كان الشيخ - رحمه الله - ذا علمٍ ومعرفة بالتفسير والتوحيد، والفِرَق والنِّحَل، والفقه والحديث، والنحو والبلاغة والأدب، واسِع الاطلاع والقِراءة، لا يخلو كتابٌ من كتبه من تعليقٍ له عليه، بالتصحيح أو التأييد أو التعقُّب، وفي غلافِ كلِّ كتاب غالبًا مختصرٌ للمسائل والفوائد، سهَّل عليه الرجوع إليها عند الحاجة لها.
قال الشيخ صالح بن محمد اللحيدان - رئيس المجلس الأعلى للقَضاء، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية -: "وهو يُعتَبَر من العُلَماء النادرين ... فهو بحقٍّ من خِيار العُلَماء، وهو بحقٍّ من خِيارهم أيضًا سمتًا وأدبًا، ومن خِيارهم غيرةً على عقيدة التوحيد، واهتِمامًا بها، وكان على قدرٍ كبير من معرفة الحديث ورجاله، والفقه والعقيدة".
وقال الشيخ زكريا بن عبدالله بيلا فيه: "وإنِّي قد تعرَّفت به في المدرسة الصولتيَّة، فعرفت فيه الأخلاق الفاضلة، والصِّفات الحميدة العالِيَة، صاحب همَّة وثَبات، وقوَّة علميَّة وعارضة وثبات، يَعكُف على المطالعة والمراجعة، والبحث بلا ملل يَعتَرِيه، ولا كسلٍ يَستَحوِذ عليه".
وقال تلميذه الشيخ صالح بن غانم السدلان - الأستاذ بالدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض -: "والشيخ إسماعيل - رحمه الله - صاحب تحقيق، وذو عقيدةٍ سليمة، ومنهج قيِّم، ولديه تمكُّن في علْم الجرح والتعديل وعلم الحديث - رحمه الله رحمة واسعة".
وقال الدكتور محمد بن محمد بن الأمين الأنصاري فيه: "عَلَمٌ في الفقه الإسلامي، وجِهبِذٌ في السنَّة وعلومها، وناقد أصولي لغوي بارز، عرف البحث العلمي والدِّفاع عن العقيدة والسنَّة".
وقال الشيخ صالح اللحيدان في سعَة اطِّلاعه: "وكان الشيخ إسماعيل - رحمه الله - واسِعَ الاطِّلاع، نقيَّ السَّريرة، من النوادر في الاهتِداء إلى مَواطِن البحث العلمي وأماكن المسائل، فكانت له طريقته الفذَّة - رحمه الله".
ثم قال الشيخ صالح اللحيدان: "وهو من النوادر في معرفة أماكن البحث في عددٍ من الكتب، إذا أراد إعدادَ بحثٍ معيَّن، سرعان ما يحدِّد أماكن أُصُوله".
ثناء أهل العلم عليه:
وقد أثنى عليه - رحمه الله - جمعٌ من أهل العلم، فمنهم:
• سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي الديار السعودية سابقًا - رحمه الله.
• سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، مفتي المملكة العربية السعودية سابقًا - رحمه الله.
• الشيخ صالح بن محمد اللحيدان.
• الشيخ عبدالرزاق عفيفي.
• الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل.
• الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان.
• الشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي.
• الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع.
• الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
• الشيخ صالح بن غانم السدلان.
• وقال الشيخ عبيدالله الرحماني في أوَّل إجازته له: "الكاتب الخبير، الناقد البصير، المحقِّق الجليل، صاحب التآليف الممتِعة، والمقالات الرنانة، فضيلة الشيخ العلامة إسماعيل بن محمد الأنصاري الخزرجي السلفي، المدرِّس بالمدرسة الصولتيَّة والمسجد الحرام، ثم بمعهد إمام الدعوة في الرياض سابِقًا، ومحضر البحوث والإرشادات في دار الإفتاء بالرياض الآن، حفِظَه الله ورعاه، وأبقاه ذخرًا للإسلام والمسلمين".
ووصَفَه آخرون بالعلاَّمة أو المحدِّث أو بهما جميعًا، منهم:
• الشيخ عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري.
• الشيخ أبو بكر بن محمد أحمد التمكتي، المدرِّس بالمسجد النبوي.
• الشيخ المنتصر بالله الكتاني.
• الشيخ ياسين الفاداني، وغيرهم.
وغيرهم
عبادته وشمائله:
كان الشيخ - رحمه الله - ذا عبادةٍ وتُقى ووَرَع وحبٍّ للخير، مُكثِرًا من الأعمال الصالحة، كريمًا مُتَواضعًا، ليِّن الجانب، حسن السَّمت، لا يضحك إلا تبسُّمًا، حَيِيًّا، سَخِيًّا، قليل الكلام، يُحادِث جليسه في العلم فيمتعه، ولا يبخَل عليه بشيءٍ من العلم، ولا يردُّ سائِلاً ما استَطاع، يُعِير كتابه لِمَن أراد استعارَتَه، وكم كتابٍ فقَدَه الشيخُ بسبب ذلك، ولم يمنعه ذلك من الإعارة!
¥