وقال ابن الأنباري والعامة تخطئ فتظن أن (الزَّوْجَ) اثنان وليس ذلك من مذهب العرب إذ كانوا لا يتكلمون (بالزَّوْجِ) موحدا في مثل قولهم (زَوْجُ) حمام وإنما يقولون (زَوْجَانِ) من حمام و (زَوْجَانِ) من خفاف ولا يقولون للواحد من الطير (زَوْجٌ) بل للذكر فرد وللأنثى فردة وقال السجستاني أيضا لا يقال للاثنين (زَوْجٌ) لا من الطير ولا من غيره فإن ذلك من كلام الجهال ولكن كل اثنين (زَوْجَانِ) واستدلّ بعضهم لهذا بقوله تعالى (خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى) وأما تسميتهم الواحد (بِالزَّوْجِ) فمشروط بأن يكون معه آخر من جنسه
و (الزَّوْجُ) عند الحساب خلاف الفرد وهو ما ينقسم بمتساويين
و الرجل (زَوْجُ) المرأة وهي (زَوْجُهُ) أيضا هذه هي اللغة العالية وبها جاء القرآن نحو (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ) والجمع فيهما (أَزْوَاجٌ) قاله أبو حاتم وأهل نجد يقولون في المرأة (زَوْجَةٌ) بالهاء وأهل الحرم يتكلمون بها وعكس ابن السكيت فقال وأهل الحجاز يقولون للمرأة (زَوْجٌ) بغير هاء وسائر العرب (زَوْجَةٌ) بالهاء وجمعها (زَوْجَاتٌ) والفقهاء يقتصرون في الاستعمال عليها للإيضاح وخوف لبس الذكر بالأنثى إذ لو قيل تركة فيها (زَوْجٌ) وابن لم يعلم أذكر هو أم أنثى
و (زَوْجُ) بريرة اسمه (مُغِيثٌ) و (زَوَّجْتُ) فلانا امرأة يتعدى بنفسه إلى اثنين (فَتَزَوَّجَهَا) لأنه بمعنى أنكحته امرأة فنكحها قال الأخفش ويجوز زيادة الباء فيقال (زَوَّجْتُهُ) بامرأة (فَتَزَوَّجَ) بها وقد نقلوا أن أزد شنوءة تعديه بالباء و (تَزَوَّجَ) في بني فلان وبينهما حق الزوجية
و (الزَّوَاجُ) أيضا بالفتح يجعل اسما من (زَوَّجَ) مثل سلم سلاما وكلم كلاما ويجوز الكسر ذهابا إلى أنه من باب المفاعلة لأنه لا يكون إلا من اثنين وقول الفقهاء (زَوَّجْتُهُ) منها لا وجه له إلا على قول من يرى زيادتها في الواجب أو يجعل الأصل (زَوَّجْتُهُ) بها ثم أقيم حرف مقام حرف على مذهب من يرى ذلك وفي نسخة من التهذيب (زَوَّجْتُ) المرأة الرجل ولا يقال (زَوَّجْتُهَا) منه ...
وجاء في تاج العروس من جواهر القاموس - (6/ 20) - (6/ 21) - (6/ 22)
زوج:
(الزَّوْجُ) للمرأَةِ: (البَعْلُ. و) للرَّجل: (الزَّوْجَةُ)، بالهاءِ، وفي (المحكم) الرَّجُلُ زَوْجُ المرأَةِ، وهي زَوْجُه وزَوْجَتُه. وأَبَاها الأَصْمَعِيُّ بالهاءِ. وزعم الكِسائيُّ عن القاسم بن مَعْنٍ أَنه سَمِعَ من أَزْدِشَنُوءَةَ بغيرِ هَاءٍ (والكلامُ بالهاءِ) أَلاَ ترى أَنّ القرآن جاءَ بالتذكير: {6. 001 اسكن اءَنت وزوجك الجنة} (البقرة: 35) هذا كلّه قولُ اللِّحْيَانيّ. قال بعض النّحويّين: أَمّا الزَّوْجُ فأَهْلُ الحِجَازِ يَضَعونه للمذكّر والمؤنّث وَضْعاً واحداً، تقول المرأَةُ هاذا -زَوْجي، ويقول الرجل: هاذه زَوْجي. قال تعالى: [وإن أردتم اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ] (النساء: 20) أَي امرأَةٍ مكان امرأَةٍ، وفي (المِصْباح): الرَّجل: زَوْجُ المرأَةِ، وهي زَوْجُه أَيضاً. هاذه هي اللُّغَةُ العالية، وجاء بها القرآن. . . والجمع منهما أَزواج. قال أَبو حاتم: وأَهل نَجْد يقولون في المرأَة: زَوْجةٌ، بالهاءِ، وأَهلُ الحَرَمِ يتكلّمون بها. وعَكَسَ ابنُ السِّكِّيت فقال: وأَهلُ الحجاز يقولون للمرأَة: زَوْجٌ، بغير هاءٍ، وسائرُ العرب زوجةٌ بالهاءِ، وجمعها زَوْجَاتٌ. والفقهاءُ يقتصرون في الاستعمال عليها للإِيضاح وخَوْف لَبْسِ الذَّكَرِ بالأُنثى، إِذ لو قيل: فَرِيضة فيها زَوْجٌ وابنٌ، لم يُعْلَم أَذكرٌ أَم أُنْثى، اته.
وقال الجَوْهَرِيّ: ويقال أَيضاً: هي زَوجَتُه، واحْتَجَّ بقول الفَرَزْدَقِ:
وإِنّ الْذي يَسْعَى يُحَرِّشُ -زَوْجَتي ****** كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُهَا
(و) الزَّوْج: (خلاف الفَرْدِ). يقال زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، كما يقال: شَفْعٌ أَو وِتْر.
(و) الزَّوْجُ: النَّمَطُ. وقيل: الدِّيباجُ. قال لَبيد:
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ ***** زَوْجٌ عليهِ كِلَّةٌ وقِرَامُها
¥