تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:04 م]ـ

[وصية الأمير شكيب أرسلان]

عاد شكيب إلى وطنه، ورأى بيروت بعد الهجرة الطويلة في الثلاثين من تشرين الأول سنة 1946م، وسعد بمشاهدة وطنه حراً مستقلاً طليقاً من أغلال الاحتلال والاستبداد، وتحرك لبنان والبلاد العربية للقاء البطل بعد عودته إلى العرين، ومكث فترة يزور ويزار ويجهد نفسه بالرد على الرسائل التي كانت ترده بكثرة، وتحالف على الرجل تصلب الشرايين والنقرس، والرمل في الكليتين، وثقل الثمانين عاماً، فلم تطل مقاومته، وعجزت يدر البشر، وأقبلت يدر القدر في 9 كانون أول سنة 1946م.

وكان آخر ما قاله للأستاذ عبد الله المشنوق، حينما التقى له قبل موته بأيام: أحمد الله عزَّ وجل الذي سهل أن أفارق الحياة على أرض هذا الوطن الذي أحببته، وأنا سعيد أن أدفن أن أُلاقي وجه ربي الكريم، فأعيد هذه الأمانة إلى بارئها بعد أن تحققت أحلام طفولتي في هذه الجامعة ـ حرسها الله ـ، وسأخب رفاقي في الجهاد بأن تضحياتهم لم تكن عبثاً.

وتحدرت من عيني الأمير دمعتان، ونهض واقفاً و جذب يد الأستاذ المشنوق، وقال له: لي وصية أود أن أوصي بها، فهل تعدني بأن تنقلها إلى العالم العربي بعد وفاتي؟

فأجابه: لك العمر الطويل ـ إن شاء الله ـ.

فقال شكيب: لا بل تعدني بنقل الوصية.

قال: نعم.

وهنا طوقه شكيب بذراعيه المرتجفتين، وقال بصوت تكاد تخنقه العبارات:

أوصيكم بفلسطين.

((لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم، 18ـ 19، مراجعة الشيخ: حسن تميم، الناشر: دار مكتبة الحياة))

ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:24 م]ـ

[إذا أردنا أن نتفرنج فلا بد أن نكون عرباً أولاً]

يقول الأمير شكيب أرسلان:" فإذا كنا حقاً نريد أن نتفرنج فلنقتد بهؤلاء القوم في البحث والتمحيص، وعدم قبول نظام ولا قانون إلا بعد قتل فائدته خبرا، وإذا كنا نريد أن نتفرنج فلنحذ حذو هؤلاء القوم في عروجهم معارج المدنية كلها، وسلوكهم طرق التحقيقات العلمية، إلى آخر ما وصلت إليه، مع حفظهم لعاداتهم، ونزعاتهم وأذواقهم وبقائهم كما كانوا إفرنجاً.

إذا كنا نريد بالفعل أن نتفرنج ـ أي نقتدي بالإفرنج ـ تحتم علينا أن نبقى عرباً".

(انظر؛ سلسلة أعلام العرب، شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام،أحمد الشرباصي، ص81،ط. المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة – القاهرة (1383 هـ = 1963م)

ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:25 م]ـ

[أحب الأمم إلى قلب بير لوتي]

قال الأمير شكيب:" كل رجل يتمسك بعوائده ومميزات قومه، فاعلم أن في روحه شمماً حمله على ذلك، وقد سئل بير لوتي، وهو قريب من الموت: أي الأمم تحب؟، وكان من المتوقع أن يقول: (الترك) لكثرة ما كتبه عنهم، ولإعجابه بهم، ولكنه أجاب: العرب لأنهم قوم متشبثون بشخصيتهم " (1).


(1) مجلة الفتح، عدد 17 جمادى الأولى سنة 1349هـ، وقد روى شكيب جواب بير لوتي بعبارة أخرى هي أن جريدة الطان نقلت عن بير لوتي أنه سئل في أوان احتضاره: أي الشعب أحب إليه؟
فقال: العرب لأنهم من آلاف السنين لم يتغيروا، انظر؛ كتاب أناتول فرانس، ص 59، بالهامش.
(انظر؛ سلسلة أعلام العرب، شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام،أحمد الشرباصي، ص80،ط. المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة – القاهرة (1383 هـ = 1963م)

ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:29 م]ـ
[كراهية الأمير شكيب أرسلان للظلم]
قال ـ رحمه الله ـ:" إني أغضب لظلم يقع على عابد صنم، وتفيض دموعي لأي غدر يقع ولو على زنجي من قبيلة نيام نيام، ويحترق فؤادي لمجرد تصور رضيع يقتل، أو امرأة يصرعها السيف من أية أمة كانوا.
وأعتقد أن كل من ليس فيه هذا الشعور فليس له نصيب من الإنسانية، بل هو إلى الوحوش أقرب، وما أتباهى من أقوال السلف الصالح بشيء مثل قول أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ لأحد أمراء جيشه وهو سائر إلى الحرب:" و لا تغل ولا تغدر ولا تقتل ولدا، ولا امرأة ولا مدبرا، ولا تجهز على جريح".
نعم فبمثل هذه الوصايا ينبغي أن يفخر الإسلام، فإذا كان هذا شعوري نحو المظلوم والمقهور والمذبوح من غير المسلمين، فكم يكون طبيعياً أن يكون نحو المظلومين والمذبوحين من المسلمين".
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير