تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأنا في نعمةٍ وعافية أسأل الله شكرها.

يا من أعجبكَ مسيرُ الشيخِ في حياته واستهواكَ , إعلم أنَّ الشيخ رحمه الله كان عالي الهمَّةِ سريعَ اللحاقِ ودائم الرصدِ لمعالي الأمور بعيداً عن الأماني والتخيُّلاتِ

(ذا همةٍ بلغت نحو السماءِ به - - تبارك الله ماذا تبلغُ الهممُ)

كان يعلمُ يقيناً بأنَّ:

(المرءَ مُرْتهنٌ بسوْفَ ولَيْتني - - وهلاكُه في السَّوف واللَّيْت)

وهاهي وفاةُ الشيخِ اليوم تعاظمت بها المسؤوليةُ على طلبة العلمِ , فحفظاً للعلمِ حفظاً أيها الطلاب , وحُثوا المطيَّ في السير إلى مراقي الفلاح حافظينَ للأمَّةِ دينها وإياكم والبهرجَ الإعلاميَّ الزائفَ واعلمو أنَّ العلمَ كما وصفهُ الله (آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) وهذا يؤكِّدُ أنَّ الحفظَ والمُذاكرة والاستحضار آكدُ سبل التحصيل وأنفعُ طرقِ صيانة الدين , وأمَّةُ الإسلامِ بحمدِ الله لا تخلو من الأخيار فلئن مات الشيخُ رحمه الله فذكرهُ خالدٌ باقٍ في أرجاءِ المساجدِ وبطونِ الكُتُب تتنزلُ به عليه الرحمات وهو في قبره ,فيا من يطلبُ عمراً إضافياً إلى عمرهِ عليك بالعلمِ النافعِ فما كُتب لغير العُلماءِ خلودٌ , حفظَ الله أقوالهم وكتبَ آثارهم وتناقل الناسُ سيرهم وأشعارهم , وتوارثوا سمتهم وأخلاقهم , وليس ذلك لغير العلماء , فتأمَّل رعاكَ الله قرون الإسلامِ الخاليةَ وتساءلْ: أينَ التُّجَّارُ والأقوياءُ والمَصارعون والفرسانُ والنُّدماءُ والمهرجون والمُغنُّون واللاعبون .. ؟

كل يموتُ ذكرهُ بموته ويبقى خلود الذكر الحسن للعلماء , فيا من اتخذ أصفياءَ ورُفقاءَ يطربونه بزخرفِ القول غروراً في وجهه وأيامَ حياته , يقبحون لهُ الحسن ويُغرونهُ بالشهوات ولا يخالفونَ هواه , ولا يثنونه إذا تقحم نار الله على بصيرةٍ وهم شاهدون , عمَّا قريبٍ ترحلُ وتموتُ وخيرُ أولئك المداهنينَ من يمسكُ لسانهُ عن الوقيعةِ في عرضكَ وهتكِ أستاركَ , فاتخذِ الرفيقَ الصالحَ فإنهُ عونٌ على الدنيا والآخرةُ فالأخلاءُ يوم القيامةُ أعداءٌ لبعضهم إلا المتقون كما هو قول الله , واسلك سبيل العلمِ وتأمَّل جموعَ المشيعينَ للشيخِ وألوفَ الباكين , وقصائدَ الراثينَ , ومشاعر المكلومينَ , ثُمَّ سل نفسكَ بكم تُشرى هذه المشاهدُ والألسنُ والأيدي والأقدام.؟

بم تُستحقُّ هذه المنزلةُ التي يُخيَّل لرائيها أنَّ كل فردٍ من المكتظين يقول بحاله:

(لو كان فيهِ الموتُ يُقبلُ فديةً - - كان الفِدى نفسي وما ملكت يدي)

إنَّها ثروةٌ هائلةٌ لا ينالها غيرُ العلماء وليست لذواتهم ولا لأنسابهم ولا مجاملةً لعقبهم , وصدقَ الله القائلُ (وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) بل هي فضلٌ من عند الذي يختصُّ برحمته من يشاءُ , فضلٌ يجريهِ الله على أكف وألسن وأقلام عبادهِ تأكيداً على شرفِ العلمِ ولما حُملوهُ من الهُدى والحكمة والنور المُبين. اهـ

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[06 - 06 - 10, 08:45 ص]ـ

أنعم وأكرم بالشيخ القارئ محمود، فلنعمَ الأخ والصَّديق هو، وقد عزَّيتُه عزاءً خاصاً بموتِ الشيخ - رحمه الله -، وكان الشيخ محمودٌ يسميه بالجدِّ؛ لفرط إحسان الشيخ الغديان معه، وعظيم إكرامه له.

ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[06 - 06 - 10, 11:34 ص]ـ

كلام ذهبى يكتب بماء العينين لا النقدين يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين انا لله وانااليه راجعون

ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:00 م]ـ

جزى الله من فرغ هذه المادة خير الجزاء

ورحم الله الشيخ رحمة واسعة

ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:40 ص]ـ

خطبة مؤثرة بارك الله فيك أبا زارع حقا أنت زارع رزقك الله الجنان ورحم الله الشيخ الغديان ووفق الشيخ الخطيب للخير والنفع. آمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير