تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قُلْتُ وتصديقًا لهذا أنه كان يكتب في مجلة الهدي النبوي التي كان يصدرها الشيخ محمد حامد الفقي مؤسس أنصار السنة المحمدية، وقد كان يكتب بها باب «شرح أحاديث الأحكام»

ثم حالت ظروف العمل عن الاستمرار في الكتابة في هذا الباب، فما كان من الشيخ محمد حامد الفقي إلا أن كتب في مجلة الهدي النبوي عام هـ «إن المجلة لتأسف أشد الأسف أن تحرم من قلم الأستاذ العلامة المحقق محمد محيي الدين المدرس في كلية اللغة العربية بالأزهر، والذي كان قد تعهد بكتابة هذا الباب من المجلة، ولكن كثرة أعمال الأستاذ في الكلية، وفي غير الكلية، من نشر الكتب، وخدمة العلم عاقت الأستاذ عن المثابرة والمواظبة، حى كادت المجلة تضطر إلى الخروج عاطلة عن دور الأستاذ في هذا الباب»

وقد تعددت مواهب الشيخ ومناصبه، ولكنه كان أبي النفس، عزوفًا، فقد ذكر الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد نجا في حفل مجمع اللغة العربية؛ أنه قد طلب من الشيخ محمد محيي الدين أن يقابل مسئولاً معينًا من أجل أن يتولى منصبًا، فقال «إن المنصب إذا كانت الدولة تعترف أني أهل له فلتسنده إليَّ، وإن لم تكن معترفة بي فلا حاجة لي إلى مقابلة أي مسئول»

رشح أكثر من مرة لتولي مشيخة الأزهر، وكان هناك إجماع على أحقيته للمنصب

كما رشح لتولي رئاسة جامعات عربية وإسلامية، ولكن ظروفه الصحية حالت دون ذلك

يقول الدكتور البيومي في كتابه «النهضة الإسلامية في سير أعلامها» بعد أن عدد كتب الشيخ محيي الدين «فماذا عسى أن يقول المنصف في مجمع كامل قام به فرد واحد فأي زمن اتسع؟ وأي نوم سلب؟ وأي راحة قضى عليها حتى وقع الرجل على صرحه العلمي الشامخ ليقول للناس هاؤم اقرؤا كتابيه، وقد قرأ الناس فوجدوا الخير الهاطل، والنفع الجزيل»

قُلْتُ إن الكلمة في زمن غيرها في زمن آخر، والفعل في مكان غيره في مكان آخر، فمن ذلك أن الشيخ محمد محيي الدين شيخ المحققين قام بتحقيق كتب لابن تيمية وابن القيم، رحمهما الله، في وقت كان الاقتراب من كتبهم يحتاج إلى شجاعة نادرة، وعلم غزير، ويجر وراءه من الأذى الشيء الكثير الذي لا يشعر به ولا يقدره إلا من كابده في الزمن الماضي، حيث كان القول السائد بين أهل الضلال «ابن تيمية الضال المضل، وحامد الفقي الجاحد الشقي»

ومع ذلك فلم يمنعه شيء من صداقة الشيخ حامد الفقي رحمه الله، بل والسير في جنازته يوم وفاته من عابدين إلى حيث دُفن في صحبة جمع كبير من رجال الأزهر وأهل العلم والفضل آنذاك

إنتاجه العلمي

فوق كونه كتب في الأعداد الأخيرة من مجلة مجمع اللغة العربية بمصر صفحات مشرقة، إليك طرفًا من إنتاجه حسب ما يسمح المجال

شروحه شرحه للمقدمة الآجرومية، كتاب تنقيح الأزهرية

شرحه على قطر الندى لابن هشام، شرحه على شرح شذور الذهب لابن هشام

شرحه على شرح ابن عقيل، شرحه على أوضح المسالك لابن هشام أجزاء

شرحه على المفصل للزمخشري، شرحه على كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري، وشرحه على متن التخليص في البلاغة

تحقيقاته

أدب الكاتب لابن قتيبة، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، شرح ديوان الحماسة، نهج البلاغة للشريف الرضي، الموازنة بين أبي تمام والبحتري، شرح المعلقات السبع، أبو الطيب المتنبي ما له وما عليه، شرح ديوان أبي تمام، وفيات الأعيان لابن خلكان، تاريخ الخلفاء للسيوطي، مروج الذهب للمسعودي، سيرة النبي لابن هشام، سنن أبي داود، الترغيب والترهيب للمنذري، شرح ألفية السيوطي في مصطلح الحديث، الموافقات للسيوطي، المسودة في أصول الفقه لابن تيمية، موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لابن تيمية، الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية، إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم، الداء والدواء لابن القيم، مقالات الإسلاميين للأشعري، الفرق بين الفرق للبغدادي، رسالة التوحيد لمحمد عبده

وله مؤلفات ودراسات أدبية ولغوية وإسلامية، منها على سبيل المثال لا الحصر

دروس التصريف، وهو مرجع للأساتذة والطلبة في كليات اللغة العربية ودار العلوم والآداب

أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية

المعاملات الشرعية أصول الفقه

الأحوال الشخصية

وهي كتب كانت تدرس في جامعات الأزهر وكليات الحقوق وفي مدرسة الحقوق العليا في الخرطوم.

وفاته:

ظل الشيخ محمد محيي الدين منكبًا على عمله في تحقيق كتب التراث لا يعوقه مرض أو مسئوليات منصب، أو عضوية المجامع عن مواصلة طريقه حتى لقي الله في (25 من ذي القعدة 1392هـ= 30 من ديسمبر 1972م)

وفي الختام لقد كان الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد جمع العلماء في شخص واحد، فهو نحوي، وفقيه، ومحدث، ومتكلم، ودليل ذلك تنوع مصنفاته وكثرة تآليفه

فجزاه الله خيرًا، ورحمه بواسع رحمته

ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:16 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:02 ص]ـ

عجيبة تشييع جنازة عالم وجنازة فنان في يومٍ واحدٍ!!! ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=847052)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير