من المعروف أن في الهند زعامات وقيادات محسوبة على الإسلام تنبري من حين لآخر على الساحة الدعوية والصحفية تغص بالسنة وأهلها وتطاول على القيادات السلفية عامة وعلماء وحكام المملكة العربية السعودية خاصة مستغلة في كل ذلك سذاجة العامة وعواطف المخدوعين.
وقد سول لبعض هؤلاء القوم نفسه التجاسر على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله – غيرهما من علماء المملكة المحروسة. حيث وجه سهام النقد والطعن إلى معتقدات هذه الفئة الطاهرة بكل دناءة ووقاحة, فتصدى الفقيد رحمه الله لهذه المحاولة الممقوتة ورفع الاستار عن دواعيها والأسباب الكامنة ورائها ورد عليها ردوداً علمية وأثبت براءة ذمة علماء السنة عن الافتراءات والأكاذيب التي ألصقت بهم زوراً وبهتاناً ولم يدلوه في هذا المضمار إلا بعد ما استفحل الأمر , وأصبح السكوت يعني المداهنة والاستسلام للأكاذيب , يقول رحمه الله في هذا الصدد:
“وقد أتيت بنموذج واحد ليكون القارئ على إلمام بمجريات الأمور في ساحة الصحافة الإسلامية في شبه القارة الهندية وإلا مرقد وصل إلي حد أن أسنة الأقلام بدأت توجه إلي صدور المحدثون العظام وأئمة الجرح والتعديل” (مجلة صوت الأمة بنارس عدد رمضان المبارك 1419ه).
ويقول أيضاً:” أفحش القول في أ حد كتبه بالغة الأردية في حق سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.وذلك الرجل التقي الورع الذي يكن له العالم كله لزهده وتقواه وعلمه ومعرفته وحنانه علي الشعوب الإسلامية حباً جماً واحتراماً بالغاً, وهو ممن لا ينصب له العداوة ولا يضمر له في قلبه الحقد والبغض إلا رجل مصاب في دينه أو عقله- عافانا الله من ذلك – (مجلة صوت الأمة بنارس عدد شوال المكرم 1419ه)
في مثل هذه الظروف رأى الفقيد من الأمانة العلمية الصدع بالحق والذود عن الأبرياء ففند مزاعم القوم بحجج دامغة وبراهين ساطعة ويمكن للاطلاع علي ذلك الرجوع إلي مجلة صوت الأمة الشهرية الصادرة من الجامعة السلفية بنارس ومجلة محدث الشهرية الصادرة من المصدر نفسه وكذالك كتاب الفقيد في هذا الموضوع بالأردية باسم “تعريف بالسلفية وتصحيح المفاهيم المغلوطة حولها”.
وبجدر بالذكر أنه قام بالرد على هذه الافتراءات على طلب من إدارة البحوث الأ سلامية دفعاً الدعوة السلفية بالهند وكشفاً عن أباطيل والأكاذيب التي لفقها بعض المحسوبين على العلم.
خدمته للدعوة الاسلامية: الدعوه إلي الله من أهم مسؤوليات أهل العلم في كل زمان ومكان, والعلماء الربانيون يهتمون بها أيما اهتمام, وكان الفقيد – رحمه الله- من هؤلاء الربانيون, وكان عنايته بجانب الدعوة مثالاً يحتذى به، فخطب الجمعة ودروس المساجد، وعقد المخيمات التربوية لتوعية المسلمين وإلقاء المحاضرات ومشاركة الندوات والمؤتمرات وتقديم البحوث واقتراح الحلول للمشكلات الناجمة، وتقديم العون المادي والمعنوي للطلبة والمحتاجين والشفاعة لهم إلى من يهمهم الأمر ,ولاهتمام بالمدارس الإسلامية والمراكز الدعوية والمنظمات الاجتماعية والنصح لها وتشج القائمين بها كل ذلك من الأعمال التي كان يقوم بها الفقيد نسأل الله أن يتقبلها ويجعلها في ميزان حسناته.
ومن خضم المسائل الإدارية والتعليمية يقتطع الفقيد جزاءً من أوقاته الثمينة للأسفار المتعلقة بالدعوة والتربية والتعليم التي سبق ذكرها ,وقد تتوالي عليه دعوات من جهات متعددة فبآن واحد. فيحاول قدر جهده تلبية ما أمكن منها وقد قضى نحبه –رحمه الله –في احد هذه الإسفار الدعوية كما سيأتي ذكره.
ولم يكن اهتمامه بالجانب الدعوي مختصراً على داخل البلاد بل تجاوز إلي البلدان العربية والغربية, فقد قام برحلات عديدة إلى هذه الدول المشاركة الأحزاب والهموم التي تعيشها الشعوب الإسلامية هنا وهناك وإدلاء دلوه بهذا الخصوص.
من صفاته وأخلاقه:كان الفقيد- أنموذجاً حياً للعلماء الأتقياء, قد عرف برحابة الصدر ومحاسن الأخلاق ورحمته بالصغير وتوقيره للكبير ومعرفته بحق أهل العلم وإن اختلفوا معه , جمع بين العلم والفضل وحسن الخلق وكريم السجايا وسلامة الصدر وطيبة القلب ونقاء السريرة وصفاء النفس.
¥