وقد صُليت عليه صلاة الجنازة بمسجد عمر بن الخطاب بحي السدري اليوم الأحد بعد صلاة الظهر، ثم نقل جثمانه إلى مقبرة الغفران.
وأم الناس في الصلاة الدكتور أحمد العبادي رئيس الرابطة المحمدية لعلماء المغرب.
وشهد الصلاة وتشييع الجنازة الأستاذ حسن أمين؛ رئيس المجلس العلمي لعمالة مولاي رشيد، والشيخ الدكتور زين العابدين بلافريج والفقيه الدكتور القاضي برهون، وعدد كبير جدا من العلماء والأعيان والأعلام وعامة الناس ..
فقد كان أول الجنازة في المقبرة وآخرها قرب مسجده!
وقد ألقى الدكتور العبادي والدكتور القاضي برهون كلمتين قبل الصلاة تعريفا بالفقيد وبمنزلته العلمية وأخلاقه العالية.
وهذه ترجمة موجزة له مختصرة من كتابي: "السلفية في المغرب":
هو الشيخ الفقيه محمد بن التهامي الصمدي نسبة إلى عبد الصمد؛ الجد الأكبر للأسرة.
ولد ونشأ في منطقة بني يوسف؛ بين العرائش وشفشاون، إقليم تطوان. وكان مولده عام 1355هـ (الموافق لـ 1936م.).
حفظ القرآن وهو ابن تسع سنوات، وحفظ الآجرومية والألفية والعاصمية واللامية والجُمَّل وابن عاشر.
درس على الفقيه الحراق البديع والتلخيص والدردير، وعلى الفقيه عمر الصمدي العبادات من مختصر خليل، كما حضر بعض دروس الشيخ عبد الله كنون في شرح صحيح البخاري.
ومن شيوخه أيضا؛ الفقيه محمد التجكاني، والشيخ الفحصي، ودرس على الشيخ عبد الحي بن الصديق علم الأصول. وقد لازم الشيخ محمد الزمزمي ثنتي عشرة سنة، ودرس عليه الموطأ، والمستصفى، وتفسير ابن كثير، وتفسير البغوي، وشرح النووي على مسلم كما درس عليه المنطق وشيء من البلاغة.
انتقل إلى مدينة الدار البيضاء عام 1984، وعمل مدرسا بالسلك الابتدائي، ثم أستاذا لمادة التربية الإسلامية بالسلك الثانوي.
كما تولى –منذ ذلك العام (1984) -؛ الخطابة بمسجد عمر بن الخطاب بحي مولاي رشيد بمدينة الدار البيضاء، بالإضافة إلى صلاته إماما بالمسجد ذاته.
وقد درس الطلبة في المسجد المذكور: النحو والأصول والبلاغة والعاصمية في فقه القضاء، كما درس موطأ الإمام مالك وتفسير آيات الأحكام.
ولم يزل رحمه الله تعالى يحث في دروسه وخطبه على اتباع القرآن والسنة ولزوم منهج السلف، واجتناب البدع والمحدثات في الدين، سواء ما تعلق منها بباب المعتقد، أو ما تعلق بباب العبادات والسلوك.
مع الاتصاف بصالح الأخلاق وموفور الأدب والعمل بما يدعو إليه
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، اللهم نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ..
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها ...
منقول: http://www.manzila.org/forum/index.php?showtopic=8217
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 09 - 10, 01:25 م]ـ
الحمد لله
رحم الله الشيخ رحمة واسعة.
أغتنم الفرصة لأذكر نفسي وإخواني من أهل المغرب بأن يبادروا إلى التعريف بشيوخ المغرب، ونشر أخبارهم، وعقد لقاءات علمية معهم، وتشجيعهم على عقد الدروس العلمية وتسجيلها، ونشرها على الشبكة، وحثهم على التأليف العلمي، ومتابعتهم في ما يكتبون، وإعانتهم على النشر عند أهل المشرق ..
كثير من المشايخ عندنا مغمورون، وقد ألفوا خمول الذكر، وصاروا - لكثرة الفتن التي تقع لهم من بعض الطلبة الجهال - يخشون الظهور، بل يبتعدون حتى عن عقد الدروس العلمية، إلا أن يكون ذلك لفئة قليلة من الناس.
ولقلة ظهور هؤلاء، تسنم الجهال ودكاترة الجامعات (وقليل منهم من هو من أهل العلم حقا)، وتصدر الوعاظ والقصاص.
وتأمل أخي القارئ تعامل طلبة هذا الشيخ الكريم معه.
إذا أحصيت عدد المشاركات والموضوعات التي تتحدث عنه في الشبكة (هنا في الملتقى وفي غيره)، تجد الكثرة الكاثرة منها هي التي تذكر موته، وتترجم له بعد وفاته!
وأين كان هؤلاء الطلبة في حياة الشيخ؟
ولست أبرئ نفسي من هذا العيب، ولكنني أنتقد نفسي قبل غيري.
وقد آن لنا - والله - أن ننفض عن شيوخنا غبار الإهمال.
تأمل أخي الكريم حال الطلبة في مصر مثلا (وأهل مصر فيما أحسب أشد الناس احتفاء بشيوخهم، ثم أهل الجزيرة)، تجدهم يتتبعون حركات الشيخ وسكناته: التقى بفلان، وسافر إلى البلد الفلاني، واعتمر في شهر كذا، وله درس في فضائية أو مسجد يوم كذا ..
وقد يكون الشيخ المذكور من أهل العلم حقا وصدقا، من الذين يحلون ويعقدون، ويملكون أزمة العلم؛ وقد يكون أقل من ذلك، من الذين إذا قورنوا ببعض المشايخ عندنا، لم يكونوا إلا في مصاف الطلبة لا غير.
ووجود الشبكة العنكبوتية، نعمة سابغة من الله عز وجل، لا يستطيع أن يمنعها مانع، أو يحتكرها محتكر، أو يصد عن الاستفادة منها صاد ..
فما هذا الجفاء؟
وإلى متى هذا التفريط والتقصير؟
سئمنا والله من ذكر مناقب الشيوخ بعد موتهم. وما ينفعنا ذلك - إلا أن نترحم عليهم ونتحسر على ما ضاع منا من ملازمتهم والاستفادة منهم ..
فحي على التشمير في التعريف بالعلماء يا طلبة العلم!!
والله المستعان.
¥