وكثير البكاء ,خاصة إذا كان يلقي خطبة حول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يخاف لومة لائم في إحقاق الحق وإبطال الباطل, تقبل الله صالح أعماله و جزاه عنا وعن أمة الإسلام خير الجزاء.
طلابه وتلاميذه:
وقد ترك - رحمه الله - خلفه تراثاً علمياً في شكل طلابه فتلاميذه في ألوف , وهم يخدمون الإسلام وأهاليه علماً وعملاً في شتى أنحاء العالم ومن أشهرهم:
1 - عبد الواجد بن حبيب الله الفيضي رئيس مجلس الدعوة الإسلامية بدلهي ومدير مجلة نوائ إسلام الشهرية التي تصدر من دلهي و الذي له طموحات طيبة في مجالي التعليم والدعوة وخدمة الإسلام والمسلمين ولا سيما في منطقتنا مديرية مهاراج غنج.
2 - و منهم: فضيلة الشيخ عرفان الله بن ألطاف حسين الرياضي (رحمه الله) والد كاتب هذه السطور ومدير ومؤسس المدرسة العربية دار السلام السلفية بمرلا في نيبال والذي كانت له خدمات مرجوة و جهود طيبة لا تكاد تنسى في خدمة الإسلام والمسلمين بهذه المنطقة الجبلية , وكان والدي – رحمه الله- يكرم فقيد نا– وينعم عليه ويحترمه غاية الاحترام لأن الفقيد كان والده من الصهر و من حيث مربيه وأستاذه وشيخه الفاضل.
3 - ومنهم: فضيلة الشيخ عبد الله عباس السلفي المدرس بجامعة قاسم العلوم في غلرها و أمين عام مدرسة عبد الله بن عباس في منغل فور و تبعا هذه المدرسة واقعة في قرية الفقيد رحمه الله, فالتحق مدرسا في هذه المدرسة في أواخر عمره بعد ما هجر و اعتذر من التدريس في مدرسة دار السلام السلفية في نيبال لأسباب صحية و استشعر الضعف والنحافة في جسمه لكبر السن فلا زال يخدم الدين الحنيف حتى وافته المنية.
4 - و منهم فضيلة الشيخ شميم الرحمن بن عبد الغفور الأثري من نيبال.
5 - ومنهم: العبد الفقير إلى عفو ربه القدير و حفيد الشيخ – رحمه الله – محمد شميم العرفاني خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والداعية في إدارة أوقاف محافظة عفيف بفرع الوزارة في منقطة الرياض. (كاتب هذه المقالة).
وإن من دواعي الغبطة والسعادة لهؤلاء السالف ذكرهم من طلبة الشيخ بأن الشيخ رحمه الله كان دائما يغتبط بهم و يحسن الظن بهم و يثق بهم و يذكرهم بالخير ويثني عليهم و سمعت أكثر من مرة أنه يذكر في بعض مجالسه العلمية: بأني أحمد الله وأشكره على توفيقه إياي وتيسيره لي بهؤلاء الشرذمة المخلصة من طلابي الذين تميزوا وتفوقوا في العلم والعمل وبذل المجهودات في شتى المجالات الدينية وكان يعني بها طلابه الخمسة الذين سبق أن ذكرتهم آنفا. و كان يقول في طلبته عامة و في الخمسة المذكورين خاصة بأني تركت ذرية طيبة وهم سيوف ورماح في نحور أعداء الدين و أصحاب الفكر الضال من الديوبنديين و البريلويين الحاقدين والروافض الخبثاء. فالحمد لله ,طلابه كثيرون جدا فمن أشهرهم:
فضيلة الشيخ عبد الرؤف الأثري أمين عام كلية ابن القيم بكلهوئي بازار وأمين عام لجمعية أهل الحديث بمديرية مهاراج غنج ,فضيلة الشيخ عبد الحكيم الرياضي مدير مركز الثقافة الدينية والفنية في مهراج غنج. و فضيلة الشيخ خير الله الأثري (رحمه الله) ,فضيلة الشيخ محمد إدريس عالياوي , وفضيلة الأستاذ عبد الله خان , وفضيلة الشيخ شمس الدين المدني الداعية بالشارجه و عبد المبين المدني المبعوث في نيبال وأفضال أحمد السلفي الداعية بقطر حفظهم الله من كل سوء ومكروه.
و قد كان للجد رحمه الله حظ وافر في التعليم والتدريس بمدرسة قرية لبدها و منغل فور و مدرسة مفتاح العلوم السلفية بغلرها في نيبال في زمن الشودري حيات الله (جد زوجتي) وقد طلبه للتدريس فيها وقد نال منه التشجيع والتقدير للعمل في مجالي التعليم والدعوة وكان الشودري رحمه الله حينئذ أمينا عاما لهذه المدرسة وقد توسط به على أنه استضاف فضيلة الشيخ عبد الرؤف الرحماني رحمه الله في قريته مرلا و عقد له جلسة كبيرة في المدرسة فاقيمت له – رحمه الله - محاضرة حتى وإن الشيخ الرحماني رحمه الله كان يذكر الشودري رحمه الله أحيانا في بعض خطبه عن سخائه وجوده وديدنه.
هذا غيض من فيض , وقد توفى هذا العلم من أعلام أهل الحديث بقضاء الله وقدره , فإن العين تدمع والقلب يحزن ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا فكل شيء هالك إلا وجهه , ودفن – رحمه الله - في أرضه التي مات فيها وصلى عليه فضيلة الشيخ عبد الواجد الفيضي رئيس مجلس الدعوة الإسلامية بدلهي بعدد كبير من أصحاب العلم الفضلاء وآلاف من المسلمين وقد حضر جنازته خلق كثير مع أن السماء كانت ممطرة و كان الموسم موسم هطول الأمطار, ونشر خبر وفاته في الجرائد والمجلات اليومية والشهرية نسأل الله تعالى أن يدخل الشيخ فسيح جناته وأن يغفر له ويعفو عنه و ينزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور, ويجازيه بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا إنه خير مسئول وخير مأمول.
و أخيرا , يطيب لي أن أشير بمناسبة المقام أن للفقيد عندي نماذج رائعة من حياته وسيرته بحيث أني اقتربت منه و استفدت منه باصطحابي معه شيئا كثيرا وأيضا لأن الشيخ رحمه الله قد أملى علي بعض ما تيسر له من ترجمة حياته قبل ثلاث سنوات من وفاته ولي نية صادقة و رغبة أكيدة وأمل كبير بأني سأجعله قريبا في كتاب مستقل باللغة الأردية إن شاء الله تعالى, أسأل الله تعالى المولى القدير أن يوفقنا لما يحب ويرضاه فإنه الموفق والقادر عليه وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وبارك وسلم.
أحد محبيه/ أبو سلمان محمد شميم العرفاني
الداعية بإدارة توعية الجاليات في أوقاف عفيف
(ج/0556067480)
¥