تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله و فتح منه تعالى في سنتين ونصف بحيث لم يأت النصف الأخير من سنة 1956م وهي فجر الاستقلال إلا وقد بعثني الوالد إلى المدرسة الجزولية لتعلم مبادئ العربية و الفقه و مفاتيح العلوم الأخرى تحت رعاية الشيخ أحمد بن عبد الرحمان السليماني الحسني و لما كان صديقا للوالد فقد أولاني رحمه الله عناية خاصة و حفظت على يديه كثيرا من المتون في العربية و الفقه كالاجرومية و نظمي الزواوي و الجمل و لامية الأفعال وألفية ابن مالك و تحفة ابن عاصم و متن المرشد المعين و متن الرسالة لابن أبي زيد القيرواني و بعض المتون الأدبية، كما حضرت أيضا شرح كثير من هذه المتون صحبة زملائي الطلاب و تلقيناه عنه رحمه الله و كان الذي استفدناه من أدبه و سمته و حزمه و صرامته أكثر مما استفدناه من علمه.

مكثت عند هذا الشيخ سنة و بضعة أشهر.

كان الطلاب من الجيل السابق لجيلي ممن سبقني إلى طلب العلم يدرسون في مدرسة أخرى بمركز تنمار الإداري في قبيلة «إذا?لول» من قبائل حاحة الكبرى و كانت تبعد عن الجزولية بحوالي ستين كيلومترا، و كان لها صيت و شهرة، و كنا حين نلتقي بطلابها نلاحظ فيهم شجاعة أدبية و جرأة على الكلام و انتقاد الأساليب العتيقة في التعليم لدى بعض الشيوخ كما كنا نعجب كل العجب من هجومهم على الطرق الصوفية و انتقادهم لزواياها و اعتراضهم على الأضرحة و غلو الناس فيها، و ما يساق لها من القرابين و النذور فطلبت من الوالد رحمه الله أن يأذن لي بالالتحاق بالمدرسة الهاشمية بتنمار، و آنست منه عدم الرضى إلا أنني لم أزل به حتى أقنعته فوافق على انتقالي إليها و كان اسم الشيخ الذي يديرها و يدرس فيها هو العلامة الخلوق السمح سيدي البشير بن عبد الرحمان السوسي البرحيلي المنبهي الملقب بتوفيق و هو والد الدكتور محمد عز الدين توفيق الأستاذ الداعية المعروف، و قد استفدنا من علمه و أدبه و خلقه و سمته و نفعني الله بذلك.

ثم التحقت بعد سنة أخرى بالمعهد الإسلامي بتارودانت الذي بناه المحسن الكبير «الحاج عبد السوسي» و تديره جمعية علماء سوس، و كان من الأساتذة الذين تلقيت عنهم في هذا المعهد في مختلف العلوم و الفنون جماعة منهم السادة الأفاضل محمد السرغيني و الطيب الباعمراني و عبد المالك أزنير و عبد الرحمان الرسموكي و أحمد الوجاني البودراري و أحمد العدوي و غيرهم، ثم غادرت تارودانت لأسباب لا يتسع الوقت لذكرها بعد سنتين متجها إلى مدينة مراكش حيث التحقت بكلية ابن يوسف ذات الصيت الذائع و التاريخ العريق و أخذت فيها عن شيوخ نظاميين كانوا يتولون التدريس في الكلية و آخرين غير نظاميين كانت لهم دروس خاصة في المساجد. فمن الأولين الشيوخ الأجلاء السادة: الحسين راغب، و أحمد أملاح، و حسن جبران، و عمر فوزي و المختار السباعي، و محمد التازي و محمد الحيحي المعروف ببزي و غيرهم، و من الآخرين غير النظاميين، العلامة الرحالي فاروق رئيس المجلس العلمي بمراكش، و عبد السلام جبران، و القاضي عبد السلام السرغيني و غيرهم.

· فترة العطاء في ميداني التعليم و الدعوة:

تخرجت من كلية ابن يوسف في منتصف سنة 1963م.

واتجهت إلى مدينة الدار البيضاء العاصمة الإقتصادية للملكة حيث شاركت في مباراة مدرسة المعلمين دورة شتنبر ونجحت صحبة مجموعة من الزملاء ممن درسوا معي بمراكش وبعد سنة من التكوين في الدروس النظرية والعلمية تخرجت بنجاح وتفوق مما خولني التعليم بنفس المدينة وكان نشاطي مزدوجا حافلا متواصلا بإذن الله، فكنت أقوم بالتدريس في المدارس الحكومية وأمارس الدعوة في المساجد والأندية ودور الشباب والجمعيات الثقافية. وهكذا خطبت الجمعة في مساجد: جامع الحجر بدرب غلف، ومسجد الحاج علي الهواري بالقريعة و مسجد السنة بدرب الطلباء وجامع الشهداء بالحي المحمدي. وألقيت دروسا متوالية طويلة الأمد في كل من المسجد اليوسفي بقرية الأحباس والمسجد المحمدي بها و مسجد الفوارات بالحي المحمدي، و الجامع العتيق بعين الشق ومسجد الحفاري بدرب السلطان و مسجد بين المدن و مسجد التوحيد، بحيث ابتدأت تفسير القرآن العظيم سنة 1976م من سورة الفاتحة وانتهينا هذه السنة (2008م) إلى سورة الحشر.

كما شرحت كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب داعية النوحيد في نجد والجزيرة،في مسجد الفوارات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير