تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شيء من بر العلامة البراك بوالدته (الله يرحم حالنا)]

ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[03 - 06 - 10, 03:55 ص]ـ

الحمد لله وبعد ,

فأنقل لإخواني هنا من طلبة العلم من الذين منّ الله عليهم ببقاء والديهم حتى الآن طرفاً من بر الشيخ العلامة البراك - حفظه الله وتولاه - بوالدته رحمها رحمة واسعة - والتي توفيت قبل سنوات قليلة وقد كان وقتها شيخنا شيخاً كبيراً قد جاوز السبعين , ولم يمنعه ذلك من صنوف البر بوالدته مما نقل إلينا ومما لم ينقل.

وقد نقلتها من جواب لفضيلة الشيخ د. علي الصياح أستاذ الحديث , والذي جاور الشيخ لأكثر من ربع قرن.

والمقصود من هذا الموضوع إحياء الهمم , ودفعها للولوج في باب عظيم من أبواب القرب.

والله المسؤول أن يغفر لنا تقصيرنا وتفريطنا , وأن يشملنا برحمته وعفوه.

إنه سميع مجيب الدعاء.

يقول الشيخ علي الصياح وفقه الله:

وأما بره بأمه ...... فانقل عني ...... لم أر في حياتي ... مثله في بره بأمه -رحمها الله- ..

وله في هذا عجائب ... وغرائب .. ونوادر .. لاأقول .. سمعت .. أو أخبرني ...

بل وقفت عليها بنفسي .....

مرةقلت له-مازحا-: ياشيخ ......... أتعبت من خلفك ببرك بأمك .. !!!

فقال لي: سبحانالله ... أما تقرأون كتاب الله ... تلك الآيات العظيمات ... وأخذيسردها .. سردا .....

والأحاديث .....

وسير السلف ........

يقولهذا ... وهو يبكي .......

فقلت: ليتني سكت!

ويقول الشيخ علي حفظه الله:

1 - الشيخ حفظه الله عُرف عنه قلة الحج،وما ذاك إلاّلعدم موافقة والدته رحمها الله،

وما بدأ يتابع الحج إلا بعد أن ضعفت ذاكرتهاواختلطت بعض الشيء فأصبحت تسمح له بالحج.

2 - ومن قبيل النوع السابق، وهوعدم السفر إلاّ بعد الاستئذان: حصل إشكالية بسيطة في بلدة الشيخ بالقصيم، وهي البكيرية، فطلب أهل البلد من الشيخ القدوم لحل الإشكال، وذلك لوجاهته عندهم حفظهالله، فوافق الشيخ بشرط موافقة أمه، فقام بعض محارمها بتكليمها في ذلك فوافقت على مضض، فلما خرج محارمها؛ قالت أم عبد الرحمن رحمها الله لولدها الشيخ عبد الرحمن: أنا وافقت لأنهم ألحوا علي، فاعتذر الشيخ عن الذهاب إلى القصيم، واكتفى بالاتصال لحل الإشكال.

3 - الشيخ في سفره إلى مكة في الإجازة الصيفية لا يقطع الاتصال بوالدته يومياً، بل لا تقل اتصالاته عن الاتصالين يومياً، بل إنه ليقطع الدرس ونحن نقرأ عليه في الدور الثاني من الحرم فيتصل عليها ثم يعود لإكمال الدرس.

4 - والدة الشيخ ليست مقيمة عنده بشكل دائم، وإنما تتنقل بين بيت الشيخ،وبين بيت أخيه وعندما تكون رحمها الله عند الشيخ، فإنه يترك النوم مع زوجه،وينام مع أمه في غرفتها، ليلبي لها طلباتها.

5 - ومن قبيل هذا النوع، وهوتلبيته مطالب والدته رحمها الله: أنه وفقه الله يقوم بمسك يديها، حيث إنها بطيئةالمشي، فيقوم بإيصالها إلى الحمام، ووضعها على الكرسي الخاص بها، ثم ينتظر حتىتفرغ من حاجتها، ثم يعود بها إلى مكانها، مع وجود بنات الشيخ وزوجته.

6 - كما أن من بر الشيخ حفظه الله لوالدته رحمها الله أنه لا يقطع لها عادة اعتادتعليها؛ ومن ذلك أني كنت أقرأ عليه في يومٍ جميل في ساحة المنزل عند باب الرجال - وكان الدرس لا ينتهي إلا مع أذان المغرب دائماً – وفي ذلك اليوم لاحظت أن الشيخ يستعجل علي في الخروج بأسلوب لطيف خفي ولما قرُب أذان المغرب أمرني الشيخ حفظه الله بالخروج من المنزل، ولم تكن هذه عادته وفقه الله، ولما كان بعد العشاء من ذلك اليوم فوجئت باتصال الشيخ وفقه الله علي في المنزل،ويعتذر عما بدا منه ذلك اليوم،ويخبر أنه فعل ذلك لأن والدته لها عادة أنها تتوضأ المغرب من حنفية كانت في حوض لنخلة التي عند الباب، وأنه لا يريد قطع عادتها تلك

7 - ومن بره حفظهالله بوالدته رحمه الله أنه يراعي رغائبها، ومن ذلك أن من عادة الشيخ حفظه الله أنيجلس مع ضيوفه إلى أن يؤذن، ثم يخرجون إلى الصلاة، أما إذا كانت أمه موجودة فإنه حفظه الله يقوم قبل الأذان لأن هذه رغبة والدته الصالحة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير