[ترجمة شيخنا ووالدنا العلامة أحمد السالك الشنقيطي بقلم عصام موسى هادي]
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[28 - 09 - 10, 09:06 ص]ـ
لقد دفع إلي شيخنا عصام موسى هادي عقب فجر اليوم ترجمة لشيخه العلامة أحمد السالك الشنقيطي ورغب في نشرها
ترجمة مختصرة لشيخنا ووالدنا العلامة أحمد بن محمد السالك الشنقيطي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد شرعت صبيحة هذا اليوم بترجمة مطولة لشيخنا ووالدنا الشيخ العلامة أحمد السالك رحمه الله وقد أمليت حتى عصر هذا اليوم ما يزيد على عشرين ورقة وحتى لا تضيع الفائدة على كثير ممن لم يحط بترجمة شيخنا ويحب أن يلم بشيء من أخباره رغبت في إخراج هذه الوريقات على عجالة من أمري والله أسأل أن يعين على إتمام الترجمة الكبرى.
اسمه:
هو العلامة الفقيه الأصولي اللغوي المحدث المربي أبو منير أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد السالك الشنقيطي من أولاد الحاج الغربي.
نسبه: يرجع نسب شيخنا إلى الحسن بن علي رضي الله عنه وشجرة نسبهم موجودة وكان رحمه الله لا يظهر ذلك ولا يحب أن يشاع خبر ذلك ورحم الله شيخنا محمد نسيب الرفاعي إذ يقول:
وَلَيْسَتِ النِّسبةُ العُليا مشرِّفَةً* إنْ لم يَزِنْها الفتى بالدين والأدبِ
"سلمان" مَثْواهُ جَنَّاتٌ مخلّدةٌ* والنارُ قد جُعِلتْ مثوى "أبي لهبِ"
والدينُ والنسبُ الأسمى إذا اجتمعا* فاز الفتى بكريم الفعل والنَّسبِ
مولده:
ولد شيخنا في تركيا سنة 1928م.
أسرته:
ولد شيخنا رحمه الله في أسرة علمية فأبوه وجده من العلماء الربانيين المشهود لهم بالعلم والصلاح وقد استوفيت أخبار الأسرة وأخبار والده وجده رحمهما الله في الترجمة الكبرى.
نشأته:
نشأ شيخنا في بيئة علمية فأبوه وجده كما أسلفت من العلماء فحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وقرأ النحو والفقه والأصول على والده وأقبل على الأصول واللغة أيما إقبال حتى برع في العربية جداً وكما قال لي شيخنا: لما كنت في السادسة عشر من عمري كنت أحفظ ألفية ابن مالك مع شرح ابن عقيل عليها كاسمي.
وحسبك أنه ختم شرح الدسوقي على شيخه العلامة مختار الشنقيطي رحمه الله وهو ابن ثمانية عشر سنة.
ثم التحق بالجامع الأزهر في مصر وحصل على الشهادة العالمية ثم حصل بعدها على دبلوم في التربية وعلم النفس.
ثم عمل مدرساً في وزارة التربية والتعليم لمادة التربية الإسلامية ثم صار مشرفاً وموجهاً للمادة في الوزارة ثم ألحق في المناهج فما رغب بالعمل المكتبي وطلب أن يعاد للإشراف وتم له ذلك.
كان رحمه الله في بدايته مقلداً لمذهب مالك في الفقه وفي الاعتقاد أشعرياً ثم خلال تواجده في مصر قام الأزهر بتوزيع كتاب نيل الأوطار للشوكاني فلما طالعه وافق ما في نفسه فأقبل عليه قراءة وفهماً وتعليقاً فخلع ثوب التقليد وصار من أهل الإتباع يبحث المسألة ودليل كل رأي ثم يتبع ما أداه إليه اجتهاده فيها.
وأما المعتقد فطالع كتاب زعماء الإصلاح في العصر الحديث تأليف أحمد أمين فوقع على ثناء المؤلف على الحركة الوهابية وأنها حركة إصلاحية عندها قرر التوصل إلى الحق بنفسه فبحث عن كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وطالع كتاب التوحيد ثم أقبل على قراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم فلاح له فجر الصواب وطلعت له شمس الحق فترك ما كان ألف من صغره للحق الذي بان له فكان رحمه الله سلفياً حقاً وصدقاً كان سلفياً في أخلاقه سلفياً في اعتقاده سلفياً في منهجه رحمه الله رحمة واسعة وما يحكيه بعض الإخوة عنه فمنه ما هو باطل ومنه ما هو وهم لم يفهم السامع مراد الشيخ وأهل مكة أدرى بشعابها وقد بينت ذلك أتم البيان في الترجمة الكبرى وأقمت عليه الأدلة والبراهين.
وأحلف بالذي لا إله إلا هو ولا رب سواه أن الشيخ رحمه الله كان على منهج السلف في الأسماء والصفات يثبت علو الله على خلقه ويثبت سائر الصفات التي يثبتها أهل السنة والجماعة وكان رحمه الله على منهج السلف في توحيد الألوهية أقول هذا عن علم ومعرفة وبحث ومباحثة ولله الحمد، فما عرف الشيخ أحد من هؤلاء مثلما عرفته ولا جالسه وعرف ظاهره وباطنه وخلواته وجلواته أكثر مني.
¥