تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن تواضعه – رحمه الله - أنه كان يقبل الهدية ولو كانت ممن هو أدنى منه مثلي ويطمئن على طلابه، فقد كان يتصل بي من حين لآخر، ويقول: أين أنت؟ أنا قلقت عليك، وهذا مما إذا فعله الشيخ مع تلميذه يظن بعض الأغرار أنه شيء أو أمر يحتاج الشيخ إليه ولا يستغني عنه، - ولا حول ولا قوة إلا بالله – ولا يدر أنه كمال أدب الشيوخ الذين هم آباء طلابهم.

آبَاءُ أَجْسَادِنَا هُمْ سَبَبٌ ... لَأَنْ جُعِلْنَا عَرَائِضَ التَّلَفِ

مَنْ عَلَّمَ النَّاسَ كَانَ خَيْرَ أَبٍ ... ذَاكَ أَبُو الرُّوحِ لَا أَبُو النُّطَفِ [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn7)

كرمه:-

كان الشيخ كريماً في بيته وخارج بيته، حريصاً على الوفاء بحقوق المسلمين فيعود المريض ويصحب له معه هدية، وقد حصل هذا معي منه مراراً وإذا دخلت بيته تجد أسلوباً عجيباً في الضيافة ما بين طعام وشراب وحسن لقاء ونحو ذلك.

سخاء نفسه:-

كان شيخنا – رحمه الله – سخي النفس لا يحمل في قلبه ضغينة لأحد، شديد التسامح مع من أخطأ في حقه، محباً لأهل العلم غير حاقد عليهم ولا ناقماً، بل كان يحب لقاء الدعاة البسطاء ويستفيد منهم وكثيراً ما سمعته يمدح الدعاة المشهورين بالوعظ والإرشاد، مع أنهم بالنسبة له في العلم لا يبلغون قلامة ظفر وهم أعلم بذلك، ولطالما دعاهم إلى بيته وقبل زيارتهم إذا طلبوها، ومثل هذه النفس قلما تجتمع في قلب عبد مع ما هو فيه من المكانة العلمية.

ضبطه نفسه عند الغضب:

كان شيخنا - رحمه الله – لا يغضب غضباً يخرجه عن طوره أو يدفعه إلى نسيان الخلق الكريم الذي يجب أن يكون عليه المسلم بل كان دائماً بَاسم الثغر، حُلو المنطق، لا يقول هجراً، ولا يسفه ولا يجهل ولا يجرح بل كان ينهى عن ذلك، وقد ذكرتُ أمامه مرة بعض الطلاب فتجاوزت حدي فنهاني وأدبني – فجزاه الله عني خيرا – مع أنه لم يُسيء إليَّ وإنما قال لي: أنا أعلم حسن نيتك وحبك للخير، وأنك لا ترجو بما قلت إلا وجه الله، ولكن رفقاً بطلاب العلم وكل واحد منا لا يخلو من شيء يشينه، ولكن الله تعالى ستير يحب الستر.

خاتمة:-

أشهد الله يا شيخي أني أحببتك في الله، ولن يتوقف لساني عن الدعاء لك والوفاء بعهدك الذي فارقتنا عليه.

ويا أيها الطالبون للعلم هذا هو العلم يقبض أمامنا بقبض العلماء، فهل من مشمر لحمل الراية وسد الثغر والقيام بالحق، فالزموا طريق الحق ولا تلتفتوا فإن من أكثر الإلتفات فاته من الخير الكثير، رحم الله شيخنا وجعله في عليين وألحقنا به غير خزايا ولا مبدلين ولا مفتونين، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وألق على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وجيراناً خيراً من جيرانه وولداً خيراً من ولده، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النيران آمين آمين آمين.

وهذا آخر ما سال به القلم في رثاء شيخي وأستاذي فضيلة الدكتور /

عمر بن عبد العزيز الشيلخلاني – رحمه الله -.

وكتبه الفقير الحقير / علي بن محمد ونيس

الروضة الشريفة – المدينة المنورة

فجر يوم الإثنين الموافق 2 أغسطس 2010 م

21 شعبان 1431 هـ

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref1){ المنظومة الميمية للحكمي}

[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref2) سنن الدارمي رقم (333)

[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref3){ المنظومة الميمية للحكمي}

[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref4)( هكذا باللهجة العامية المصرية)

[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref5) وهو أخو العلامة الشيخ عبد الغني عبد الخالق – رحم الله الجميع -

[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref6) وأنا أطالب الأخ خالد بأن يعطينا نسخة من هذه الأشرطة لنقوم بخدمتها والإستفادة منها

[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref7) أدب الدنيا للماوردي ص 79

ـ[خالد مسلم]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:23 م]ـ

اين نجد الشرح للكوكب المنير؟؟؟؟؟؟؟؟ ظ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير