تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكنت دائماً ما أحب كشف السر وراء منهجه هذا وأسأل الله أن يطلعني عليه فإني كنت أعتبر هذا إما شذوذ منه وإما مرتبة قصّر غيره عنها أو قصرت به.

حتى عرفت السر في ذلك وسأخبركم به.

كان كشف السر عبارة عن رؤيا عجيبة وعظيمة رأيتها في الشيخ ابن غديان.

فذهبت ورصدته حتى صار يمشي خالياً فدنوت منه وقصصتها عليه فتوقف وأخذ يفّكر قليلاً ثم عبرها وقال لي لا تخبر بها أحداً.

أمّا الرؤيا فلا أستطيع أن أذكرها.

لكن السر الذي دلت عليه الرؤيا والذي كنت أتساءل عنه هو شيء عظيم ربّما لم يحصل إلا لأفراد والله يؤتي فضله من يشاء.

السر هو أن الشيخ يعلم أنّه من أقرب عباد الله إليه زلفى.

ولذلك كان يخاف الخوف الشديد أن ينحط عنها بفتنة أو عجب.

فكان هذا هو السبب في كثير من تصرفات الشيخ.

وهو أن هذا الخوف منعه من كثير مما يريد.

وكذلك من يعلم بقربه من الله ليس كمن لا يعلم بذلك.

فإن الذي يعلم بذلك يعيش في عناء لا يرفعه إلا الموت.

وقد رأيت فيه أيضا رؤيا أردت أن أقصها عليه ولكن حال أمر الله بيني وبينه.

وأود أن أتحفكم ببعض ما سمعته من الدرر النفيسة من كلامه.

سألت الشيخ فقلت له:

يا شيخ أنت في الثمانين من عمرك.

فأعطني يا شيخ خلاصة عمرك وخلاصة قناعاتك في العلم.

فقال:

يا ولدي خلاصة قناعاتي هي ألا تربط العلم بكتاب ولكن اربط العلم بالمسألة ثم ابحثها في ستّين كتاب.

وقلت له يا شيخ عظني:

فقال لي يا ولدي ازهد في الدنيا.

فقلت له يا شيخ: ادعُ الله أن يحبّني وذلك بَعد أن قصصت عليه الرؤيا فدعا لي.

فكانت والله عندي أنفس من قراءة ألف كتاب.

ومرة قلت له يا شيخ: ما هو أحسن كتاب في الأصول:

وكان في تلك اللحظة منبسطاً ومنشرح الصدر.

فخذوها نفيسة وغنيمة باردة والله ما كذبتكم وأنتم أهل الحديث لا يفلح من يكذب عليكم.

قال: يا ولدي أفضل كتاب رأيته كتاب في ثمانية أجزاء.

وهو كتاب التحبير شرح التحرير.

وكنت أظن أنه يعني كتاب ابن الهمام.

فلما وقعت عيني على كتاب المرداوي علمت أنه يقصده.

وهو مليء بالتحقيقات والفوائد وفيه أصول المذهب على التحقيق.

ومرة كنت عنده فدخل عليه منسّق قناة المجد وقال له يا شيخ نريد منك لقاءً في دقيقتين.

فقال له الشيخ: أقصرها وامش. فحاول وألح فقال له الشيخ اذهب إلى ابني سعود فإنه استخرج القواعد الأصولية من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.

ثم قال له يا ولدي تراكم تفتنون الناس يوم تجيبون واحد يحلّل ثم تجيبون عقبه واحد يحرّم على الناس في الفتاوى يا ولدي هذا فتنة للناس.

فلما يئس منه خرج.

فالتفت إلي الشيخ ولم يكن عنده أحد غيري فقال كلمة نُقِشَت في قلبي وعلّمتني شيئاً كثيراً:

قال: يا ولدي هاذولي يتأكلون بنا.

فأما ما ذُكر من صبه للمستفتين الشاي والقهوة فمتواتر كثير ليس مرة أو مرتين.

وقد رأيت من الشيخ من الحنان والرحمة والشفقة على من يراه صادقاً أتاه طالباً للآخرة لا ليتأكل بعلمه.

ولولا خوف أن تحذف مشاركاتي لصرّحت بأشياء قالها لكبار المشايخ يعيب عليهم أنهم تأكلوا بعلمه.

كيف وقد قال لي مرة في أحد أعضاء اللجنة الدائمة:

أصلاً أنت وشيخك لم تفهما المشترك.

ثم أخذ يعدد لي أقسام المشترك.

وهو مبحث عويص لا يدركه إلا الراسخون من الأصوليين.

مثل معاني المشترك هل كلها حقيقة أم أحدها مجاز وهل يدخلها الترجيح.

بحيث يكون الراجح حقيقة والمرجوح مجاز.

وهل المترادف يسمى مشتركا معنويا وهل اللاشتراك فيه حقيقة أم مجاز.

عوائص الله لا يضلكم فيها.

وإن شاء الله أتكلم عمّا ظهر لي من أسرار منهج الشيخ في الفتيا.

الله يجزاك خير

لعل هذا من ورع الشيخ رحمه الله ولا يعني ذلك منه تنقص في حق غيره، ويا ليتكم يا شيخ تذكرون الفوائد والمواقف المتعلقة بالشيخ وتعرضون عن غيره مما لا فائدة منه سوى القدح في أشخاص، ولا أتهمك حفظك الله ولكن كما تعلم حفظك الله أن في زماننا كثير من المنحرفين تجرؤوا على العلماء من أمثال رجال هيئة كبار العلماء وأكثروا الطعن فيهم لينفروا الناس والكلام الذي تنقل عن الشيخ اختصك فلا داعٍ للنشر والإذاعة ولا تحرمنا فائدة العلمية.

لا حول ولا قوة إلا بالله

أسأل الله العظيم أن يرحم الشيخ ويغفر له

ويجرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيراً منها

ـ[السنفراوي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 02:24 ص]ـ

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه في فسيح جناته.

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 06 - 10, 05:31 ص]ـ

الخطبة التي خطبها خطيب مسجد كان يصلي فيه الشيخ الغديان , والذي كان يلقي فيه دروسه: ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213131)

ـ[عبد الباسط أبوالفضل]ــــــــ[06 - 06 - 10, 08:27 م]ـ

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه في فسيح جناته.

ورزق أهله الصبر

ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 06 - 10, 09:05 م]ـ

رحمه الله رحمة واسعة .. فقد كنتَ ترى حقارة الدنيا من تعامل الشيخ معها!! .. الدنيا ليست في قلبه، ولا بيده، بل تحت قدميه .. رحمه الله.

ذهب أحد الإخوة لسؤال الشيخ في مسجده - وكان لايعرفه - .. فدخل هو والشيخ في الوقت نفسه .. وقد رفع الشيخ أكمام ثوبه بعد أن توضأ ولم تجف أعضاءه .. وقد وضع شماغه على كتفه .. فدخل وهو ينزل أكمامه، وفي جسد الشيخ - رحمه الله - آثار البرص!.

يقول الأخ: فظننته أحد العوام ممن لا يُأبه له .. فأقيمت الصلاة، ثم تقدم ذلك الرجل للإمامة .. فحزنتُ أني لن أقابل الشيخ .. إذ يبدو أنه أتاه ما أشغله فتقدم ذلك الرجل.

وبعد الصلاة سأل من بجواره: متى يصلي الشيخ ابن غديان؟ .. فتعجب المسئول؛ وقال: هذا هو الشيخ ابن غديان.

رحمه الله.

--

وسألته - رحمه الله - في الحرم، وقلت له: أحد الإخوة يستخدم الشرّاب النسائي، ويسأل عن حكم لبسه، وهل يدخل في التشبه؟.

فقال لي - متعجبا -: ليش؟.

فقلت له: الدرزن بـ (7) ريال .. ويستخدمه مرة واحدة في التنقلات بين ساحات الحرم، ثم يرميه!. (الدرزن = 12 قطعة).

فغضب وقال: أنت هو .. (أنت من يفعل ذلك).

فقلت له: لا.

فقال لي - بحده -: ناده، خله يجي، وأنا أجاوب على سؤاله .. خله يجي.

فقلت له: أبشر .. ثم انصرفت.

فقلت لصاحبنا .. فخاف من الشيخ هيبة له، ولم يسأله ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير