تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لما أرى حبس الناس له عن حاجته فأقول إذا سمحتم الشيخ مشغول الآن فلا يقبل ذلك مني ولا يرضاه ويقول لعل أحداً عنده حاجة ماسة أو مسألة مضطر إليها.

كان يكره الشهرة ويحب الخمول عرضت عليه الدنيا فلفظها عرضت عليه المناصب فردها عرض عليه عشرات المرات اللقاءات الصحفية والتلفزيونية فردها كان يكره أن يشاع له ذكر في الناس ووالله لما ألفت كتابي الإمام الألباني كما عرفته أطلعته عليه وكان قد رأى فيه ثناء شيخنا الألباني عليه فقال: احذف هذا فقلت: لا، فهذه أمانة وأريد نشرها وجادلني في ذلك كثيراً رحمه الله رحمة واسعة.

وكان كثير التبسم في وجوه الناس وما رأيته قط عبس في وجه أحد وكان يلاطف كل من لقيه ويحيه ويسلم عليه ببشاشة لا نظير لها حتى يخيل للناظر أن الشيخ يعرف هذا السائل من زمن وهو لم يلتقه ولم يعرفه من قبل.

وكان رحمه الله يكثر من ذكر حديث "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" فكان هذا الحديث شعاراً له ودثاراً ويوصي به الناس.

وكان رحمه الله لا يغتاب أحداً ولا يذكر أحداً بسوء ولا يقبل ولا يمكن أحداً أن يغتاب أحداً في مجلسه.

ولما شرع رحمه الله في شرح الروضة الندية في مسجده بعد صلاة الفجر وقد أعطى ثلاثة دروس وشاع الخبر فغص الناس بطلبة العلم حتى جاءوا من البقعة قطع الشيخ درسه فراراً من الشهرة.

منهجه:

أقول: لقد كان الشيخ رحمه الله موسوعة صاحب إطلاع في الفقه والعربية والأصول وكنت إذا سألته مسألة يبين لك أقوال العلماء فيه ثم يذكر اختياره ودليله الذي استدل به كل ذلك بأسلوب رقيق لا تعالي فيه ولا غلظة ولا شدة بل يقول: هذا ما يبدو لي هذا ما يظهر لي والله أعلم.

وكان رحمه الله من سعة صدره وعلمه يصلي عندي الجمعة فيسمع خطبي وربما عرضت مسائل أقرر فيها للناس خلاف ما يقول فما كان يغضب مني ولا يتغير وجهه بل يدعو لي بعد الخطبة وكان في كل جمعة يهش ويبش في وجهي ويردد على مسامع الحاضرين قوله: جزاك الله خيرا ونفع الناس بعلمك وبارك فيك على تعليمك الناس ونصحك لهم.

ومرة ذكرت عن الإمام مالك عبارة في تقواه وورعه وأنه كان إذا أفتى فتوى يقول: إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين فطرب له وفرح بها جداً.

وكان رحمه الله حريصاً على معرفة السنة ودرجة الأحاديث ولا يذكر إلا الحديث الصحيح وكان إذا خفي عليه حديث طلب مني أن آتيه بتخريجه من شيخنا الألباني رحمه الله.

وكان رحمه الله لا يفتي بالطلاق وفرح جداً حينما ذكرت له بأن سفيان بن عيينة كان لا يفتي في الطلاق.

وكان رحمه الله يختار الأحوط في المسائل التي اشتبهت عليه واستوى فيها طرفا الدليل عنده.

كان رحمه الله إذا عثر على خطأ لأهل العلم كتب بأنه سهو قلم أو سبق لفظ وكان رحمه الله يوصيني باستعمال ذلك فيما أكتب.

وكان رحمه الله إذ أراد أن ينصح أحداً أخذ بيده ثم أثنى عليه ثم نصحه فيما بينه وبينه لا يشعر أحداً من الناس بذلك.

وكان رحمه الله لا يحب التلقب بلفظ السلفيين وناقش الشيخ الألباني رحمه الله في مجلس دام الساعة والنصف في ذلك وكان رحمه الله يخشى أن يحول اللقب الإخوة إلى حزبية وعصبية

وكان رحمه الله لا يترفع على الناس بل من لم يعرفه يظنه عامياً من شدة تواضعه ومجالسته العامة وضحكه معهم.

ثناء العلماء عليه:

كان شيخنا محمد نسيب الرفاعي يحبه كثيراً ويثني عليه كيف لا وقد احتضنت أسرة السالك الشيخ محمد نسيب رحمه الله في مسجدهم وناصروه في دعوته دعوة التوحيد.

ولما ألم مرض بشيخنا السالك دخل من أجله المشفى كان الشيخ نسيب رحمه الله يتصل به في كل يوم يطمئن على صحته وفي اليوم الذي توفي فيه الشيخ نسيب اتصلت بشيخنا السالك وهو في المشفى وأخبرته بوفاة الشيخ نسيب فبكي ودعا له وقال شعرت أن شيئاً حدث للشيخ نسيب لأنه جاء الوقت الذي يتصل بي ولم يتصل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير