تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[محدثالانبار ومسندها الشيخ بهجة الهيتي]

ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 08:16 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة محدث الأنبار العلامة الشيخ الفقيه أبو محمد بهجة بن حمد بن يوسف آل أبي الطيب وأبو الطيب هو من أحد فقهاء الشافعية في هيت والذي تسمى الدوارة (الحي) باسمه (دوارة أبي الطيب) ويرجع نسب شيخنا إلى موسى المبرقع من الأشراف الحسينية ولا علاقة لنسبه بآلوس أو ألوس وإن كان البعض يطلق عليه الشيخ بهجة الألوسي، ولكن العلماء الألوسيين ومنهم الشيخ نعمان وأبوه أبو الثناء المفسر هم من نفس عمود النسب مع شيخنا بهجة وقد سكنوا منطقة ألوس ثم استوطنوا بغداد فانتسبوا إليها.

وأما أخوال شيخنا بهجة حفظه الله تعالى فهم من عشيرة النوافلة من قبيلة الجنابيين الزبيدية من ذرية عمرو بن معد يكرب الزبيدي

وولد في هيت عام 1938 أو 1939في غالب الظن،

وقد أخذ العلم من بعض مشايخ هيت من تلامذة عبد العزيز السالم السامرائي مدرس المدرسة العلمية بالفلوجة منهم الشيخ نعمان وكان يذاكره رحمه الله تعالى،

واستفاد شيخنا بهجة من أخيه حمدي بن عبد المجيد الكردي الملقب والمعروف بالسلفي محقق المعجم الكبير أثناء نفيه إلى هيت وكان دائم المذاكرة والمطالعة،

اشتغل شيخنا بهجة بتدريس اللغة العربية في إحدى ثانويات الأنبار وكان يراسل العلماء والدعاة وله مراسلات مع الشيخ أبي بكر الجزائري وفيها بحث في مسألة التمتع في الحج

وبعد أن يسر الله تعالى له الحج التقى بالعلامة الشيخ محدث الحجاز حماد الأنصاري رحمه الله تعالى وسمع منه الحديث السلسل بالأولية وأجازه إجازة عامة بمروياته يوم الأحد 5/ 12/1398 في داره الكائنة في الحرة الشرقية المسماة سابقا بحرة واقم شارع الأعمدة في المدينة النبوية وشهد على الإجازة أبو بكر الجزائري الواعظ بالحرم المدني وشرط في الإجازة أن يقول فيما لا يدري لا أدري

وبعد ذلك انقطع شيخنا بهجة للتأليف والتحقيق فكان شغله الشاغل حتى حنى ظهره وشاب رأسه وكان أن حقق السنن الصغرى للبيهقي وساعده في نشره صديقه د بشار عواد معروف مثنيا على تحقيقات شيخنا ومعجبا بسعة علمه.

ثم حقق شيخنا تخريج أحاديث التنبيه لابن كثير ثم اشتغل على معرفة السنن والآثار للبيهقي وهو ذو تخصص في البيهقي ورجاله وفقهه، كما وصنف كتاب الإنصاف في أهم مسائل الخلاف.

وشيخنا بهجة ذو كرم وهمة عالية وخلق حسن وزهد في الدنيا وإقبال على التصنيف والتأليف وحتى في آواخر العهد به حفظه الله تعالى أصيب بعرق النسا بسبب انكبابه على التأليف ومع ذلك ما ترك القرطاس والدواة والقلم وكان يفضل التأليف والتحقيق والكتابة على التدريس ومع ذلك ما رد طالبا ولا بخل بفائدة عن أحد بل فيضه يغمر كل طلبة الحديث جزاه الله عن المسلمين خيرا.

وترى الشعر يفوح منه فشيخنا شاعر وأديب مفوه فكانت قصيدته المعلقة على الجدار وفيها نظم نسبه الكامل إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما ثم شرع في مدح أهل البيت مضمنا المدح كثيرا من الأحاديث في فضائلهم وحتى لا يظنن الظان أن مذهب الناظم التشيع والغلو شرع بمدح خير الناس بعد الرسل أبا بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة وأمهات المؤمنين وإتماما للفائدة أتم النظم بأبيات تتكلم عن العقيدة الصحيحة على منهج سلفنا الصالح وأهل الحديث ففيها مباحث القدر وإثبات الصفات على منهج السلف.

وكانت له مناظرات مع بعض مشايخ هيت.

والجالس مع شيخنا السيد بهجة يجد الفوائد تتناثر على جلاسه بشكل ليس له مثيل فحافظته غنية واستظهاره للنصوص واسع ومذهل.

يغلب على حفظ تراجم الشيوخ وخصوصا رجال البيهقي في سننه و عندما يتكلم في مسألة فقيهية يبدع ويؤصل ويستدرك بسرد متواصل وتأصيل منقطع النظير.

وكانت له رؤى ترى فيها مدى تعلقه بالعلم وهي مبشرات خير له ولعلمه وكتبه جزاه الله خيرا وكان من أوائل طلابه الشيخ أبو عاصم علي الغرباوي الجبوري وما أن ذاع صيت شيخنا بهجة رحلنا إليه عدة رحلات وكانت الرحلة الأولى مع أخينا الأكبر الشيخ صادق العجلي الدلفي وأخينا الشيخ أبي ميسرة السعدي رحمه الله تعالى والرحلة الثانية مع أخينا الشيخ الدكتور محمد حازم.

واستفدنا من شيخنا بهجة وسمعت منه الحديث المسلسل بالأولية وهو أول حديث أسمعه منه وهو أول حديث أجازني به وجالسناه واستجزناه حتى أجازنا إجازة عامة مشافهة وكتابة سنة 2004 في داره بدوارة أبي الطيب بهيت الأنبار على مقربة من قبر الإمام عبد الله بن المبارك وكان الشاهد على إجازتي ابن الشيخ أخونا الأكبر الشيخ محمد بن الشيخ بهجة.

وهو متوسط القامة أبيض البشرة ضعيف البنية وانحنائة ظهره بارزة يلبس البياض من الثياب ويعتم بعمامة بيضاء ذات ذؤابة على عادة أهل الغربية وأبنائه وبناته يساعدونه في مقابلة بعض المخطوطات مع نسخها وهم أهل فضل وأدب نحسبهم والله حسيبهم، وشيخنا يتفقد طلابه ويسأل عنهم بارك الله فيه وفي علمه.

وقد جمعت أسانيده وكتبت ترجمة وافية له لكنها ضاعت للأسف ثم كتبت ثبتا له وسميته (الثبت المسند في أسانيد شيخنا بهجة أبي محمد) وعمدته في الرواية الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله تعالى سماعا للحديث المسلسل بالاولية و إجازة عامة بمرويات الشيخ حماد رحمه الله تعالى عن سيد قاسم الفرغاني الاندجاني وخصوصا بثبت الشوكاني إتحاف الاكابر وثبت الكوراني الأمم.

وقد عقد الشيخ بهجة مجلسا في بغداد حضره جملة من طلبة العلم وأجاز جملة منهم وأذكر من تلاميذه الشيخ صباح بن محروت العاني والشيخ صادق العجلي والشيخ عبد الجبار والدكتور محمد حازم وغيرهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير