تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[04 - 06 - 10, 12:00 م]ـ

دخل عليه أحد المستفتين والشيخ قد نزع عنه شماغه وكان الشيخ يعد الشاي لنفسه في ملحق المكتب فسأل المستفتي عن الغديان فأجابه الشيخ أن الغديان موجود ماذا تريد؟ قال الرجل العامي: (بلهجته العامية) أبي الشيخ وصلح لي معاك كاسة شاهي يا شايب. فقام الشيخ وصنع كأسين من الشاي وقدم للمستفتي أحدهما ثم لما جلس لبس الشيخ شماغه وقال له معاك ابن غديان وش سؤالك؟ تصبب الرجل عرقا وحرجا من تصرفه مع الشيخ إذ إنه لم يعرفه. فإنا لله وإنا إليه راجعون إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون د. سعود بن سالم الحربي المحكم والمستشار الشرعي اهـ

لو لم يخلّف بعده إلا هذا الموقف لكفى

جزاك الله خيراً

ورحم الله الشيخ رحمة واسعه وأخلفه الله في الغبرين ورفع الله درجته في المهديين

ـ[راشد الجريبة]ــــــــ[04 - 06 - 10, 03:10 م]ـ

رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى

ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[04 - 06 - 10, 11:53 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحبّتي في الملتقى:

يعلم الله أني لم أسجّل إلا بسبب هذا الموضوع وإن كنت أحب دائماً أن أتصفح من دون أن أشارك.

الشيخ عبد الله ابن غديان رحمه الله رحمة واسعة.

اجتمع له العلم والعبادة على درجة متقاربة.

وهذا نادر أن يكون الإنسان غاية في العلم والعمل.

لمّا جئت للشيخ وكنت أريد أن ألزمه رأيت رجلاً ينتظر الموت كما ننتظر نحن رواتبنا. والله المستعان.

وكان هذا في عام 1425 هـ.

وكنت دائماً ما أرى أن العلم ليس هو قراءة الكتب وإنما العلم هو فهم الحقائق فهماً صحيحاً وحفظ الأدلة الموصلة إليها.

فلما تحققت أني لن أستفيد من القراءة عليه آثرت أن أقرأ وإذا مر بي إشكال في قراءتي في البيت عرضته عليه.

والشيخ ابن غديّان كان مختلفاً مع أقرانه وتلاميذه في منهجه في الفتوى وفي منهجه في الورع.

وقد تباحثت مرّة في أمره ومنهجه مع أحد أعضاء اللجنة الدائمة لا أريد ذكر اسمه فقال لي عن اجتهاد منه لا حسد ولا شنآن:

الشيخ منهجه خلاف المنهج النبوي خاصة مع طلاب العلم فإن في هذا تنفير للطلبة عن العلم.

هذا مع أنه شيخه.

وكنت دائماً ما أحب كشف السر وراء منهجه هذا وأسأل الله أن يطلعني عليه فإني كنت أعتبر هذا إما شذوذ منه وإما مرتبة قصّر غيره عنها أو قصرت به.

حتى عرفت السر في ذلك وسأخبركم به.

كان كشف السر عبارة عن رؤيا عجيبة وعظيمة رأيتها في الشيخ ابن غديان.

فذهبت ورصدته حتى صار يمشي خالياً فدنوت منه وقصصتها عليه فتوقف وأخذ يفّكر قليلاً ثم عبرها وقال لي لا تخبر بها أحداً.

أمّا الرؤيا فلا أستطيع أن أذكرها.

لكن السر الذي دلت عليه الرؤيا والذي كنت أتساءل عنه هو شيء عظيم ربّما لم يحصل إلا لأفراد والله يؤتي فضله من يشاء.

السر هو أن الشيخ يعلم أنّه من أقرب عباد الله إليه زلفى.

ولذلك كان يخاف الخوف الشديد أن ينحط عنها بفتنة أو عجب.

فكان هذا هو السبب في كثير من تصرفات الشيخ.

وهو أن هذا الخوف منعه من كثير مما يريد.

وكذلك من يعلم بقربه من الله ليس كمن لا يعلم بذلك.

فإن الذي يعلم بذلك يعيش في عناء لا يرفعه إلا الموت.

وقد رأيت فيه أيضا رؤيا أردت أن أقصها عليه ولكن حال أمر الله بيني وبينه.

وأود أن أتحفكم ببعض ما سمعته من الدرر النفيسة من كلامه.

سألت الشيخ فقلت له:

يا شيخ أنت في الثمانين من عمرك.

فأعطني يا شيخ خلاصة عمرك وخلاصة قناعاتك في العلم.

فقال:

يا ولدي خلاصة قناعاتي هي ألا تربط العلم بكتاب ولكن اربط العلم بالمسألة ثم ابحثها في ستّين كتاب.

وقلت له يا شيخ عظني:

فقال لي يا ولدي ازهد في الدنيا.

فقلت له يا شيخ: ادعُ الله أن يحبّني وذلك بَعد أن قصصت عليه الرؤيا فدعا لي.

فكانت والله عندي أنفس من قراءة ألف كتاب.

ومرة قلت له يا شيخ: ما هو أحسن كتاب في الأصول:

وكان في تلك اللحظة منبسطاً ومنشرح الصدر.

فخذوها نفيسة وغنيمة باردة والله ما كذبتكم وأنتم أهل الحديث لا يفلح من يكذب عليكم.

قال: يا ولدي أفضل كتاب رأيته كتاب في ثمانية أجزاء.

وهو كتاب التحبير شرح التحرير.

وكنت أظن أنه يعني كتاب ابن الهمام.

فلما وقعت عيني على كتاب المرداوي علمت أنه يقصده.

وهو مليء بالتحقيقات والفوائد وفيه أصول المذهب على التحقيق.

ومرة كنت عنده فدخل عليه منسّق قناة المجد وقال له يا شيخ نريد منك لقاءً في دقيقتين.

فقال له الشيخ: أقصرها وامش. فحاول وألح فقال له الشيخ اذهب إلى ابني سعود فإنه استخرج القواعد الأصولية من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.

ثم قال له يا ولدي تراكم تفتنون الناس يوم تجيبون واحد يحلّل ثم تجيبون عقبه واحد يحرّم على الناس في الفتاوى يا ولدي هذا فتنة للناس.

فلما يئس منه خرج.

فالتفت إلي الشيخ ولم يكن عنده أحد غيري فقال كلمة نُقِشَت في قلبي وعلّمتني شيئاً كثيراً:

قال: يا ولدي هاذولي يتأكلون بنا.

فأما ما ذُكر من صبه للمستفتين الشاي والقهوة فمتواتر كثير ليس مرة أو مرتين.

وقد رأيت من الشيخ من الحنان والرحمة والشفقة على من يراه صادقاً أتاه طالباً للآخرة لا ليتأكل بعلمه.

ولولا خوف أن تحذف مشاركاتي لصرّحت بأشياء قالها لكبار المشايخ يعيب عليهم أنهم تأكلوا بعلمه.

كيف وقد قال لي مرة في أحد أعضاء اللجنة الدائمة:

أصلاً أنت وشيخك لم تفهما المشترك.

ثم أخذ يعدد لي أقسام المشترك.

وهو مبحث عويص لا يدركه إلا الراسخون من الأصوليين.

مثل معاني المشترك هل كلها حقيقة أم أحدها مجاز وهل يدخلها الترجيح.

بحيث يكون الراجح حقيقة والمرجوح مجاز.

وهل المترادف يسمى مشتركا معنويا وهل اللاشتراك فيه حقيقة أم مجاز.

عوائص الله لا يضلكم فيها.

وإن شاء الله أتكلم عمّا ظهر لي من أسرار منهج الشيخ في الفتيا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير