- تلقى الشيخ علمه في المراحل الدراسية ببلدته (شيلخان) وذلك بعد أن حفظ القرآن الكريم، وفي أثناء دراسته للعلوم الشرعية كان يتلقى عن والده الشيخ / عبد العزيز الشيلخاني – رحمه الله – علوم الفقه والأصول واللغة والمنطق وقد كان يمدح شيخنا - رحمه الله – والده كثيراً ويثني عليه في علمه ويطلب منا الدعاء له ويذكر لنا أنه كان ينصحه بدراسة الكتب القديمة في الأصول وغيرها، وأن والده كان له تعليقات وحواشي على كتب الفقه والأصول واللغة وهكذا مدحه غير واحد ممن كان معنا من أهل بلدة الشيخ – رحمه الله.
وبعد أن أتم الدراسة النظامية جاء إلى "الأزهر" قبلة العلم والعلماء ومنارة الدين في أرض الله تعالى، فحصل من الأزهر على الدراسات العليا ثم الماجيستير ثم الدكتوراه.
شيوخه من الأزهر ورأي الشيخ في الأزهر:-
كان شيخنا يمدح الأزهر كثيرا، ويثني على علمائه، ويثني على شعب مصر ثناءاً حسناً، بل قال لي مرة: "أريد شراء قطعة أرض بمصر وبناء بيت عليها لأعيش في مصر بقية عمري وفاءاً بحقها ورضاً بأخلاق أهلها"، وكان يمزح ويقول: "بس الأرض هاتبقى بإسمك يا علي، وبعدين أخاف تقولي مالكش حاجة" [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn4).
- ولم يمدح شيخي أمامي ولا أمام طُلابه غير شيخ واحد وهو الشيخ العلامة الأُصولي الفقيه اللغوي / مصطفى عبد الخالق [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn5) ، وكان من كلامه عنه: "أنه كان لا يمسك ورقة ولا يُحْضر كتاب بل كان يُحَاضر من حفظه، قال: وكنتُ أكتب خَلْفَه حتى اجتمع لي عددٌ كبير من الأوراق يليق بأن يكون كتاباً – قال: فقلت له: يا شيخنا نريد طباعة هذه الأوراق فقال: ليس لها قيمة، فقلت له أطبعها بإسمي؟ قال: اطبعها،، فالعلم علم المصطفى، والكتاب باسم عمر، وهكذا غاية الإخلاص والتجرد لله تعالى ".
وقال لي مرة: "يا عليّ كان شيخي مصطفى مجتهداً، فنظرتُ إليه! نظرَ المتعجب! لأني أعلمُ تشدد شيخي في شروط المجتهد، فقال لي بصوت ذي نبرة عالية، يا علي كان مجتهداً بالمعنى الإصطلاحي، وأنا أعي ما أقول".
وإن كان الشيخ لم يمدح لنا أحداً باسمه غير الشيخ مصطفى إلا أنه كان يذكر كثيراً أنه تتلمذ في مصر على يد مجموعة كبيرة من أهل العلم الذين لا يُشهد غُبارهم، ولم يجد الزمان بمثلهم، على حد تعبير شيخنا – رحمه الله.
علم الشيخ:-
كان الشيخ من علماء الأصول الأفذاذ الذين قل أن نجد مثلهم في جودة الفهم وحسن التعبير والمهارة في التعليم، فقد جلست بين يدي كثير من أساتذة الأصول فلم أفهم من أحد ذلك الفهم مثل ما فهمت من شيخنا – رحمه الله – فقد كان يُفَصِّل المسائل ويَفْضِل بينها، في حين تجد الكثير ممن يتصدون للتعليم تختلط في ذهنك المسائل إذا استمعت إلى شرحهم، وتلتبس عليك الأمور، وهذا يعني أن الشيخ – رحمه الله عانى في طلب العلم وعرف غوامضه وما يُشكِل على طلابه.
وقد أثنى على شيخنا جميعٌ من رآه واستمع إليه وعايشه في حياته، ومنهم:
-الأستاذ الدكتور / علي محيى الدين القُرة داغي (شيخي وأستاذي) فقد ألقى شيخنا – رحمه الله – محاضرة في الجامعة القطرية يحضرها أساتذة الفقه والأصول والحديث والعقيدة وغيرها، وكان عنوانها "سد الذرائع" فقال في تقديمه له: فارس ميدان علم الأصول.
-الأستاذ الدكتور / محمد الدسوقي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بقطر وكلية دار العلوم بمصر، وكان مما قال عقب هذه المحاضرة "الشيخ يتكلم في الأصول بلغة القدماء، وهذه لغة صعبة، الشيخ كانه يخاطب التفتازاني أو ابن النجار أو الغزالي.
-الأستاذ الدكتور / أكرم ضياء العُمَري، وقد كان ممن حضر هذه المحاضرة، وأثنى على شيخنا كثيراً ودعا له بخير.
-الأستاذ الدكتور /سُعود الشُريم، فقد زار قطر وسأل عن الشيخ وقال كنت أتمنى أن يكون مشرفاً على رسالتي.
-الشيخ / محمد إسماعيل المقدَّم، وقد كان يوصي بالشيخ وملازمته وممن أخبرني بذلك صهر الشيخ المقدَّم الشيخ / محمد القفاش – حفظه الله.
¥