تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بإقامة المحاضرات والجلسات والندوات فكان يستضيف فيها جهابذة علماء أهل السنة والجماعة من المناطق البعيدة والمدن النائية من مثل فضيلة الشيخ عبد المالك من هريا سرائي دربهنكه ومولانا أمان الله جترويدي و مولانا نذير أحمد قنوجي و خطيب الإسلام الشيخ عبد الرؤف الرحماني و عبد القيوم الرحماني وغيرهم - رحمهم الله- و كان بنفسه خطيباً بارعاً رائع الأسلوب و كانت طريقة خطبته ممتعة ومشوقة جدا ,فاق بها أقران عصره بتلك المواهب الربانية. و كان رحمه الله يعرف بحسن منهجه واستقامته في الدين وجهوده الطيبة في توعية ودعوة الشعب المسلم و قد كان لجهوده أكبر ناتج حيث قد تلقى علي يديه آلاف من كبار المشايخ و العلماء والدعاة وطلبة العلم وكان كثيرا محبا للعلم ولأصحابه وسع نطاق جهوده الدعوية الجبارة لمديريات مهراج غنج وغوركفور وسدهارت نغر وديوريا وكشي نغر و المناطق الجبلية من نيبال القريبة من الهند وقد عين خطيبا في الجامع الكبير لأهل الحديث الواقع في كلية ابن القيم الجوزية الكائن في السوق الداخلي بكلهوئي بازار و استمر بهذا العمل المبارك أكثر من عشرين سنة والجدير بالذكر أنه – رحمه الله – في الحقيقة هو الدافع الأول لبناء هذا الجامع في هذا الموقع المهم الاستراتيجي بحيث لم يكن للسلفيين هناك مسجد يجتمعون فيه و خاصة يوم الجمعة و تبعا لذلك أقيمت مدرسة صغير ة باسم مدرسة الدار السلفية في ناحية الجامع ولكن كم جاءت عليها من أيام و كم مرت من حلول فجعلها الله صرحا عملاقا تعليميا و دفعها إلى الأمام بخطى حثيثة وجادة بدأت تسخر قلوب المسلمين و الآن صارت هي كلية باسم الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله و يدرس بها زهاء 200 طالبا وطالبة في شتى المراحل التعليمية وكان وراء ذلك كله – بفضل الله تعالى - جهود أهالي هذه المنطقة السلفيين و تضحيات الشيخ السيد تجمل حسين – رحمه الله وعناية كبيرة واهتمام بالغ لمسئولي مجلس الدعوة الإسلامية بدلهي فضيلة الشيخ المكرم عزيز عمر السلفي وعبد الواجد الفيضي حفظهما الله من كل شر وفتنة و سوء ومكروه.

ثناء العلماء عليه: كان – رحمه الله - من كبار علماء الهند، ومكانته عظيمة عند المشايخ المعروفين، و لم يكن له في المنطقة مثيل في الخطابة وقت زمانه حتى وإن فضيلة الشيخ عبد الرؤف الرحماني – رحمه الله – بعد ما سمع منه في المرة الأولى خطبته التي ألقاها في قرية دولها ,أثنى عليه ووصفه وشكر سعيه و سماه بكلمة (مولانا) التي تعني أنه عالم كبير موثوق به و مؤهل يرجع إليه الناس , يُرْجَع إليه في حلِّ المعضلات العلميَّة وكما أن الشاعر المعروف السلفي والغيور على المنهج و الخطيب المشهور فضيلة الشيخ الدكتور أبو المآثر عبد الحميد حامد الأنصاري أنجم جمال الأثري لقبه بخطيب مدينة غوركفور حين سماعه وتأثره بإحدى خطبه الملقاة بين يديه و يجدر بالذكر أن خطبه كانت قوية بالحجج والبراهين القاطعة يستدل فيها بالآيات والأحاديث النبوية و يسرد أحيانا بعض النماذج الرائعة من سيرة الرسول عليه صلوات الله وسلامه أو أصحابه أو السلف الصالح من القرون المفضلة والمشهود لها بالخير وذلك حسب مقتضى الأحوال والمواسم و تكون مؤثرة جدا في قلوب العامة والخاصة و بالمناسبة كان يتخلل أثناء الخطبة بعض الأبيات الشعرية للشاعر البروفيسور محمد إقبال والشاعر مولانا مسلم رحمهما الله.

زهده وورعه:

وكان الفقيد – رحمه الله – رجلا متواضعا و ساذجا في جميع أحواله وشئون حياته, متبعا للكتاب والسنة و يتحلى بالأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة ورجلا المتوسم فيه الخير والصلاح والاتزان بالرزانة , يتجنب من الأمور التافهة والكلام الركيك الذي لا طائلة فيه و لا يعني شيئا وكان على منهج السلف الصالحين في عقيدته و متحمساً فيها, يخالف التقليد الأعمى الذي تسبب لتعطيل كثير من الدين علماً وعملاً والله المستعان و قد عُرف بالديانة والزهد والتقى .... و كان كثير الاهتمام بالسنن والنوافل حتى وإنه قال لي مرة بأنه لا يدري هل فاتت له صلاة القيام مرة في حياته ولا يتذكر متى بدأ بالقيام في الليل من عمره و كان كثير الحب والرأفة لطلبة العلم وأصحابه فيكرم من هو أكبر منه في العلم أو السن ويحترمه ويوقره ويشفق كثيرا على من هو أصغر منه ويغدق على طلابه و تلامذته بالحفاوة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير