تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وطالما أن الكاتب الذي نحن بصدد مناقشته مسلمًا؛ فإن مقتضى ذلك أن تكون مرجعيته العليا هي: "كتاب الله" و"سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-"، وأما إذا كان للكاتب رأي آخر فهذا أيضًا له مجال آخر، ولنجمل النقاط التي أثارها هذا الكاتب وأدلتها من الكتاب والسنة.

أولاً: الموقف من الكفار -ومنهم: اليهود والنصارى- يمكن تلخيص عناصره فيما يلي:

1 - لا يجوز حبهم ولا توليهم: قال الله -تعالى-: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) (المجادلة:22)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) (المائدة:51).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ) (رواه الطبراني وابن أبي شيبة، وصححه الألباني).

2 - يجب معاملة المسالمين منهم بالعدل والإحسان: قال الله -تعالى-: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)، ويدخل في ذلك جواز البيع والشراء، وجواز الإجارة معهم، ومنها: التطبب عند أطبائهم.

3 - هل جاء في الإسلام ما يدل على أن كل تعاملات الكافر مبناها على الخيانة؟

الأصل في الكافر أنه يخون المسلم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ كما قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران:118)، بيد أنه قد يوجد مِنَ الكفار مَنْ عنده أمانة لسبب أو لآخر، فلا بأس بمعاملته في شئون الدنيا؛ فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استأجر دليلاً كافرًا في الهجرة؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلاً مِنْ بَنِي الدِّيلِ هَادِيًا خِرِّيتًا وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلاثٍ" (رواه البخاري).

وقال -تعالى-: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا) (آل عمران:75).

4 - عند التعامل مع مثل هذا الكافر الأمين يكافأ على أمانته ويُشكر عليها، وتخصيص الشيخ الإخوة الأطباء المسلمين بالشكر أظن -والله أعلم- لأنهم يتابعونه متطوِّعين؛ فلزم شكرهم مصداقًا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ) (رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني).

وأما الأطباء الكفار فالشيخ كافأهم بأجرهم المادي (2)، أو شكرهم شكرًا بينه وبينهم على قَدر معروفهم دون أن يشكرهم على الملإ، وهو أمر لعل الشيخ قد خشي من أن يستخدمه أحد في "نقض قضية الولاء والبراء"، ولك أن تتخيل لو كان الشيخ قد شكر أطباءه من الكفار ماذا كان سيكتب لنا صاحبنا هذا؟ غالب الظن أنه سوف يقول: "الآن وبعد أن أسدوا إليك المعروف تمدحهم وتثني عليهم"، إلى غير ذلك ... !

ثانيًا: العلاج بالحجامة وبعسل النحل:

قد يتذرع بعض العالمانيين بالتشكيك في صحة الأحاديث التي لا تروق لهم كأحاديث التداوي بالحجامة، ولكن الغريب أن يطعن الكاتب على الاستشفاء بالعسل، وقد قال الله -تعالى- عنه في القرآن الكريم: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) (النحل:69).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير