تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" جاءنا هذا الكتاب يرمي عن قوس عقيدتنا، ويرينا في مرآته الصقيلة صورتنا وقد استفزنا الذعر، وقد استنفزنا العدوان النكر، فطفقنا نستوري زناد الهمم، ونستسقي سحاب الجود والكرم، فذو المال يجود بماله، وذو القلم واللسان بمقاله، فكتبنا إلى الصديق نبشره بأن حسن ظنه بالمصريين قد صدق وأن كل ما يمكن من تنفيذ رأيه قد نفذ ".

(انظر؛ مجلة المنار ج 14، ص 948، في ذي الحجة سنة 1329هـ).

ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:49 م]ـ

[مداعبة شكيبية للأستاذ محمد كرد علي]

فتشت الحكومة دار كرد علي الدمشقية في شتاء سنة 1323هـ، قال الكرد:" بحجة أنه علقت مناشير في شوارع البلدة مكتوبة بلغة سلسة، وفيها مطاعن في أحد الأعيان والوالي، ومثل هذه العبارة وهذه الأفكار لا يحسنها ولا يعرفها غيري! فظهر للحكومة افتراء المفترين واكتفت بأن شردتني أياماً عن داري، وفي هذه الوقعة نظم صديقي العلامة الأمير شكيب أرسلان قصيدة ارتجالية يداعبني بها، ويصف ما حل بي مجسماً قال سامحه الله ([1]):

ألا قل لمن في الدجى لم ينمْ *-*-*-* طلاب المعالي سمير الألمْ

ومن أرّقته دواعي الهوى *-*-*-* فدون الذي أرقته الحكم

فكم في الزوايا تخبى فتىً *-*-*-* طريد الكتاب شريد القلم

يرى الأرض ضيقاً كشق اليراع *-*-*-* ويهوى على ذا الوجود العدم

وكم ذا بجسرين من ليلة *-*-*-* على مثل جمر الغضا في الضرم

تمنى الأديب بها ندحة *-*-*-* ولو بات يرعى هناك الغنم

وكم سروة تحت جنح الظلام *-*-*-* كسرًّ بصدر الأريب انكتم

يخاف بها حركات الغصون *-*-*-* ويخشى النسيم إذا ما نسم

وإن تشدُ ورقاء في أيكة *-*-*-* تؤرقه في صوتها والنغم

وكم بات للنجم يرعى إذا *-*-*-* أديم السما بالنجوم اتسم

وطال به الليل حتى غدا *-*-*-* يظن عمود الصباح انحطم

ومن ذعره خال أن النجوم *-*-*-* لتهدي إلى مسكه عن أمم

إذا ما السماك بدا رامحاً *-*-*-* توهمه نحوه قد هجم

ولولا الدجى لم يتم النجا *-*-*-* وقد أمكن الظلم لولا الظلم

ولله در القرى إذ خفته *-*-*-* فما بالسهولة يخفى العلم

ف"جسرين" "زبدين" و "الأشعريّ "*-*-*-* ديار بها قد أوى واعتصم

ونحو "المليحة" رام الخفا *-*-*-* وكم بالمليحة من متهم

ديار أبي أهلها غدره *-*-*-* وآواه فيها الوفا والكرم

ولا شك رقوا لأحواله *-*-*-* طريداًيعاني الجوى والسقم

ليالي كانون في الأربعين *-*-*-* وبرد العسيات أغلى الفحم

بأرض تراها سماءً وماءً *-*-*-* ففوق السواقي وتحت الديم

يجول وقد صار مثل الخيال *-*-*-* ودقّ فلو لاح لم يقتحم

فوق الخدود كلون البهار *-*-*-* وتحت المآقي كلون العتم

وفي كل يوم سؤال وبحث *-*-*-* وأنّي تولي وكيف انهزم

وقد كان في كسبهم بيته *-*-*-* بجلق قال وقيل عمم

فكانت على كتبه غارة *-*-*-* كغارات عرب "الصفا "بالنعم

وقالوا سينفى إلى رودس *-*-*-* وقالوا سيجزى بما قد جرم

وَقالوا سَيَحمِلُهُ أَدَهَم *-*-*-* بِمَرقاهُ لا تَستَريحُ القَدَم

وبعض بسجن عليه قضى *-*-*-* وبعض بضرب عليه حكم

و كرد علي غدا عبرة *-*-*-* ففات ومنه الرجاء انصرم

فيا كرد لا تحزننك الخطوب *-*-*-* فإن الهموم بقدر الهمم

ومن رام أن يتعاطى البيان *-*-*-* توقًّع أن يبتلى بالنقم

فذي حرفة القول حرّيفة *-*-*-* وكم أدركت من لبيب وكم

وكم نكتة أعقبت نكبة *-*-*-* وكم من كلام لقلب كلم

ومن بالكتابة أبدى هوىً *-*-*-* فإن الكآبة منها القسم

فيا كرد صبراً على محنة *-*-*-* فكم محنة شيبت من لمم

وصبراً على ورقات لها *-*-*-* عيون المعاني يُبًكين دم

وواهباً لباقات زهر غدوت *-*-*-* لها جامعاً يا أخي من قدم

أزاهر تسهر في جمعها *-*-*-* فلا غرو إن فاح عرف فنم

وما نمَّ إلا بنشر ذكي *-*-*-* وطيب يفوق عرار الأكم

فقولوا لواش بكرد علي *-*-*-* نشرت الثنا حين حاولت ذم

فَما كانَ كُردُ سِوى صادِقٍ *-*-*-* لِدَولَتِهِ طالَما قَد خَدَم

وضما وَجَدوا عِندَهُ ريبَةً *-*-*-* تَعدُ وَلَو في صِغارِ اللِمَم

فَهَل يُطفِئونَ بِأَفواهِهِم *-*-*-* مِنَ النورِ ما قَد رَآهُ الأُمَم

وَما دامَ ناظِمٌ في شامِنا *-*-*-* فَما نُستَضامُ وَلا نَهتَضِم

وَلَولا العِنايَةَ مِن ناظِمٍ *-*-*-* لَما كانَ شَملٌ لَنا مُنتَظَم

وَقانا دَسائِسَ أَهلَ النِفا *-*-*-* قِ وَردُ الوُشاةِ وَجَلى الغِمَم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير