تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهؤلاء الذين يستحبون الحياة الدنيا هم من يتسببون في هذه الظلمات (الفتن والفساد والفواحش) لأنهم يريدون من ذلك أن يصدوا عن سبيل الله .. وطريقتهم التي يتبعونها أو يبغونها عوجا .. وهم في ضلال بعيد .. في عملهم وفي إضلالهم وصدهم الناس عن سبيل الله ..

وسوف أتجاوز تفسير بقية السورة إختصاراً للوقت على الرغم من أهميتها .. وأدخل فيما أريد قوله وتوضيحه ..

جاء في نهاية السورة آيات مترابطة ذات معنى عظيم .. تبدأ من الآية 42 إلي نهاية السورة .. وهي هنا ما أقول إنه إعجاز قرآني يحدد من الذين يتسببون في الفتنة ونشر الفساد والفواحش بين المسلمين وكيف يتم ذلك .. ؟

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ** مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ** وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ ** وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ** وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ .... إلي آخر السورة)

هذه العملية (عملية الصد والإضلال والسكن) أو بداية الدخول جائت نتيجة مكر وكيد وسط غفلة من الناس أجمعين .. ولكن الله عز وجل لم يكن غافل عما يعمل الظالمون ..

وهذه الآيات فيها إنذار لقوم بعينهم .. أن يؤمنوا ويتوبوا عن إجرامهم ومكرهم .. قبل أن يأتيهم العذاب .. فماذا فعل هؤلاء القوم ليستحقوا هذا العذاب .. هل أنهم مكذبين لدعوة الله وغير متبعين للرسل .. هل هذا فقط .. ؟ ... لا .. بل أقسموا من قبل ما لهم من زوال أو فناء أو أن هناك من يراقبهم وليس بغافل عنهم .. وقرروا صد المؤمنين عن سبيل الله عن طريق إضلالهم ...... ونشر الفتن والفساد بينهم.

فكيف تتم عملية الإضلال و الصد عن سبيل الله ... هذا في تفسيرنا لقوله سبحانه وتعالى .. (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم) ظلموا أنفسهم فقط بإرتكاب الذنوب والبعد عن دينهم .. ولكنهم لم يظلموا غيرهم ولم يسعوا في الصد عن سبيل الله وإضلال الناس .. مثل هؤلاء الظالمين ..

فهؤلاء القوم لا بد أن يكونوا سحرة وشياطين من شياطين الإنس والجن معاً يشكلون فريقاً موحداً .. وأغراب .. دخلوا إلينا (في الجزيرة العربية) في غفلة منا .. وهذه الغفلة .. كما تصورها هذه الآية (ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها) .. ثم سكنوا الأرض والبيوت والأنفس ..

ويصبح تفسير الآية .. (وسكنتم (إيها الإنس والجن الظالمين) في مساكن (بيوت وأرض وأنفس) الذين ظلموا أنفسهم .. ) وفي خلال سكن الشيطان في جسد الإنسان تتم عملية برمجة عقله وغسل دماغه .. وذلك بإستخدام طريقة نفسية تسمى (نظرية التكرار) وهي تعتمد على الإلقاء الشيطاني في عقل الإنسان ..

{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} الحج53

((هناك عالم نفس كندي اسمه (إيون كاميرون) هو أول من اكتشف في الستينيات دور (التكرار) في بناء الشخصية والتصرفات العفوية .. فخلال بحثه عن طريقة لعلاج انفصام الشخصية اكتشف أن تكرار جملاً وأوامر واضحة (من خلال تسجيل يوضع على الرأس) كفيل بغسل دماغ الإنسان وتوجيهه نحو فعل معين .. )) ......

((كما اكتشف أن إلقاء أوامر واضحة (في عقل الإنسان الباطن) يكفل تنفيذها لا حقاً حين تتوفر الظروف المواتية))

وهذا العمل يقوم بالإلقاء بالنيابة عن جهاز التسجيل الجامد .. شيطان له عقل يفكر به وساحر من خلفه يوجهه ويصحح له .. في سبيل نجاح عملية غسل دماغ هذا الشخص وذاك وبرمجة عقولهم نحو الفتن والفواحش .. وتسمى هذه العملية (البرمجة الذاتية الدائمة الإستمرارية) وتعرف بسحر التجسس والتصنت أيضاً ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير