تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[العلامة الشيخ المحدث عبد العزيز الزهراني]

ـ[العوضي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 10:49 ص]ـ

لن أستطيع وصف مشاعري بعد الشرف الذي شرفني به العلامة المحدث فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الكناني الزهراني متعه الباري بالصحة والعافية، بعد أن منحني مساحة من وقته لأسجل للأجيال القادمة في إعلان بصوت مسموع يذكره التاريخ أنني اعرفه، واحتفيت به حباً وتقديراً لشخصه وعلمه ومكانته الرفيعة بين العلماء ولمواقفه من قضايا منطقتنا في حراكها الأدبي والثقافي والإداري والاجتماعي، ولسجله الوظيفي ناصع البياض، ولأمانته وصدقه ووفائه، كيف لا والتواضع إزاراً له، والزهد في الأضواء رداءً لذاته، ثم تلبس بالفضيلة منذ نعومة أظفاره هكذا هو الشيخ الوقور، عاش ولا يزال – متعه الله بالصحة والعافية - بهذه الصفات بين الناس في عز العلماء، وسمو العظماء، الموطئين أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون، تضمخ بعبق الحرم المكي الشريف، وتشرف به، إذ تتلمذ في رحابه، ونهل من علم علمائه، مكث بين جنباته سنين ليست بالقليلة، مقتعداً مقاعد طلبة العلم، فشرب من مائه المعين الذي لاينضب، وكان له وسام شرف يعتز به كعالم بارع ومحدث وباحث فطن، يجل بوقاره المعهود ويدثر بفيض علمه الغزير الممزوج بعناصر التذوق وعمق الكلمة كل من حوله أو اقترب منه .. محدث بارع، وفقيه متألق.

أول عمل كان فيه بعد أن غادر مسقط رأسه قرية بني عمار في محافظة المندق شرطة العاصمة المقدسة، ومنها اتجه للعمل في أمانة العاصمة المقدسة، واتخذ من بيت الله الحرام مكان للصلاة وحضور حلقات أهل العلم، فقد واظب على مجالس وحلقات العديد من العلماء كالشيخ المحدث أبي محمد عبدالحق الهاشمي، والشيخ السلفي الفقيه سليمان بن عبدالرحمن الحمدان، والشيخ العلامة محمد بن عبدالله الصومالي، والشيخ المحدث حسن مشاط، والعالم النبيل حماد الأنصاري، والشيخ السلفي عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي، والشيخ الفقيه المؤرخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن البسام، والشيخ المحدث السلفي يحي بن عثمان العظيم آبادي وغيرهم، وغيرهم الكثير من أهل العلم.

ومع طلبه للعلم في بيت الله الحرام أثناء عمله بأمانة العاصمة المقدسة يختاره أمينها الأستاذ عبد الله عريف رحمه الله رئيس لبلدية منى.

وفيها أستطيع القول أن منهجية تطوير منى كانت بداية إنطلاقتها من اليوم الذي باشر فيه العلامة الشيخ عبد العزيز الزهراني رئيساً لها بالتنسيق مع أمين العاصمة المقدسة، فشرع في منع التعديات حيث كانت منى ماهولة بالسكان في بعض منها، وواجه أصحاب النفوس الضعيفة فخافه العاملون والمتعاملون مع البلدية، ثم شرع في تنظيم منى بتعبيد الطرق وتخصيص طريق للمشاة من عرفات مرورا بمزدلفة الى منى ثم الى البيت الحرام، وإنشاء حنفيات ماء لسقاية الحجاج في طريق المشاة وكذلك دورات مياه للرجال وغير بعيد منها للنساء، وهو أول من طالب بموقع لذبح الهدي في منى وأول من منع الذبح في مخيمات الحجاج، وأول من منع دخول الأنعام إلى منى في أيام التشريق إلا في مكان المخصص لها بجوار مكان الذبح وقبل يوم العيد، وأول من وضع نظام لمراقبة تطبيق ذلك، واستحدث وظائف موسمية أخذت من الطرقات والشعاب المؤدية إلى منى مراكز لها لمنع دخول الأنعام والذبح في الخيام، أي أن الرجل كان أساس تنظيم منى الذي نشهده حالياً.

ثم ترك عمله في بلدية منى، واتجه للأعمال الحرة، إلا أنه لاحقاً آثر العلم على التجارة، ومنها كانت محطته التي منها انطلق للبحث والتأليف عندما عاد إلى مسقط رأسه قرية بني عمار متفرغا لرسالته الدينية العلمية التي كأنه لم يُخلق إلا لها، وكان يمارس معها إصلاح ذات البين في مجتمعه وعمارة المساجد والوعظ والإرشاد واسهم في مناشط عدة منها النادي الأدبي في منطقة الباحة، وجمعية البر في محافظة المندق، وكذلك في المجلس البلدي في محافظة المندق بعد أن طالبه الأهالي بان يشترك في الترشيح فاختير من غير إقامة صالة دعاية أو توزيع مطبوعة لاختياره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير