[شيخي ابن باز -رحمة الله عليه-.]
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[23 - 05 - 10, 04:29 م]ـ
[شيخي ابن باز -رحمة الله عليه-.]
ملاحظة: كل ما بين القوسين المعكوفين [ ... ] ليس من كلام الشيخ، وإنما هي من كلامي، وضعتها كعناوين لكلام الشيخ.
قال الشيخ المحدث العلامة أبو محمد عبد الكريم بن عبد الله الخضير، عضو هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للإفتاء، حفظه الله تعالى، ونفع به الإسلام والمسلمين في كل مكان:
[الشيخ ابن باز إمام:]
سماحة شيخنا العلامة الكبير: عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى-، إمام من أئمة الهدى، وممن برز في علوم الشريعة، ونصرها واهتم بها، واستحق الإمامة في الدين.
[الشيخ ابن باز متبع للأثر، من أهل الحديث:]
الشيخ ابن باز -رحمه الله- أثري، والأثري: من له عناية بالسنة، نسبة إلى الأثر، فالشيخ ابن باز إمام متبع للأثر، من أهل الحديث، وقد انتسب إلى الأثر جماعة من عهد السلف إلى يومنا هذا، وهذا لا شيء فيه، لكن كون الإنسان يسمي نفسه بالأثري هذا فيه شيء من التزكية، أما كونه يعرف بهذه بين الناس، بين الخاص والعام، وينسب إليه، هذا شرف بلا شك؛ لأنه حينئذٍ ينسب إلى ما يعنى به بحق إلى ما ينسب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-.
[الشيخ ابن باز ممن تبرأ الذمة بتقليده:]
الشيخ ابن باز -رحمه الله- من شيوخنا أهل الأثر الذين لا يعملون إلا بدليل، ومن أهل التحري، وممن تبرأ الذمة بتقليده، وتقليدهم تميل إليه النفس؛ لأن عملهم في الأصل، وفي الغالب تبعاً للدليل، هذا إذا لم يكن المقلد من أهل النظر، بأن كان عامياً أو في حكم العامي من المبتدئين.
[حياة الشيخ ترجمة عملية لحياة السلف:]
حياة الشيخ، وعلم الشيخ، وسيرة الشيخ، ترجمة عملية لما قرأناه في سير السابقين، كنا نظنه ضرباً من الخيال، أو نسج من الأوهام في عباداتهم في صبرهم في تحملهم، في علمهم في تعليمهم، في اقتدائهم وائتسائهم، فنظرنا المثال العملي لتلك السير.
ومع ذلكم الشيخ ليس بالمعصوم -رحمه الله رحمة واسعة-، والشيخ بمجموعه كما قيل عن بعض أهل العلم: "كلمة إجماع"، وما رأينا مثله ولا ما يقرب منه.
[ملازمتي للشيخ ابن باز:]
قد لازمت الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- ملازمة تامة بعد عودته من المدينة إلى الرياض سنة 1395هـ، من أول درس ألقاه بالرياض إلى سنة 1400هـ، فهذه خمس سنوات كاملة، ثم بعد ذلك انقطعت عن الدروس بسبب الانشغال بالرسائل التي يسمونها علمية، وأيضاً الإحراج من بعض صغار الطلاب في الدروس، والله المستعان، ولكن العلاقة لم تنقطع استفدنا منه كثيراً إلى آخر حياته -رحمة الله عليه-
واذكر أول ما جلسنا على الشيخ ابن باز -رحمه الله-، كنا خمسة أشخاص فقط، ويالله وصلُوا العشرة بعد سنوات، ثم بعد الثبات والصبر والمصابرة، جاء القبول وأقبل الله عليه بوجوه الناس، حتى كان يحضر دروسه -رحمه الله- من العلماء الكبار، الذين يُعَلِّمُون في أوقات أخرى.
[استغلال الشيخ ابن باز للوقت، وهمته العالية:]
وكان -رحمه الله تعالى- مضرب المثل في استغلال الوقت، وفي الهمة العالية في طلب العلم، كان كفيفاً وحفظ ألفية العراقي وهو يتوضأ، يعني: واحد يصب عليه الماء فيتوضأ، والثاني يقرأ عليه من الألفية فيحفظ بيتاً أو بيتين إلى أن انتهت الألفية، وحفظ بهذه الطريقة كتباً أخرى، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم.
[تضحية الشيخ ابن باز في التعليم، والدعوة، وقضاء حاجات الناس:]
وكان -رحمه الله تعالى- مضرب المثل في التضحية، حيث بذل جميع وقته للدعوة، والتعليم، وقضاء الحاجات، وحدثتنا زوجته أنه في ليلةٍ من الليالي جاء من المستشفى، ولاحظت عليه آثار التعب، فضبطت الساعة بعد عادته في القيام بساعة رأفةً به، فانتبه على العادة، وسألها لمَ لم يشتغل منبه الساعة، فأخبرته، فلامها على ذلك، وأخبرته أنها فعلت ذلك من أجل راحته، فقال -رحمه الله-: الراحة في الجنة، وكان معدل نومه لا يزيد في اليوم والليلة لا يزيد على أربع ساعات، وفي ليلة الوفاة ظل الشيخ -رحمه الله- إلى منتصف الليل، إلى الساعة الثانية عشرة، وهو يفتي، والعلماء يتلذذون بمثل هذا؛ لما يعرفون من حسن العاقبة، وكون الإنسان يختم له وهو على خير.
[علم الشيخ ابن باز علم مبارك:]
¥