تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكل من اهتدى بالمبينات اهتدى مشيئة للفعل (بقدرته وعلمه)، ويعني أنه علمً بـ شرع الله وعمل به من منطلق التصديق بالبينات و الإيمان بالآيات البينات سبب تمتد منه المشيئة وهي تطبيق الفعل إتباع الآيات المبينات أي الصراط المستقيم بالقدرة و الاستطاعة.

وكلَ ما ذكرَ في كتاب الله البينات قرن معها الإيمان وكل ما ذكر المبينات قرن معها الأعمال مثلاً قول الله تعالى (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذلك نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (يونس: 13) وكل رسول يأتي إلى قومه يأتي بآية بينة يثبت بها صدقه وصدق الرسالة.

(رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً) (الطلاق: 11) وكلمة التلاوة هي التطبيق الفعلي و ألقولي الممتد من السبب وهو الآيات البينات أي تلاها و بينها للناس تطبيقاً قولاً و فعلاً مستمداً ذلك من كتاب الله إلى العباد.

مثال: قول الله تعالى (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ... وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا) (الشمس: 1,2) أي جاء بعدها و استمد منها (الفعل) وهو النور المنبعث من القمر، وفي قول الله تعالى في سورة القصص (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) القصص: 3) بيّن الله تعالى نقلاً من بداية حياة موسى عليه السلام وكيف أوحى إلى أمه أن أرضعيه فإذا خفت عليه فالقيه في اليم و إلى أن بعثه رسولاً إلى فرعون و ملئه و إلى أن اغرق فرعون و ملئه ناقلاً ذلك نقلاً مفصلاً من علم الغيب عن جميع الأحداث فقال عن نفسه سبحانه وتعالى نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق ولم يقول نقص عليك.

وقال تعالى عن كتابه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِينا) ً (النساء: 174)

لماذا؟ لأن آياته بينات يعنى أنها دليل معجز ونفسها مبينات دالة على كيفية الفعل وما يترتب عليه،

واعلم إن: البرهان آية بينة مبينة، فكتاب الله برهان من حيث أن آياته بينات الدلالة على صدق الكتاب، و نفس الآيات مبينات للفعل والنتائج من حيث إتباع المنهج الصحيح الذي يوصل إلى رضاء الله والفوز بالجنة والنجاة من النار، وكذلك البرهان في قصة يوسف عليه السلام (رأى برهان ربه) كان آية بينة من حيث اختراق البصر للحواجز و تحديد مكان ربه العزيز، ونفسها مبينة الطريقة في الفعل والنتيجة من حيث تلاها أي جاء من بعدها واستمد منها الفعل استبقا الباب وما ترتب بعده من النجاة.

وتعريف البرهان:- كل أمر خارق يبين السبب الذي يترتب عليه الفعل ونتائجه يطلق عليه برهان, وهو آية بينة مبينة

وفي الحديث الشريف رواه مسلم (الصدقة برهان) وهذا من حيث تبيين منافعها الخارقة والعائدة على المتصدق وعلى سبيل المثال لا الحصر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقات) فـ كانت الصدقة آية بينة لما أودع فيه من قدرة مبينة للفعل وما يترتب عليه من نتائجه وهو شفاء المريض.

قول الله تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على هداية عمه فقال الله تعالى (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ) أي يهدي من شاء بنفسه هو الهداية فكتاب الله هداية دلالة على صدق الكتاب و الرسول المبلغ, وهداية الله في الأفعال معونة على كيفية الأفعال الصحيحة المؤدية إلى النتائج و لا يعود الضمير على الله في قوله (ولكن الله يهدي من يشاء).

(والقاعدة التي سنها الله في أسباب الخلق هي العبادة الاختيارية افعل أو لا تفعل وهذه إرادة الله)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير