة, فهو عضو معتمد في لجان الترقيات العلمية, وعضو متألق في مجمع اللغة العربية بالقاهرة ,وقبل هذا وذاك هو علم من أعلام جامعة الإسكندرية في مصر وجامعة بيروت العربية في لبنان, فما إن تذكر هاتان الجامعتان إلا ويذكر الدكتور عبده الراجحي فهو باني البنيان ومؤسس الأركان فيهما, والذي أعلمه أن علية القوم في لبنان تكرمه وتحبه وإذا حدثك رحمه الله عن بلاد الشام تشعر كأنه واحد منهم, خبير بلهجاتهم وتقاليدهم , ولحبه لأهلها اختار شريكة حياته من فلسطين من العائلة الكريمة (الضامن) ألهم الله (أم محمد) الصبر والسلوان, فقد فجعت بولدها محمد من قبل, قا ل لي: إن موقف (أم محمد) أقوى من موقفي, وتسليمها لقضاء الله وقدره أراحني, وحين واستها زوجتي قالت لها:إن ابني كان عندي أمانة من الله فأراد أن يسترجعها فلماذا الجزع؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.

أسرة كريمة زوج صالح وامرأة صالحة فيما نحسب وأولاد كرام بررة وإخوة أفاضل أعرف منهم الأستاذ الدكتور شرف الدين الراجحي فهو أخ كريم لنا ,وكنت من المداومين على زيارته في بيته في عمارة الدكتورعبده نفسها في حي رشدي مع أخي الحبيب الذي براني الشوق إليه وهو الدكتور (زكريا الفقي) الذي شاركني في الدراسة على (الدكتور عبده الراجحي) وإخوانه الدكاترة (عبد المجيد عابدين) (وطه الحاجري) (وبدري عبد الجليل) (وحسن عون) و (زكي العشماوي) ومصطفى هدارة) (وسيد خليل) وغيرهم كثير من أعلام جامعة الإسكندرية الأكارم.

ومن إخوان الدكتور الطبيب (إبراهيم الراجحي) الذي يعمل في المستشفى الوطني بالجدة والمهندس محمد في شركة ابن لادن في المدينة المنورة كان –رحمه الله – عميد أسرته إليه يفزعون وبتوجيهاته يعملون وحديثي عن اخوانه وأسرته يدفعني إلى أن أتحدث عن أولاده فقد رزق بثلاثة أولاد ذكور محمد وعلي و ثالث لا اذكر اسمه الآن وهو أصغرهم وبنت واحدة اسمها عزة.

أما محمد فهو شبل من ذاك الأسد لقد برع في كلية الطب فتلقفه الألمان ليعمل عندهم وفق معاهدات ثقافية بين مصر وألمانيا, ولمهارته في جراحة القلب, كان يحضر من ألمانيا لإجراء العمليات في القاهرة على المواطنين المصريين , وفي إحدى المرات دخل غرفة العمليات وهو مرهق لأنه حضر من المطار مباشرة إلى غرفة العمليات وحين كان يجري العملية توقف قلبه النابض وخر مغشيا عليه من الإرهاق ففارق الحياة.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير