[أستاذ الأساتذه عبدالعزيز الأعظمي العمري]
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 01:43 ص]ـ
محمد زياد التكلة
توفي العلامة المحدِّث أستاذ الأساتذة: عبدالعزيز الأعظمي العمري (نسبة لجامعة السلام في عمر آباد) رحمه الله تعالى ليلة الخميس 1/ 6/1426 عن ست وثمانين سنة.
ونظراً لكونه مفتي أهل الحديث في الهند، وأداءً لبعض واجبه على أبنائه أهل الحديث رأيتُ المساهمة في ترجمته، تغمده الله برحمته.
وهذه الترجمة أشبه بالخواطر، وهي غير مستوفية ولا مرتبة كما ينبغي، نظراً لبُعد الديار وقلة المراجع، ولكن ما لا يُدرك كله لا يترك قله، ومن كانت عنده إفادة فلا يحرمنا منها
لقائي به رحمه الله:
أول ما لقيت فضيلة العلامة المفتي عبدالعزيز الأعظمي في مدخل الجامعة العالية العربية في مدينة مئو (هكذا يكتبون رسمها في الهند، ونُطقها مَوُو)، حيث دخلتها ضحى الثلاثاء 9/ 4/1426 برفقة الشيخ الدكتور مقتدى حسن الأزهري حفظه الله، وكان في استقبالنا أجل مشايخ المدينة، وهم الشيخ محمد الأعظمي، والشيخ عبدالحكيم مجاز الأعظمي، والشيخ عبدالعزيز الأعظمي رحمه الله، -وهذا من بالغ إكرامهم، وإلا فمَن أنا ليستقبلني مثلهم؟ - فكان الأولان صحتهما طيبة ولله الحمد، أما الشيخ عبدالعزيز فالكبر والضعف باد عليه، وإضافة لعكازه فقد كان معه من يساعده على المشي، وكان انطباعي الأول لدى رؤيته هو إجلال هذا الشيخ الكبير الذي يشع النور من وجهه ولحيته البيضاء، مع ابتسامة لا تكاد تفارقه، واستحييتُ أن يكون هذا الشيخ الجليل مع رفيقيه في استقبال مَن هو في سن أولادهم أو أحفادهم! فقبَّلتُ رأسه من بين المشايخ المستقبِلين، ولم أفعل ذلك في الهند إلا معه ومع شيخنا عبدالقيوم الرحماني لجلالة قدرهما مع علو سنهما.
ثم أدخلونا غرفة المدرسين حيث قدموا لنا الماء وحبوب ومكسرات (النِّيمْكِين) والبسكويت، وأجلسوني على كرسي متميز في صدر الغرفة، ومقابلي الشيخ عبدالعزيز على كرسي عادي، فأردتُّ القيام واستحييتُ من الشيخ، إلا أن أهل المكان أصروا على عادتهم في إكرام ضيوفهم، ولا سيما العرب، وفي الجلسة علمتُ أن الشيخ أصم (تقريباً) منذ عشر سنوات، وأن بصره ضعيف أيضاً، ولم يستطع الجلوس معنا إلا قليلا، وكان وجهه بشوشاً طوال الوقت، ثم قام والتعب بادٍ عليه، وخرج من الغرفة.
وفي نفس اليوم زرتُ مع الشيخ مقتدى الشيخَ عبدالعزيز في بيته الصغير المتواضع، ونظراً لضعف سمع الشيخ وبصره فقد كان المجلس صعباً، فالطريقة أنه يتكلم فقط ابتداءً من نفسه، ويُكتب له السؤال بخط كبير، فإن استطاع قراءته أجاب، وإلا فلا!
فمما حدثنا، قال: وُلدتُّ سنة 1922م [وتقابلها سنة 1340] وتخرجت من جامعة دار السلام في عمر آباد سنة 1942 وأخذتُ الشهادة بعد مدة متأخرة عن التخرج.
وسألتُه عن مشيخته وتسمية من أجازه إلا أنه تعذر على الشيخ قراءة سؤالي كاملاً، وفهم كلمة إجازة، فقال: إن الإجازات أمر مهم ولم يعد يهتم به أحد.
ولم أستفد منه أي إجابة لأسألتي سوى ما سبق.
وطلبتُ منه الدعاء بالإشارة، وصار يدعو لي.
وأعطاني ابنُه أمامه ورقة فوائد بخط الشيخ من جمعه، فيها قصص وأخبار لمحدثين.
مشيخته:
كما أعطاني صورة الورقة التي يجيز بها، وهي مشجرة أسانيده، وفيها: أنه أخذ بلوغ المرام كاملا على محمد سليمان المئوي (ت1378)، ومشكاة المصابيح كاملة على محمد أحمد صاحب المئوي (ت1367)، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وجامع الترمذي بكمالهن على محمد نعمان المئوي (ت1371)، وهؤلاء يروون عالياً عن نذير حسين.
وأخذ شيخنا البخاري كاملا على فضل الله دانمباري المدراسي (ت1361) الآخذ عن شمس الحق العظيم آبادي، وعبدالجبار الغزنوي الأمرتسري، تلميذي نذير حسين.
كما أخذ من البخاري على محمد إسماعيل بيارم بيتي المدراسي (ت1383)، الآخذ عن عبدالجبار المذكور وفقير الله المدراسي تلميذ نذير حسين أيضا.
وأخذ المنتقى للمجد ابن تيمية على عبدالواجد بيارم بيتي المدراسي العمري، الآخذ عن أحمد الله الدهلوي.
وأخذ عن أبيه أبي القاسم القدسي المئوي (ت1373) الآخذ عن عبدالرحمن المباركفوري وعبدالله الغازيفوري.
¥